إبداعات رحلة العائلة المقدسة

[tito227]

إبداعات رحلة العائلة المقدسةالخميس 31 مايو 2012
بقلم وجدي حبشي
يحتفل الشعب القبطي في الأول من يونيو من كل عام بزيارة العائلة المقدسة إلى مصر..ويوافق ذكرى هذا التاريخ دخول السيد المسيح مع والدته القديسة العذراء مريم البتول والقديس يوسف النجار..وسالومي بنت أخت العذراء

يحتفل الشعب القبطي في الأول من يونيو من كل عام بزيارة العائلة المقدسة إلى مصر..ويوافق ذكرى هذا التاريخ دخول السيد المسيح مع والدته القديسة العذراء مريم البتول والقديس يوسف النجار..وسالومي بنت أخت العذراء مريم..ليضيء الحياة نوراً وسلاما ومحبة..هكذا تم الوعد بمجيء المخلص..والدعوة الإلهية إلى العائلة المقدسة للهروب إلى أرض مصر خوفاً من شر هيرودس ملك اليهود.. حيث خاف الملك على عرشه من الرب يسوع المولود.. وكيف نجا من الموت المدبر..ورحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر..ومنها ثانية إلى "فلسطين" أورشليم.
ظهر ملاك الرب ليوسف النجار في حلم وأمره أن يأخذ الصبي وأمه ويهرب إلى أرض مصر ويبقى هناك حتى يعلن له الرب بالعودة في الوقت المناسب..خرج يوسف النجار ليلاً من بيت لحم ومعه القديسة العذراء مريم تحمل طفلها بين ذراعيها ومعهم سالومي..قاصدين أرض مصر عن طريق سيناء..وظلت تنزح من مكان لآخر حتى وصلت إلى أراضي الدلتا ومنها إلى مدن الصعيد..فكانت بركة في كل أرض مصر..وتباركت الأرض التي مشى عليها المسيح..وحدثت بعض المعجزات..وتم قول الرب على فم أشعياء النبي "مبارك شعبي مصر".
وبهذه المناسبة العطرة يقام معرضاً فنياً بقاعة بيكاسو للفنون بالزمالك إبتداء من الأحد القادم 3 يونيو..وهو معرض ذو طعم ومذاق خاص لما يحتويه من قيم إبداعية وإلهامية من جهة..ولإرتباطه إرتباطاً وثيقاًُ بالحضارة الإنسانية وبالفن القبطي من جهة أخرى..وفي ذلك دلالة على مدى تأثر الفنون بعضها ببعض.
يضم المعرض مجموعة من الإبداعات نلمس فيها الحيوية في اللون..والنغمات في الخطوط بخيال خصب..إننا أمام

أعمالاً فنية متنوعة في أشكالها وأساليبها وهي مستوحاه من تراث الفن الفرعوني والقبطي والإسلامي وطبيعة البيئة..وأعمال تلك الصحبة تقرب الصلة بين المبدع والمتلقي فيما تعكسه من قدرات وصياغات فنية متميزة..و لك لنشر الوعي والتذوق الفني لموضوعات تنقلنا لنعيش مع مبدعيها من خلال لوحاتهم.
إشترك في المعرض عدد 25 من كبار الفنانين ممن لهم بصمة في الحركة الفنية المعاصرة..ومن أجيال متتالية بدءاً من أعمال الفنان القدير الراحل راغب عياد..وحتى فناني أواخر القرن العشرين..منهم جورج البهجوري..حلمي التوني..جميل شفيق..جمال لمعي..عادل ثابت..علي دسوقي..عادل نصيف..سمير فؤاد..سوسن عامر..وجدي حبشي..نشأت دوس..لطفي جرجس..فريد فاضل..فاروق وجدي..وغيرهم.
ومجموعة الإبداعات المعروضة والمنفذة بخامات مختلفة..قد صاغوها في تناسق فني وتكوينات تتجلى فيها قدراتهم..حيث إنطباعاتهم عن العديد من الأماكن التي مكثت فيها العائلة المقدسة سواء ريفية أو ساحلية أو مناطق أثرية حتى وصلوا إلى أراضي الصعيد..وأقاموا فيها أديرة وأول كنيسة على أرض مصر..هي كنيسة العذراء الأثرية بجبل درنكة بأسيوط..وقد بارك يسوع المسيح هذا المكان..وهي تعتبرالكنيسة الوحيدة على وجه الأرض التي دشنها الرب يسوع بيديه الطاهرتين..وقال فلتدم البركة في هذا المكان إلى الأبد.."وهكذا يكون لك مذبح وسط أرض مصر" كما ذكر على لسان أشعياء النبي.

نلمس في الموضوعات المرسومة الأسلوب والتكنيك الذي يتميز به كل فنان..والذي يسعى إلى الإدراك الحسي والجمالي سواء كان التعبير عنه بالأسلوب التلقائي الشعبي أو الرومانسي أو السريالي.. وما يحمله أي منها من رموز في الفنون عامة والفن القبطي خاصة كما نجد فيها شحنة تعبيرية حية ومؤثرة..تشع منها الفكرة..معبرة ومتفاعلة بالأحداث والحياة في مصر..فجاءت إبداعاتهم الفنية ذات قيمة فنية وجمالية تحمل الحب والخير والسلام.
تحية طيبة لإدارة قاعة بيكاسو للفنون على إستضافتها إبداعات الفنانين لعرضها لمدة شهر كامل حتى 3 يوليو القادم..وحرصها على الإحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر، إيماناً منها بأهمية الحدث..ونشر الوعي الثقافي وتذوق الفن لمختلف أجيال المجتمع المصري.
وتحية لهؤلاء الفنانين المشاركين في هذا المعرض إيماناً منهم بأهمية رسالة الفن وخاصة إحياء التراث الإنساني المصري.. والذي تمكنت إدارة القاعة من تقديمه في تجانس وتناسق..وصولاً إلى تحقيق الجمال وإثراء الوجدان بإبداعاتهم القديم منها والجديد في قالب واحد..وقد فجروا من خلال الخامات المختلفة طاقات تعبيرية وفنية إبتكارية..تساهم في إثراء الحركة الفنية المصرية..وصولاً للأصالة والمعاصرة.