عمله في الجمعيات وتأسيس الكنائس
أول تذوق للحياة الروحية
وشأن معظم شباب ذلك الجيل، التحق ميخائيل أفندي إبراهيم بوظيفة حكومية بمراكز المحافظات، حاملًا بين جنبيه حبه لكنيسته. وكان يرسل له في كل مركز عونًا لإشباع الروحية.
وتمثل هذا العون في زميل تقي ورع، هو المرحوم فرج الله أفندي، الموظف بمدينة فوة التي لم يكن بها كنيسة فاتخذ الموظفان من منزل فرج الله أفندي كنيسة مصغرة، جذبت الكثيرين من زملائهما إلى حياة روحية في وسط ذلك القفر.
وكما ذكر صاحب هذه السيرة، كان هذا هو أول تذوق له لطعم الحياة الروحية وتعزيات الله الوفيرة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى، عن طريق المعاشرات الطيبة.
القمص يوحنا جرجس
حياة الوظيفة والعبادة:
بعد أن أكمل دراسته الابتدائية، تلقى علومه الثانوية بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة. ثم عين موظفًا بوزارة الداخلية في وظيفة كتابية بمركز فوة، ثم بمركز شربين، ثم بمركز كفر الشيخ. وهنا رتبت له العناية الإلهية الالتقاء برجل تقي مملوء من روح الله، أسمه فرج الله. فكانا يقضيان أوقات فراغهما في الصلاة ودارسة الكتاب المقدس. ولم تكن في كفر الشيخ كنيسة في ذلك الوقت. وكانت أقرب كنيسة لهما في مدينة سخا، على بعد ثلاث كيلومترات من مقر عملهما. وكانا يذهبان للصلاة كل أحد سيرًا على الأقدام، حيث لم تكن هناك وسائل للمواصلات. ثم يعودان إلى عملهما.
كمال إبراهيم رزق
ناظر كنيسة العذراء بكفر عبده
مرشده الروحي:
ذكر لي القمص ميخائيل أنه قبل أن يلتحق بالخدمة، كان شابًا يتصرف كباقي الشبان (*). إلا أنه في بدء توظفه، عين في مركز كفر الشيخ. ولم يكن بهذه البلدة كنيسة، ولكن كان فيها رجل قديس هو المرحوم فرج الله مسيحة، الذي يعتبره القمص ميخائيل "أباه الروحي".
فرعاه المرحوم فرج الله في حياة التدين والصلاة: يصحبه إلى جمعية الوعظ بمنزله مساءًا، ثم يوصله إلى منزله، ويعود به في اليوم التالي كما بدأ معه في اليوم السابق ولا يحصل له وقت فراغ.
وقال لي القمص ميخائيل، إنه كان يريد الفكاك منه ولكن عبثًا (*).. فظل على هذا الحال خلال فترة وجوده بكفر الشيخ، حتى أصبح التدين عادة له، فلما نقل إلى بلبيس كان إناءًا مختارًا.
عوض الله حنا منصور
بالمعاش - بكفر الصيادين بالزقازيق
اختبار الله في بدء حياته
قابلته تجربة هو وصديقه فرج الله: فقد صدرت حركة تنقلات، ونقل مأمور المركز الذي كان لا يعترض على ذهابهما للصلاة، كما نقل زميله فرج الله ولكن ميخائيل لم يضعف وظل ثابتًا على إيمانه.
فذهب إلى الكنيسة يوم الأحد للصلاة كعادته. ولما علم المأمور الجديد أنه ذهب إلى سخا للصلاة، ثار. وعند عودته استدعاه، وأمره بعدم الذهاب، وتوعده إذا عاد إلى ذلك مرة أخرى.
ولكنه طلب معونة وإرشادًا من الله، وصلى صلوات حارة. وعندما حل يوم الأحد التالي، ذهب للصلاة كعادته. وعند عودته وجد أن الأوامر قد صدرت بنقل المأمور إلى جهة نائية، ولم يمض على وجوده بكفر الشيخ سوى أيام معدودة وواظب ميخائيل على الصلاة، وكان ينمو في الإيمان.
ثم صدر أمر بنقله إلى بلبيس بالشرقية.
كمال إبراهيم رزق
جمعية كفر الشيخ، وكنيستها
أنتقل ميخائيل أفندي إلى مثل وظيفته في كفر الشيخ، ومعه حنينه المتزايد إلى نعمة الله العاملة، فأسس من زملائه ومعارفه جمعية روحية على نطاق أوسع، وسرعان ما نقله من كفر الشيخ بقليل، سمحت إرادة العلى، أن تتحول جمعية هذه البلدة إلى كنيسة كفر الشيخ الحالية. أقامتها العناصر التي عاصرت هذا الغيور.
القمص يوحنا جرجس