إيمانه بعلامة الصليب
يرشم علامة الصليب باستمرار:
كان إيمانه برشم علامة الصليب إيمانًا عجيبًا، حتى وهو علماني قبل أن يرسم كاهنًا: كان يرشم علامة الصليب على كل شيء، وهو جالس، وهو سائر، باستمرار، على أي شيء يشربه أو يأكله. وكنت وأنا جالس معه، أرى أصبعه يمتد إلى جبهته، ويرشم علامة صليب صغيرة دون يراه أحد يقدس بها فكره.
عرفته من عام 1944 ببلدة ههيا شرقية، حيث كان يعمل في عمل مدني كما كنت أنا كذلك.. وكان قديسًا عجيبًا، لم يزده الكهنوت فيما بعد إلا قداسه ومواهب..
قصدته في مكان عمله بعد ظهر أحد الأيام. جلست إليه. وبعد أن انتهى من عمله، انحنى إلى المكتب الذي يجلس غليه، وصلى بخشوع. ورشم ذاته والمكتب والدواليب وكل شيء بعلامة الصليب. قبل أن يغادر المكان. وكانت هذه هي عادته دائما في بداية العمل وختامه.
الأنبا يؤنس
أسقف كرسى الغربية
علامة الصليب
في سنة 1950 انتقلت إلى الجيزة مدرسًا بالمدرسة السعيدية الثانوية، وكان أثناءها المتنيح يعمل (كاتب إدارة) بقسم أول الجيزة. وكنت -لصداقتنا القديمة- أتردد عليه في مكتبه بالقسم.. فرأيته يرشم الصليب عدة مرات على كل شيء على المكتب، وينظر إلى ويقول: [قوة الصليب].
إن مد يده على فنجان القهوة ليشرب، يرشم، يرشم عليه علامة الصليب قبل أن يتناوله. وإن مد يده على ورقة في العمل أو دوسية، تناول أي دفتر أو كتاب من دولابه، يرشم عليه علامة الصليب. وإن خرج من غرفته، يرشم الصليب على مكتبه وعلى دولابه قبل أن يذهب.
وعندما ينتهي من عمله في الساعة الثانية بعد الظهر يسير مسرعًا، ويعبر كوبري الجيزة إلى كنيسة مارمينا بمصر القديم، حيث كان يقيم المتنيح مثلث الرحمات القمص مينا المتوحد قبل سيامته بطريركًا، للاشتراك في الصلاة معه في القداس الذي ينتهي حوالي الخامسة مساء.
القمص ميخائيل إبراهيم (1899-1975)
وكان أثناء سيرة يرشم الصليب. واستمر على الحال حتى سيم قسًا سنه 1951 ورقى قمصًا، بقوة الصليب..
عزيز عازر إبراهيم
(أحد أقاربه)
علامة الصليب في حياته:
+لم يكن يدبر قرص التليفون قبل أن يرشمه بعلامة الصليب، لكي يستخدم الرب المكالمة التليفونية من أجل البركة.
+ عندما يغادر الترام أو الأتوبيس، كان يتجه بنظره إليه ويرشم علامة الصليب، شاكرًا الله، وداعيًا إياه أن يحفظ كل من في وسائل المواصلات.
+ كان يرشم بالصليب جبهة أي الإنسان يأتي إليه في انفعال، أو غضب، ويضغط بإصبعه ثلاث مرات، ليرجع الإنسان إلى هدوئه، ويأخذ قوة وإيمانًا.
القس اسطفانوس عازر
في مقابلة رؤسائه:
قص علينا زميلة الأستاذ لبيب عوض روج شقيقتي، أنه حينما كان يدخل لتقديم أوراق مصلحية للسيد مأمور المركز، كان دائمًا يرشم علامة الصليب بوضوح، قبل دخوله. وحينما يسأله المأمور عن ذلك، يجيبه بمنتهى البساطة: [لكي أجد نعمة في عينيك يا سيادة المأمور] فيشجعه المأمور على شدة إيمانه بإلهه.
وأراد بعض الناس أن يشوا به لدى مأمور آخر، فطلب منه عدم رشم الصليب أثناء دخوله. وحاول أن يلقى عليه مسئوليات ضخمة، لكي يقع في أي خطأ فيجازيه ويتسبب في نقله وتشريده.
ولكن المأمور حينما ذهب إلى منزله، مرض ابنه الوحيد مرضًا شديدًا ورأت زوجته في منامها سيدة تلبس ثيابًا بيضًا نورانية تقول لها: [مالكم وما لميخائيل؟!] وتقوم الزوجة مذعورة لتسال زوجها من هو هذا الإنسان الذي تظلمه؟ ومالك به. فيستدعيه المأمور ليلًا، لكي يصلى على ابنه، ويقوم الابن معافى، ويتمجد الله في قديسيه.
القس يوحنا اسكندر