|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرارة في الصلاة وحرارة الروح كما تكون في الكلمة، تكون أيضًا في الصلاة وفي العبادة... عندما صلى مكسيموس ودوماديوس، رأى القديس مقاريوس الكبير صلاتهما كأنها أشعة من نار تخرج من شفاههما، وعندما كان يصلى القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين حتى في صغره كانت أصابعه تبدو وكأنها شموع متقدة. وهكذا كانت الحرارة لا تشمل الروح فقط، وإنما الجسد أيضًا... إننا نصلى، ولكن هل في صلواتنا نار البندكستى؟ هل في صلواتنا حرارة يوم الخمسين؟ إن الصلاة الحارة تنبع من عمق القلب، وتكون ألفاظها حارة. حتى الجسد نفسه يكون ساخنًا، مثلمًا تكون الروح حارة أيًا. تأمل صلاة السيد المسيح في بستان جثسيماني وكيف كانت (متى26: 39-45). الصلاة الروحانية تكون ملتهبة بالروح، لذلك يقال عنها أنها صلاة حارة.. وحرارتها صادرة من حرارة القلب، ومن حرارة الحب، ومن حرارة الجهاد في الصلاة. ومن حرارة الصلاة تأتى الدموع. ومنها أيضًا تأتى المصارعة مع الله كما فعل أبو الآباء يعقوب (تك32: 24 26). ويأتي أيضًا الإيمان، وتأتى الاستجابة. وكنتيجة لحرارة الصلاة، يثبت الإنسان في صلاته... فلا يود أن يختم صلاته، مهما طال به الوقت فيها. بل كلما عزم على إنهائها، يجد رغبه حارة في قلبه تجذبه إلى البقاء في حضرة الله مصليًا. ويجد لذة في صلاته تربطه بها، هي ثمرة حرارة الحب في قلبه... إن الحرارة تعطى صلاته استمرار وحياة. فإن كنت تصلى ولا تجد حرارة في صلاتك، أو تصلى وكذلك رغبة في ترك الصلاة وانشغال بأمور أخرى تهمك أكثر بل إن كنت لا تجد رغبة في الصلاة، وإن بدأت لا تجد كلامًا تقوله أو أنت تصلى بغير روح، تعبد الله بشفتيك وقلبك مبتعد عنه بعيدًا (مت5: 18)... إن كنت هكذا فاعلم أنك بعيد كل البعد عن الروح الناري اطلبه لكي يشفع فيك، ويعطيك حرارة في صلاتك. فماذا عن صلواتنا نحن وما هي حرارتها؟ هناك عوامل كثيرة تتعلق بحرارة الصلاة نذكر منها: علاقة حرارة الصلاة بالدموع وانسحاق القلب، وباللجاجة، وبالجهاد في الصلاة والصراع مع الله وعلاقة حرارة الصلاة بالإيمان القوى، وشعور المصلى وجوده في حضرة الله. وعلاقة حرارة الصلاة باستجابتها. بل علاقة حرارة الصلاة بمحبة الله. حينما يصعب على الإنسان أن ينهى صلاته. كلما يحاول إنهائها، يجد رغبة في الاستمرار... وقد تظهر حرارة الصلاة في نوعية الألفاظ المستخدمة فيها. ومن أمثلة الصلاة الحارة، صلاة الكنيسة بعد إطلاق سراح بطرس ويوحنا. فقد قيل " ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس. وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة" (أع4: 31). هكذا كانت حرارة الصلاة. وهكذا كان مفعولها ونتائجها... |
|