محبة الآخرين وخدمتهم
أخرج من حبس ذاتك داخل نفسك، إلى نطاق الآخرين.
يقول المزمور «إخرج من الحبس نفسى» (مز١٤٢: ٧). وأىّ حبس هو أقوى من تحبس نفسك داخل هذه الأنا؟! أخرج منها إذن، واندمج في العالم الخارجي، مع الآخرين تحبهم وتخدمهم وتتعاون معهم.
قطعًا، الشخص الذي يحب ذاته، لا تهمه محبة الآخرين.
حاول إذن أن تخرج من التركيز على الإهتمام بنفسك، إلى الإهتمام بالآخرين. وثق أنك ستجد في هذا لذة. وسوف يبادلونك حبًا بحب، وتجد في محبتهم ما يشبع نفسك.
إنتقل من مجال الأخذ إلى مجال العطاء.
تدرب على أن تعطى الغير، تعطيهم خدمة، تعطيهم وقتًا، تعطيهم حبًا وجهدًا ومساعدة… وإذا نما الإنسان في تدريب العطاء، فإنه يعطى حتى نفسه. وهذا أسمى ما يصل إليه في الإنطلاق خارج الذات.
وإن كان من أخطاء (الأنا): البخل. فالعلاج هو العطاء.
حيث يتدرب الإنسان على اليد المفتوحة باستمرار. الممدودة بالعطاء إلى الغير، في سعة، وفي رفق وحنان… شكرهم سوف يشبعه. ومساعدتهم ستغير قلبه وتلمؤه بمشاعر نبيلة، فيعطى أكثر، ويزداد في خدمة الآخرين وفي إسعادهم.
ويتعود أن يتعب لأجل الآخرين.
لا يهتم براحة نفسه، إنما براحة غيره. على عكس الأنانى الذي يجعل راحته على تعب الآخرين. وكلما ينمو الإنسان الروحى في الإهتمام براحة الآخرين، قد يصل إلى حياة التكريس. لأن المكرس هو الذي يجعل حياته كلها لأجل الآخرين