![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب حياة الإيمان ليس الإيمان هو مجرد اعتناق مجموعة من العقائد، تتلوها في "قانون الإيمان".. إنما الإيمان هو حياة تحياها أو هو عقيدة تقود إلى حياة.. لأنه ما فائدة الإيمان بالله، بدون أن تكون لك علاقة بهذا الإله: تطيعه وتحبه، وتكون لك عشرة معه تؤهلك إلى عشرة دائمة في ملكوته؟! وما فائدة الإيمان بالأبدية والحياة بعد الموت، إن لم تعد نفسك لها بالتوبة، وبالسهر الروحي الدائم، وبمحبة الله. وما فائدة الإيمان بالفضيلة، إن كنت لا تحياها. لذلك فإن هناك فرقًا كبيرًا جدًا بين الإيمان النظري الذي لا يخلص النفس، والإيمان العملي الذي تظهر ثماره في حياتك. وهكذا تحيا حياة الإيمان.. إننا من أجل حياة الإيمان، وضعنا كتابنا هذا.. نشرح لك ما هو الإيمان، وما هي درجاته وأنواعه، وما أهمية الإيمان في حياتنا، وما عظمته.. ؟ ولقد أردنا أن نقف قليلًا عند قول القديس بولس الرسول: " جربوا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم" (2 كو 13 : 5). فليس كل إنسان يقول إنه مؤمن، هو مؤمن بالحقيقة. بل القياس لذلك هو قول الرب "من ثمارهم تعرفونهم" (متي 7: 16). لأن هناك من له إسم المؤمن، وليس له قلب المؤمن، ولا حياة المؤمن. فما هي حياة المؤمن هذه؟ حياة الإيمان ترتبط بالسلام والاطمئنان وعدم الخوف. فإن وقع في الخوف يقول له الرب "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟!" (متي 14: 31). وحياة المؤمن ترتبط بنقاوة السيرة، لأن المؤمن يشعر دوامًا أن الله أمامه يرى ويسمع ويسجل كل ما يعمله . لذلك يشعر بالاستحياء، ويخاف أن يخطئ أمام الله. وحياة المؤمن هي حياة التسليم للمشيئة الإلهية، في الإيمان كامل أن الله هو صانع الخيرات، وكل ما يسمح به هو خير. لذلك بالإيمان يعيش أولاد الله في هدوء وفي فرح وفي رضى بكل ما يريده الرب لهم. وحياة الإيمان، لا ترى شيئًا مستحيلًا على الرب. بل كما يقول: "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر9: 23). لذلك فإن المؤمن لا يهتز في أية ضيقة تحل به، بل يؤمن تمامًا أن الله عنده حلول كثيرة، وأنه لابد سيتدخل ويصنع مشيئة.. المؤمن لا يجادل الله ولا يناقشه فيما، بل يقبل كل شيء بثقة كاملة في حكمة الله وفي محبته.المؤمن ينظر دائمًا إلى لا يرى، أكثر مما ينظر إلى المرئيات "لأن الأشياء التي ترى وقتية، أما التي لا ترى فأبدية" (2 كو4: 18). إن أبطال الإيمان ليسوا هم فقط الذين دافعوا عن العقيدة، وإنما هم الذين عاشوا في الإيمان الحي المثمر العامل بالمحبة. عظمة الايمان لعل أهمية الإيمان تبدو واضحة في قول الرسول عن الرب: "بدون إيمان، لا يمكن إرضاؤه" (عب 11: 6). وتبدو أهمية الإيمان أيضًا، في أن الرسول قد وصفه بأنه إحدى الفضائل الثلاث الكبار "الإيمان والرجاء والمحبة" (1 كو 13: 13)، وذكر أنه الوسيلة التي يحيا بها الإنسان البار فقال: "أما البار، فبالإيمان يحيا" (عب 10:38). والإيمان هو بدء الطريق الموصل إلى الله. لأنه كيف يمكن أن تثبت في الله، والله فيك، وكيف يمكنك أن تسير مع الله وتحفظ وصاياه، إن لم تؤمن أولًا بوجوده وبصفاته الإلهية، وتؤمن بكتابه وبكل ما ورد فيه..؟ الإيمان إذن هو بدء الطريق إلى الله. وأول الشروط اللازمة للخلاص. حسب قول الرب نفسه "من آمن واعتمد خلص" (مر16: 16)، "لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" ( يو3: 16)، "الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن به قد دين.." (يو3: 18). كما وبخ اليهود قائلًا:" إن لم تؤمنوا أنى أنا هو، تموتون في خطاياكم" (يو8:24). إن دم المسيح موجود، قادر أن يخلص كل أحد. ولكنه لا يخلص بدون إيمان. ولهذا قال القديسان بولس وسيلا لحافظ السجن في فيلبى "آمن بالرب يسوع، فتخلص أنت وأهل بيتك" (اع 16: 31). من أجل هذا الإيمان كتبت الأناجيل، وكرز بها الرسل. وهكذا يقول القديس يوحنا الإنجيلي فيما كتبه بوحي من الروح القدس ".. أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح إبن الله، ولكن تكون لكم إذا آمنتم حياة بإسمه" (يو20: 31). الإيمان هو بدء الحياة مع الله، وهو رفيق الطريق طول هذه الحياة، لذلك من أهمية الإيمان علاقته بالبر. وهكذا يتحدث الرسول عن البر الذي حسب بالإيمان (عب 11: 7)، وعن الإيمان الذي حسب برًا (يع 2: 23). ويتحدث الكتاب عن التبرير بالإيمان (رو 5: 1). والإيمان هو العنصر الأساسي اللازم لصنع المعجزات، ولتقبلها: لهذا ما أعظم قول الرب لأعمى أريحا بارتيماوس: "إيمانك قد شفاك" (لو18:42،مر10:52). وما أجمل قوله لذلك الأبرص الذي طهر "إيمانك خلصك "(لو17: 19). وهكذا قال أيضًا لنازفة الدم "ثقي يا إبنة: إيمانك قد شفاك" (متي 9: 22).كذلك فإنه لما سمع الأعميين اللذين صرخا "إرحمنا يا ابن داود"، قال لهما: "بحسب إيمانكما ليكن لكما "فانفتحت أعينهما (متى 9: 29). ومن الناحية الأخرى، نرى أن السيد الرب لما جاء إلى وطنه "لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم" (متى 13: 58). إن قوة الله قادرة أن تصنع معك الأعاجيب. ولكنها تنتظر إيمانك . وحسب إيمانك يعطيك. ولهذا فإن المعجزات تحدث مع البعض، ولا تحدث مع البعض الآخر، مع أن قوة الله هي هي.ولكن ماذا عن الشخص ضعيف الإيمان؟ هذا عليه أن يصلى مع أبى الولد الذي عليه روح الأخرس قائلًا: "أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني" (مر 9: 24) وهنا نقول إنه في غالبية الأحوال يصنع الله المعجزة بحسب الإيمان، ولكن.. في أحيان أخرى يصنع المعجزة لكي نؤمن. وهكذا في الحالين، يرتبط الإيمان بالمعجزات: فإما أن يكون سابقًا لها، وإما أن يكون نتيجة لها.. إن الإيمان – أيًا كان نوعه – هو قوة. يكفى أن يؤمن الإنسان بفكرة، فتراه يعمل بقوة المسيح لكي ينفذها. الإيمان يعطيه عزيمة وإرادة وجرأة ما كانت عنده من قبل. حقًا حيثما يوجد الإيمان، توجد معه القوة. فالصلاة المملوءة إيمانًا، هي الصلاة القوية. الذي يؤمن بالصلاة وفاعليتها، تراه يصلي بحرارة وإيمان وقوة. والعظة التي يقولها إنسان وهو مؤمن بكل كلمة فيها، تكون عظة قوية، ينتقل بها إيمانه إلى قلوب الناس. ومن أهمية الإيمان أيضًا إرتباطه بعديد من الفضائل، تنبع منه : فمن نتائج الإيمان القوة، والطمأنينة، والشجاعة، والسلام القلبي، وعدم الخوف، وعدم القلق. ومن ثماره أيضًا: حياة النقاوة والبر وحياة التسليم الكامل لله، وحياة التجرد والزهد، وحياة الصلاة.. وفضائل عديدة أخرى. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هو الإيمان؟ " جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان.. امتحنوا أنفسكم" (2 كو 13: 5). كلمة الإيمان قد يدعيها كل إنسان يعبد الله.. ![]() وربما لا يكون مؤمنًا بالحقيقة.. قد يكون له اسم المؤمن، ولكن ليس له قلب المؤمن. ليس الإيمان هو أن يولد الإنسان من أسرة متدينة تؤمن بوجود الله، فيصير مؤمنًا تلقائيًا بوجود الله. إنما الإيمان له معنى أو معان أعمق من هذا بكثير.. نعم له معنى قد يشمل الحياة الروحية كلها، وله معنى قد يصنع الأعاجيب. في إحدى المرات لم يستطيع تلاميذ الرب أن يخرجوا شيطانًا من إنسان مصروع، فسألوا الرب عن سر ذلك فقال لهم "لعدم إيمانكم" (متى 17: 20).. ووبخ الجمع قائلًا: "أيها الجيل غير المؤمن الملتوي" (متى 17: 17). ليكن ذلك الجيل غير مؤمن. ولكن رسل المسيح نفسه، أنطلق عليهم حينذاك عبارة "عدم إيمانكم "؟.. يا للهول. وهنا يستطرد المسيح قائلًا لتلاميذه: "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك. فينتقل" (متى 17: 20). حقًا، ما هو هذا الإيمان، الذي حبة خردل منه، تستطيع أن تنقل الجبل..؟! لذلك حسنًا قال الرسول: "اختبروا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم" (2كو13: 5). على أن الكتاب يروى لنا شيئًا عجيبًا.. أخطر من هذا بكثير.. فما هو؟ إنه حال إنسان يبدو مؤمنًا بالرب ويصلى، ويصنع المعجزات، وهو غير مؤمن بالحقيقة! بل غير مقبول أمام الله! هوذا الرب نفسه يقول: "ليس من يقول لي يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات.." (متى 7: 21). ويتابع الرب كلامه قائلًا: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم" (متى 7: 22، 23). ماذا نسمى هؤلاء الذين يقولون يا رب يا رب.. باسمك صنعنا كذا وكذا..؟ أهم مؤمنون بالحقيقة؟! ربما يكون هذا إيمانًا ظاهريًا، إيمانًا شكلياًَ، أو إيمانًا بالاسم، أو مجرد إيمان عقلي، ولكنه ليس إيمانًا حقيقيًا مقبولًا أمام الله! فما هو إذن الإيمان الحقيقي المقبول أمام الله؟ نسأل الرب فيجيب: "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب.. بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات (متى 7: 21). ويذكرنا هذا أيضًا بقصة العذارى الجاهلات اللائي استعملن أيضًا عبارة يا رب يا رب ووقفن وراء الباب المغلق يقلن: يا ربنا يا ربنا افتح لنا. فسمعن منه تلك الإجابة الصريحة المرعبة "الحق أقول لكن إني ما أعرفكن" (متى 25: 12). إن عبارة يا رب لا تفيد مطلقًا، إن كنت تنتظر العريس بمصباح لا زيت فيه، أو إن جئت بعد أن أغلق الباب.. ما هو، الإيمان إذن؟ وما علاقته بالزيت الذي يرمز إلى الروح القدس، وإلى المسحة المقدسة؟ وما علاقته بمشيئة الآب الذي في السموات؟ إنه هذا الإيمان الحي، المقبول من الله، كما سنشرح بالتفصيل فيما بعد.. إذن الإيمان ليس مجرد عقيدة، إنما هو أيضًا حياة. يمكن أن تختبره بثماره في حياتك.. فهكذا قال الرب "من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7: 16-20). بهذا تختبر نفسك: هل إيمانك له ثمر؟ لأنه من ثمارهم تعرفونهم. وهكذا يعلمنا القديس يوحنا الحبيب: "بهذا نعرف أننا قد عرفنا.."، كيف؟ "إن حفظنا وصاياه"، "من قال قد عرفنه، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه.." (1يو 2: 3، 4).. إذن الإيمان يختبر بحياة الطاعة لوصايا الله والذي لا تكون له هذه الطاعة لا يعتبر مؤمنًا بالحقيقة. بل لا نقول عنه إنه قد عرف الله.. إن هناك وسائل كثيرة لاختبار الإيمان، والقديس بولس الرسول يقدم لنا قائمة رائعة لرجال الإيمان في رسالته إلى العبرانيين (عب 11). وكلهم من ذلك النوع الذي ظهر الإيمان في حياته الخاصة.. مثل أبينا أخنوخ الذي لم يقل الكتاب عنه إنه دافع عن عقيدة معينة، كالقديس أثناسيوس الرسول الذي دافع عن العقيدة ضد الأريوسية، أو كالقديس كيرلس الكبير الذي دافع عن العقيدة ضد النسطورية، ومثل باقي أبطال الإيمان في العقيدة.. إنما كان أخنوخ من أبطال الإيمان، لأنه "أرضى الله "(عب 11: 5). أو كما قال سفر التكوين "وسار أخنوخ مع الله" (تك 5 : 22، 24). وأنت قد لا تكون لاهوتيًا عميقًا في المعرفة مثل القديس أثناسيوس أو القديس كيرلس. ولكنك بلا شك في إمكانك أن تحيا في منهج أبينا أخنوخ الذي سار مع الله وأن تحيا مثل باقي رجال الإيمان الذين ذكرهم القديس بولس الرسول الذين "أقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض.. وكانوا يبتغون وطنًا أفضل أي سماويًا" (عب 11: 13، 16). لقد كان أبونا إبراهيم من رجال الإيمان، لأنه "لما دعي أطاع" (عب 11: 8)، فخرج وراء الله وهولا يعلم إلى أين يذهب". وحسب من رجال الإيمان، لأنه صدق مواعيد الله حتى وهو يقدم ابنه وحيده، واثقًا أن الله قادر على الإقامة من الأموات (عب 11: 17-19). ووضعت زوجته سارة في قائمة أبطال الإيمان، لأنها صدقت قول الرب "إذ حسبت الذي وعد صادقًا" (عب 11:11). إذن ليس أبطال الإيمان هم فقط أبطال الدفاع عن العقيدة، إنما أيضًا أولئك الذين صدقوا الرب، وساروا معه، وصنعوا برًا (عب 11: 33). وأيضًا أولئك الذين "عذبوا ولم يقبلوا النجاة، لكي ينالوا قيامة أفضل "، أولئك الذين "طافوا في جلود غنم وجلود ماعز، معتازين مكروبين مذلين، "تائهين في براري وجبال ومغائر وشقوق الأرض، "وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم" ( عب 11: 35-38). هؤلاء كلهم كانوا مشهودًا لهم بالإيمان (عب 11: 39). في كل هذا يعطينا الكتاب معنى واسعًا لكلمة الإيمان. ومعلمنا القديس بولس الرسول يقول لنا في معنى الإيمان هذا: "الإيمان هو الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا ترى" (عب 11: 1). وعبارة أمور لا ترى هي عبارة واسعة جدًا، سندخل في تفاصيلها بعد حين إن شاء الله. ولكننا نقول كمثال: أنت ترجو أشياء كثيرة بعد الموت. ترجو حياة أخرى دائمة، وعشرة مع الملائكة والقديسين. وترجو رؤية الرب في الفردوس. وترجو القيامة من الموت بجسد روحاني غير قابل للفساد (1كو 15) . وترجو النعيم الأبدي بعد القيامة العامة. وأنت تثق بوجود كل هذه الأمور. ثقة يقينية كاملة لا شك فيها، دون أن ترى من كل ذلك شيئًا.. إنه الإيمان. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإيمان فوق مستوى الحواس وهنا نرى أن الإيمان يرتفع فوق مستوى الحواس: إنه لا يتعارض مع الحواس، إنما هو مستوى أعلى من مستوى الحواس . وهو قدرة أعلى من قدرة الحواس التي لها نطاق معين لا تتعداه فالحواس المادية تدرك الماديات. غير أن هناك أشياء غير مادية، تخرج عن نطاق قدرة الحواس المادية . وحتى قدرة الحواس بالنسبة للأشياء المادية، هي محدود أيضًا. وكثيرًا ما تستعين الحواس بعديد من الأجهزة لمعرفة أشياء مادية أدق من أن تدركها حواسنا الضعيفة. فكم بالحري إذن الأمور غير المادية، التي قال عنها الرسول إنها "أمور لا ترى"؟! إن ما يرى بالعين المادية يدخل في نطاق (العيان) وليس الإيمان (2 كو 5: 7). فالروح مثلًا لا ترى ولا تدرك بالحواس المادية. سواء كانت روح بشر أو ملائكة. وعدم إدراك الحواس لها لا يعي عدم وجودها. إنما يعني أن قدرة الحواس محدودة. لها نطاق معين تعمل فيه لا يصل إلى مستوي الروح. والله روح (يو 4: 24). لذلك فإنه لا يدرك بالحواس المادية. ![]() لذلك فإنني عجبت من رائد الفضاء يوري جاجارين Yuri Gagarin الذي قال إنه صعد إلى السماء ولم ير الله! وقد ظن في تهكمه أنه يمكن أن يرى الله بهذه العين الجسدية القاصرة التي لا ترى كثيرًا من الماديات! كما أن الله في كل مكان، في الأرض وفي السماء وما بينما، ولا يحده مكان. فإن كان لم ير الله على الأرض، فلن يراه أيضًا في السماء، ولا في أي موضع آخر، لأن الله لا يرى إلا بالإيمان.. تراه بالروح (1 كو 2: 10) عدم رؤيتك لله بعينك، لا يعنى أن الله موجود. إنما تفسير ذلك هو أن عينك قاصرة. ومهما قويت، فإن لها نطاقًا محدودًا تعمل فيه، هو نطاق الماديات. ولذلك قلنا إن الإيمان أعلى من مستوى الحواس. في العهد القديم، كان مستوى الناس ضعيفًا، فكان تأثير الحواس في الدرجة الأولى والأهم، لذلك كان الله يظهر لهم في السحاب والضباب والنار. لقد كلمهم من على الجبل وسط البروق والرعود، والجبل يدخن، وقد صعد دخانه كدخان الأتون. وارتجف كل الجبل جدًا. وكان سحاب ثقيل على الجبل، وصوت بوق شديد، فارتعد كل الشعب الذي في المحلة (خر 19: 16-18). وكان كان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا خائف ومرتعد (عب 12: 21). بهذا الأسلوب كانوا يفهمون قوة الله وأهمية الوصية المعطاة لهم. أما في حياة الإيمان، فإن القلب يفهم قوة الله في غير حاجة مطلقًا إلى هذا الاعتماد الكبير على الحواس. إن الإيمان مستوى أعلى من الحواس، لا يعتمد عليها، ولا يحتاج إليها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإيمان مستوى أعلى من العقل إن العقل قد يوصلك إلى بداية الطريق. أما الإيمان فيكمل معك الطريق إلى أقصاه. الإيمان لا يتعارض مع العقل. ولكنه يتجاوزه إلى مراحل أبعد بما لا يقاس، لا يستطيع العقل بمفرده أن يصل إليها. وما لا يدركه العقل، نسميه "غير المدرَك". ونحن نصف الله بأنه "غير مدرك". لأنه أيضًا غير محدود. بينما العقل البشرى محدود ولا يدرك سوى الأمور المحدودة، التي تدخل في نطاقه. العقل يستطيع أن مجرد معرفة الله، وإلى بعض صفاته. ولكن بالإيمان "الروح يفحص كل شيء، حتى أعماق الله" (1 كو 2: 10). وبالنسبة إلى المؤمن، يكشف الله له ذاته. أو يكشف له ما يحتمل الطبيعة البشرية أن تدركه.. ![]() العقل قد لا يدرك أشياء كثيرة، ولكنه يقبلها: العقل ليس من طبيعته أن يرفض كل ما لا يدركه. بل حتى في المحيط المادي في العالم الذي نعيش فيه، توجد مثلًا مخترعات كثيرة لا يدركها إلا المتخصصون. ومع ذلك فالعقل العادي يقبلها معها، دون أن يدرك كيف تعمل، وكيف تحدث. والموت يقبله العقل، ويتحدث عنه، ومع ذلك فهو لا يدركه، ولا يعرف كيف يحدث. فإن كان العقل يقبل أمورًا كثيرة في عالمنا، وهولا يدركها. فطبيعي لا يوجد ما يمنعه من قبول أمورًا أخرى أعلى من مستوى هذا العالم. العقل لا يدرك (المعجزة) كيف تتم. ولكنه يقبلها ويطلبها، ويفرح بها. لقد سميت المعجزة معجزة، لأن العقل يعجز عن إدراكها وعن تفسيرها. ولكنه يقبلها بالإيمان.. الإيمان بوجود قوة غير محدودة، أعلى من مستواه، يمكنها أن تعمل ما يعجز العقل عن إدراكه. وهذه القوة هي قوة الله القادر على كل شيء. إننا نحترم العقل. ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه. ولا نوافق العقل. المغرور الذي يريد أن يعي كل شيء، رافضًا كل ما هو فوق مستوى إدراكه. ينبغي للعقل أن يتضح، ويعرف مستواه "ولا يرتئي فوق ما ينبغي" (رو 12: 3). وفي الأمور التي هي فوق إدراكه، يجب أن يسلم قياده للإيمان. أما إن أراد العقل أن يحطم كل ما لا يدركه، فإنه سيحطم نفسه أخيرًا، ويفقد الإيمان ويحصر نفسه في دائرة ضيقة جدًا،هي دائرة إدراكه المحدود. والذين يسلكون هكذًا، اعتاد البعض أن يسميهم (العقلانيون)، لأنهم يعتمدون على العقل وحده، ودون الروح! إن العاقل يمكنه أن يصل إلى الله. أما العقلاني فلا يصل. والمؤمنون عاقلون، ويحترمون العقل، ويستخدمونه أيضًا في الأمور الدينية واللاهوتية. ويوجد بين المؤمنين فلاسفة وحكماء وأشخاص على مستوى عال من الفكر والذكاء. ولكنهم على الرغم من كل هذا، لا يمزجون العقل بالغرور ولا يثقون بقدرة العقل على إدراك كل شيء وإنما في بساطة واتضاع، يعترفون أن عقولهم محدودة، وقصره عن إدراك كل ما يحيط بالله غير المدرك.. وبالإيمان تقبل قلوبهم وعقولهم ما هو فوق مستوى العقل.. العقل البسيط المتواضع، هو الذي يقبل الإيمان، والمعجزة. نقصد بعبارة (التواضع) إنه لا يعتز بإدراكه الخاص. ولا يحطم كل ما هو فوق إدراكه. ونقصد بعبارة (البسيط)، العقل الذي لا يعقد الأمور، ولا يصر على إدخال كل شيء في حدود معامله ومقاييسه الخاصة. ولعنا سنعود إلى هذه النقطة ، حينما نتحدث عن (بساطة الإيمان). الإيمان ليس هو مجرد تلاوة قانون الإيمان، إنما هو حياة نحياها. إن كنت تحيا في الإيمان، والإيمان له ثماره في حياتك العملية، فإنك تستطيع أن تختبر إيمانك بالفضائل التي تبدو واضحة في حياة المؤمن، وهي عديدة.. وبها تنفيذ قول الرسول "امنحوا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ اختبروا أنفسكم" (2 كو 13: 5). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإيقان بأمور لا تُرى قال الرسول في معني الإيمان إنه "الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا ترى" (عب11: 1). ونود أن نعرف تفسير هذه العبارة. الإيقان: ![]() أى التأكيد الشديد، والثقة، والعقيدة التي لا تعرف شكًا. ليس الأمر مجرد فكر أو رأى، أو معلومات نتيجة قراءة أو سماع. إنما يقين أكيد بوجود هذه الأمور التي لا ترى. وهنا يبدو الفرق بين رجال الإيمان، ورجال البحوث العلمية. أصحاب البحوث العلمية، لا تدخل في نطاق عملهم كل تلك الأمور التي لا ترى. وهم لا يكونون في حالة يقين من شيء إلا إذا فحصوه تمامًا بكل أجهزتهم ومقاييسهم العلمية. وعلى نفس هذا المنهج كل أصحاب المذاهب المادية. أما المؤمنون فهم ليسوا كذلك. إنهم يتعبون قول الرب "طوبى لمن آمن دون أن يرى" (يو 20: 29). المؤمن يقبل مثلًا فكرة الخلق من العدم. أما الباحث العلمي، فترفض أبحاثه هذا الأمر، كما ترفض أيضًا أن يشبع من خمس خبزات خمسة آلاف رجل (غير النساء والأطفال)، وتفيض عنهم إثنتا عشرة قفة مملوءة أما المؤمن فيقبل كل هذا … المؤمن يقبل أولًا فكرة الله القادر على شيء. ثم في دائرة يقينه من جهة هذه القدرة غير المحدودة، يقبل كل شيء … وهكذا يريح نفسه من شكوك غير المؤمن ومن بحوثه وفحوصه الكثيرة. وهو ليس فقط يقبل ما لا، ويكون موقنًا بوجود غير المرئيات، بل إنه أكثر من هذا يعايش ما لا يرى، ويركز فيه كل تفكيره وكل عواطفه، حسبما قال الرسول "غير ناظرين إلى الأمور التي ترى، لأن التي ترى وقتية. أما التي لا ترى فأبدية" (2 كو 4: 18). ولعلك تسأل: كيف ننظر ما لا يرى؟ فأقول بالإيمان. ما هي إذن هذه الإمور التي لا ترى؟ لعل في مقدمتها الله نفسه، وصفاته، وعمله، وكل ما يتعلق به.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الله وصفاته وعمله إن الله لا يرى، وقد قال القديس يوحنا الإنجيلي: "الله لم يره أحد قط.." (يو 1: 18). حقًا من يستطيع أن يرى اللاهوت؟! لا أحد . ومع ذلك فأنت تؤمن به من كل قلبك، وبكل ثقة. ولا يعتمد هذا الإيمان مطلقًا على الحواس. أو قل إنك تراه بتلك الحواس الروحية الدربة (عب 5: 14). تلك الحواس غير المادية التي تدربت أن ترى ما لا يرى. ولنا أمثلة على ذلك من الكتاب: ![]() يقول داود النبي "تقدمت فرأيت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز 15). فكيف رأى الرب أمامه وعن يمينه كل حين؟ لا شك أنه رآه بعين الإيمان. وفي بعض الترجمات يقول "جعلت الرب أمامي كل حين". أي أنه ناظر إليه باستمرار، ناظر إلى ما لا يرى، مركزًا فيه فكره وشعوره. وبنفس المعني يقول إيليا النبي "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه" (1 مل 18: 15). فكيف شعر أنه واقف أمام الرب؟ وكيف كان يرى الرب أمامه في كل حين؟.. ليس بالحواس الجسدية طبعًا، لأن الحواس الجسدية ليست هي التي تحرك قلب المؤمن. بل إن الرب أمامه بالإيمان. وهو بالإيمان . وهو بالإيمان يرى ما لا يرى. إن كنت في الإيمان، فلا بد ستثق إن الله أمامك في كل حين، وتتصرف وفق هذا الإيمان: إنه يراك ويسمعك.. وإن عشت في الإيمان، فستثق أن الله في وسط شعبه، حسب وعده الصادق".. هناك أكون في وسطهم" (متى 18: 20)، "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى 28: 20). إنك لست تراه بعينك الجسدية، ولكنك تؤمن تمامًا أنه في وسطنا. لست محتاجًا أن ترى بعينيك لكي تصدق. فأنت تؤمن دون أن ترى. أو ترى ما لا يرى. ما هي حياتنا الروحية يا إخوتي؟ إنها ليست سوى انتقال من نطاق المحسوسات والمرئيات إلى نطاق ما لا يرى. ونحن نعيش في ما لا يرى، بملء الثقة أنه موجود أمامنا وهذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن. غير المؤمن يريد أن يرى كل شيء بعينيه، وإلا فإنه لا يصدق. أما المؤمن فإنه لا يجعل من عينيه حكمًا على كل ما يؤمن به.. ولا كل حواسه، ولا المعلومات الظاهرة. بل إن قلبه يوقن بوجود أمور لا يراها بعينيه.. إن اعتماد الإنسان على عينيه لكي يصدق، أمر وبخ الرب عليه تلميذه توما قائلًا له "لا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا" "ألأنك رأيتني يا توما آمنت؟! طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 21: 27، 29). قلنا إنه من ضمن الإيقان بأمور لا ترى، الإيمان بالله.. ولكننا لا نعني بهذا. مجرد الإيمان بوجود الله، وإنما الإيمان بصفاته وبعمله. فتؤمن مثلًا بصلاح الله وخيريته. وبأنه لا يصنع إلا خيرًا. وتؤمن أنه ضابط الكل، يرقب كل شيء وكل أحد. وتؤمن أن الله قادر على كل شيء، وأن "غير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله" (لو 18: 27). وتؤمن بمحبة الله لك ولغيرك.. كل هذه الصفات، لا تراها. ولكن تؤمن بوجودها، وتؤمن برعاية الله للكون، وحفظه له جملة، ولكل فرد فيه على حدة.. وتؤمن أن الله يعمل، سواء رأيت عمله أو نتائج عمله، أو لم تر شيئًا.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سُكنى الروح وعمله فينا، من الأمور التي لا تُرى ![]() صموئيل النبي صب من قنينة الدهن على الصبي داود، فحل عليه روح الرب (1 صم 16: 13). ولم ير أحد روح الرب وهو يحل عليه. ولكن هكذا كان. إنه من الأمور التي لا ترى وكان الرسل يضعون أيديهم على الناس، فيحل عليهم الروح القدس (أع8: 17). وما كان أحد يرى الروح القدس وهو يحل على الناس . ثم أصبح الروح القدس ينال بالمسحة المقدسة (1 يو2: 20، 27). وعرفت هذه المسحة باسم (الميرون). ولم يكن أحد يرى الروح، إنما ثماره تظهر في الحياة. أنت تعرف تماما أن هناك قوة خفية تعمل فيك وتعمل معك، دون أن تراها، هي التي قال عنها الرب "ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أع 1: 8). هذه القوة، قوة الروح هي التي تعمل فيك كل خير، وتساعدك في كل خدمة، وتحميك من كل خطية.. هنا ونقول إن حياتنا كلها تصبح شركة مع الروح القدس (2 كو13: 14). ما هذه الشركة؟ وكيف تحدث؟ وكيف نصبح شركاء للطبيعة الإلهية في العمل؟ إن هذا من الأمور التي لا ترى. لا نراها ولكن نؤمن بها. نؤمن بروح الله العامل في الكنيسة، الساكن فيها. هوذا الرسول يقول "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1 كو3: 16)، "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله" (1 كو6: 19) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وسكني الروح فينا أمر لا نراه. قد نرى ثماره فقط. أما نفس السكني فلا نراها. والروح لا نراه. ومن عمل الروح فينا قول الرب لنا عن الوقوف أمام الولاة والملوك "لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم يتكلم فيكم" (متى 10: 19، 20). كيف يتكلم روح الله فينا؟ إن هذا من الأمور التي لا ترى. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عمل النعمة فينا، من الأمور التي تُرى ![]() تأتينا زيارات من النعمة، تشعلنا بمحبة الله. لا نراها ولكن نحسها. ولا شك أن عمل النعمة فينا هو من الأمور التي لا ترى. يقول القديس يوحنا للإنجيلي "أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو1: 17). فما هي هذه النعمة العاملة فينا؟ ما هي هذا النعمة التي عاش بها القديس بولس الرسول فقال ".. ولكن بنعمة الله، أنا ما أنا. ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة" (1كو 15: 10). ويقول عنا جميعًا "فإن الخطية لن تسود كم، لأنكم لستم تحت الناموس، بل تحت النعمة" (رو6: 14) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويقول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "فتقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع" (2 تى 2: 1). نحن لا نرى هذا النعمة بعيوننا الجسدية، فهي من الأمور التي لا ترى. ولكننا نلمسها في حياتنا. وعمل نعمة الله فينا هو فوق الحواس. ونحن نتقبل هذه النعمة من الله. ونأخذها بركة من الكنيسة التي تردد لنا قول القديس بولس الرسول "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم، آمين" (2 كو 13: 14). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البركة، من الأمور التي لا تُرى ![]() سواء البركة التي من الله نفسه مباشرة، أو بركة الله التي تأتي عن طريق الوالدين، أو من الكنيسة من الأب الكاهن. كلها أمور لا ترى. لقد قال الله لأبينا ابرآم أبى الآباء "أباركك، وأعظم اسمك. وتكون بركة. وأبارك مباركيك.. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 2، 3). لقد رأى ابرآم ثمار هذه البركة في حياته. ولكن البركة نفسها: ما هي؟ إنها من الأمور التي لا ترى. وإسحق بارك يعقوب ابنه، فصار مباركًا. وبكي عيسو لأنه لم يحصل على هذه البركة ( تك 27). ويعقوب بارك افرايمومنسي قائلًا "الملاك الذي خلصني من كل شر يبارك الغلامين" (تك 48: 16). وصار الغلامان مباركين. ولكن افرايم صار أكثر بركة من أخيه، لأن أبانا يعقوب وضع عليه يده اليمين (تك 48: 17-20). ما هي هذه البركة؟ وكيف سرت من يد إسحق ومن يد يعقوب؟ وكيف سرت من أيدي الآباء الرسل؟ وكيف تسرى من أيدي خلفائهم ومن رجال الله جميعًا ، كما يروى لنا الكتاب..؟ إنها كلها أمور لا ترى. ونحن نؤمن بالبركة مع أنها لا ترى، ونسعى إلى طلبها ونواها. ونأخذها من أيدي الآباء والأمهات ومن الآباء الكهنة ومن كل رجال الله المباركين. ونعرف تمامًا أن ابرآم كان بركة للعالم حسب قول الرب. وأن يوسف الصديق كان بركة في بيت فوطيفار وبركة في كل أرض مصر، وأن إيليا النبي كان بركة في بيت أرملة صرفة صيدا.. نقول هذا كله، ونحن لا نستطيع وضع معنى محدد للبركة، فهي أوسع بكثير من الألفاظ المحدودة. وهي أمر لا يرى. نرى ثماره فقط. ولكن البركة نفسها. من يستطيع أن يراها وبشخصها؟! كيف سرت البركة من يد السيد المسيح إلى الخمس خبزات والسمكتين، فصار هذا الطعام البسيط كافيًا لعدة آلاف من الناس، وفاض عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة؟ كيف حدث هذا الأمر؟ وما نوعيته ومفعوله وبالضبط.. كلها أمور لا ترى. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإيمان بوجود الملائكة وعملهم ![]() نحن نؤمن بوجود الملائكة، الملائكة أرواح لا ترى. وربما لا نكون قد رأينا ملاكًا في حياتنا كلها . ومع ذلك نؤمن أنهم حولنا وأن "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" ( مز 34: 7). ونوقن بأن الملائكة تملأ الكنيسة. ونثق أنهم معنا في كل مواضيعنا "أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14). كثيرون يفرحون حينما يرون العذراء في رؤيا، أو يرون قديسين. ولكن أعظم من هذا أن تؤمن بأن كل هؤلاء حولك، دون أن تراهم. ليس من الضروري أن يرسل لك الله حمامة بيضاء أثناء حضورك اجتماعات المساء في الكنيسة إنما أنت تؤمن -دون أن ترى- أن الكنيسة مملوءة بأرواح الملائكة. وترفرف عليها أرواح القديسين الذين يرسلهم الله لخدمة البشر.. إن جيحزى تلميذ أليشع، خاف لما رأى الأعداء محيطين بالمكان.. ولكن أليشع، الرجل المفتوح العينين، فكان يرى الملائكة يدافعون عن المدينة ضد هؤلاء الأعداء. لذلك طمأن غلامه قائلًا له "لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا" (2 مل 6:16). وصلى من أجله لكي يفتح الرب عينيه فيرى، إذ كان جيحزى ليس له الإيقان بأمور لا ترى |
||||
![]() |
![]() |
|