|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنبثاق الروح القدس نحن نؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب. وهذا واضح من تعليم السيد المسيح نفسه في الأنجيل المقدس، إذ قال لتلاميذه القديسين عن الروح القدس "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق..." (يو15: 26) . وهذا هو نفس ما يقوله قانون الإيمان المسيحى " نعم نؤمن بالروح القدس، بالرب الحميى المنبثق من الآب". وهذا ما قرره مجمع القسطنطينة المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م. ولكن الكاثوليك يقولون " المنبثق من الآب والآبن". فيضيفون عبارة " والآبن " Filioque وهي إضافة لم تكن موجودة إطلاقا في أصل قانون الإيمان. ولم تكن معروفة في القرون الأولى للمسيحية. ومبدأ ظهورها – كما يقولون – كان في أسبانيا في القرن السادس، وانتقل منها إلى رومة: وقد لاقت هذه الإضافة معارضة من الكاثوليك في القرون الأولى. ويقال أن البابا ليو الثالث في أوائل القرن التاسع، علق لوحتين إحداهما باللاتينية والأخرى باليونانية، لقانون الإيمان بغير هذه الإضافة وقال "لا أريد أن أغير إيمان آبائي". والكاثوليك الذين يستخدمون اليونانية لا يقبلون هذه الإضافة. ولم تستقر إضافة " والابن " عند الكاثوليك اللاتيني إلا في القرن الحادي عشر. وقد سببت انقسامات كثيرة بلا داع... وهي أيضًا ضد للثالوث القدوس. وكما قال البعض إنها تجعل في الثالوث ابنين وأبوين، إن كان الروح القدس يعتبر ابنًا للابن، إن كان منبثقًا منه ويكون الابن أبًا له أيضًا...!! ويحاول الكاثوليك أن يثبتوا هذه العقيدة عندهم ببعض آيات تدور حول ارسال الأبن للروح القدس كما في (يو15: 26) التي هي صريحة في انبثاق الروح القدس من الآب على الرغم من ارسال الأبن له. وهناك فرق كبير بين الإرسال والانبثاق. الانبثاق أزلي، والإرسال في حدود الزمان. الروح القدس منبثق من الآب منذ الأزل، بحكم فهمنا للثالوث. ولكن الابن أرسله لتلاميذه في يوم الخمسين... ولا أريد الآن أبحث معكم هذا الموضوع لاهوتيًا. لأن هدف هذا الكتاب هو هدف روحي بالدرجة الأولى بعيدًا عن الجدل اللاهوتي الذي سننشر عنه إن شاء الله في كتاب آخر. إنما أردت أن أشير مجرد إشارة... |
|