تواضعه
كانت المطانية عندك سهلة لأي إنسان، مهما كانت صفته أو سنه.
القس يوسف اسعد
كنت تخدمني، وأنت أب وأنا ابنك، أنت قمص وأنا قس..! وعندك كنت أقول لك: [الطقس يا أبى!]، كنت تقول لي: [الطقس هو المحبة]..
القس اسطفانوس عازر
علمتني يا أبى كيف يكسب الإنسان بالاتضاع، أكثر مما يكسبه بالكرامة والدفاع عن نفسه.. الاتضاع ليس مع الكبير، ولكن مع الصغير أيضًا. فكثيرًا ما كنت تطأ من رأسك لفراش، لمجرد أنك انتهرته لأنه أهمل في واجبه وخدمته..
علمتني كيف تكون الطلبة للآخرين تعبيرًا صادقًا عن حالة الإنسان الحقيقية، لا تمثيلًا، ولا تصنعًا..
القس اسطفانوس عازر
مطانية لرجل فقير:
تقدم أحد المنتفعين من الخدمة الاجتماعية إلى أبينا يشكو له، فرد عليه ردًا بدا في نظره بعد قليل أنه جاف. فذهب إلى الدكتور جورج في مكتب الخدمة، يسأله إن كان يعرف منزل ذلك الشخص، فأجابه بالإيجاب. فقال له: [تعال يا خويًا، روح معايا..]. وذهبا سويًا. وعندما وصلا وفتح لهما الباب، عمل له أبونا ميخائيل مطانية، وقدم من جيبه له مبلغًا من المال. فتعجب الرجل من هذا التواضع النادر.
ميلاد غرباوي
إنكاره لذاته:
لعل المثال الذي تركه في الخدمة مثالًا كاملًا في (إنكار الذات). وما أكثر ما رأيناه مقدمًا إخوته الكهنة على نفسه، في التواضع قلبًا وقالبًا.. ما سمعته يذكر اسمه إلا (ميخائيل) فقط) فقط. ما رايته في مظهر إلا ملؤه التواضع والقداسة والورع في محبة الجميع.. ما سمعته مشتكيًا من إنسان.. خدمته كانت مثل سيده: "لا يخاصم، ولا يصيح، ويسمع أحد في الشوارع صوته.. "
صلاح يوسف
يعتذر للخدم:
كان الأب الوديع المتواضع. فكم من مرة اعتذر لكثير من خدام الكنيسة، لأنه وبخهم من أجل خطأ ارتكبوه.. وكان يعود يقول للواحد منهم: [سامحني يا ابني. هات راسم أبوسها]
دكتور رمسيس فرج
لا أنسى يا أبى تواضعك، الذي هو سر عظمتك الحقيقية حين قلت لي: [يا ابني، معظم أولادي من المتعلمين وأساتذة الجامعة. ولكن اشكر الله -أنا البسيط- أعطاني نعمة في أعينهم.
ولكنى لا أنسى في تواضعك، السلطان الروحي الذي أعطيته، فكان الجميع يهابونك ويطيعونك.
إسحق فيلبس
ينظف لنا حجراتنا:
كان ذلك قبل رسامته (حوالي عام 1945)..
وكنت أسكن في فترة الدراسة الجامعية في سكن مشترك مع طلبة آخرين بالجيزة، كان منهم إبراهيم بكلية طب الأسنان، وبطرس بالثانوية. وفى أحد الأيام حضر والدهما الأستاذ ميخائيل للاطمئنان عليهما ومعاونتهما.
ولما رجعنا من الكلية، لاحظنا أن كل حجراتنا قد نظفت بدقة، ومكاتبنا قد رتبت بعناية. وذلك بمعرفة ذلك الوالد الطيب الذي اعتبرنا كلنا أولاده، وتعب في الاهتمام بحجراتنا وخدمتنا. وهكذا كان القديس المتواضع.
القس متى باسيلي
من يقدم الذبيحة:
في إحدى المرات، ذهب لأخذ مشورته في موضوع: من الذي يقدم الذبيحة، إذا كان هناك أكثر من كاهن؟ لأن البعض حاولوا أن يوقعوا في هذا الأمر بيني وبين زملائي. وحينما ذهبت إليه كان عنده قداس، فقال لي: [هل أنت مستعد للصلاة؟] فقلت: [إنني صائم]. فقال لي: [ادخل البس معي وصل].
ولما جاء وقت تقديم الحمل، إذا به يعطيني أمرًا حازمًا لا يقبل النقاش، إنني أنا الذي أقدم الذبيحة (و هو قمص وأنا قس وابنه).
فتضاءلت نفسي جدًا من اتضاع هذا الشيخ الوقور، الذي يخدم معي كشريك فقط. وبعد القداس تحدثت معه في هذا الأمر، فقال لي: [أنا يا ابني، لما أصلي مع كهنة آخرين، لا يمكن أن أقدم الذبيحة أبدًا. وغدا شعرت أن الآباء سيضغطون على، أهرب حتى تقدم الذبيحة]..
القمص إشعياء ميخائيل
يضرب المطانية لخادم الكنيسة:
رأيته مرة، وهو يعمل مطانية ثلاث مرات لخادم الكنيسة، لأنه كان قد عنفه على حق أمامي.. وكان يقول له: [سامحني يا لبيب، لأني زعقت لك أمام الناس]. ويقول هذا ثلاث مرات، ويطلب الصفح.. إنها أسمى صور التواضع.
د. جورج عطاالله
كان أبى القديس جم الأدب، يحترم الصغير والكبير. فكان إذا لمح أحد أبنائه مقبلًا عليه، ينهض واقفًا وهو الشيخ الوقور.
صبري عزيز مرجان
حل المشكلة بالتواضع:
تقدم شاب لأبينا ميخائيل، يطلب منه إتمام عقد قرانه مع فتاة. وكان والده متوفيًا، فقام عمه بالموافقة على الزواج وتمت الزيجة بسلام.
ولكن أبانا القمص ميخائيل لم يكن يعلم أن والدة الشاب غير موافقة على هذه الزيجة.
فحضرت أخت الشاب إليه، أخبرته أن الأم تلبس ملابس سوداء منذ يومين وتجلس في حجرة الصالون بمفردها، وهى ممتنعة عن الأكل. فذهب أبونا في اليوم الثالث صباحًا. وبدًا يكلم الأم ويبكى، ويقول لها: [هذه خطيتي أنا، لأني قمت بإتمام عقد الزواج]..
وظل يبكى، ويقبل رأس الأم، طالبًا الصفح..
ولم يتركها إلا بعد أن خلعت ثوب الحداد، وأكلت وأكل معها. وأحضر زوجة الابن، وتصافحت معها الأم، وصار سلام بينهما، حتى أن الأم قالت إنها الآن تحب زوجة ابنها أكثر من ابنها
د. جورج عطاالله