اعظم تجارة لك هي المسيح
يحيا الانسان حياته ُ ويسير في طريقه ِ ويسعى في عمله وفي داخله ِ خوف . ينشغل بعمله ، يعرق ويتعب ، يخسر ويكسب ، ينجح ويفشل وفي داخله خوف . يأكل ، يشرب ، يسعد ، يشقى ، يضحك ، يبكي ، يتمتع ، يعاني وفي داخله ِ خوف . يتنقل بين البلاد ، يسافر ، يعبر البحر ، يطير في الهواء ، يصعد ويهبط وفي داخله ِ خوف ، خوف ٌ لا يفارقه اينما ذهب ، خوف ٌ يلفه مهما اختفى ، خوف ٌ يحيط به دائما ً ، خوف الموت . في الضوء المبهر يرى عيون الموت ، في الظلام الدامس يرى وجهه ، في سكون الليل يسمع خطواته ، في صخب النهار يسمع ضحكاته ، لا مفر منه . ويموت مئات المرات خوفا ً من الموت . يحيا مائتا ً ويموت حيا ً بسببه . ويأتي بولس الرسول ويقول : الموت هو ربح ، الموت مكسب ، الموت نصرة . لا يخاف الموت ، لا يخشاه . ونندهش نحن ، لكنه يقول : " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. " (فيلبي 1: 21 ) لذلك يُصبح الموت ربحا ً لانه له الحياة هي المسيح ، هذه الحياة جعلت الموت ربحا ً . وانت وانا وكل مؤمن يستطيع ان يعيش الحياة التي عاشها بولس ، هي المسيح ، لأن " كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل ، بَلْ مِنَ اللهِ. " (يوحنا 1: 12 ، 13 ) " شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ " متحدون معه ، ملتحمون به ، عائشون فيه وهو فيهم . اذا جاء بولس الرسول الآن وتابع رحلاته في العالم ، ماذا يجد ذلك الرحالة العظيم ؟ يجد أناسا ً يعيشون المعرفة ، علماء ً وفلاسفة ، مخترعين وبحاثة ، المعرفة حياتهم . يجد رجالا ً ونساء ً يعيشون الثروة والغنى ، الذهب والفضة ، المال حياتهم . يجد افرادا ً يعيشون الشهرة تحت الاضواء والتصفيق والتهليل ، الشهرة ُ حياتهم . يجد من يسعون ويعيشون السلطة ، تنحني الهامات امامهم وتسجد ، النفوذ حياتهم . يجد ذلك كله حوله ، لكنه يرى في قلوبهم خوف الموت وفي اجسادهم برودة الموت . يرى ذلك فيحزن ، ويجدد تأكيده ُ واكتشافه : " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ . "
اعظم تجارة لك هي المسيح . المسيح حياة ، المسيح الابدي فيك ، فحياتك ابدية . حياتك هنا هي المسيح إذ لك طبيعته الالهية والطبيعة الالهية ليست طبيعة موت . حياتك هناك هي المسيح ، هناك تحيا ابديته معه ، هناك تتمجد مجده الابدي .