"لا يكون ظلام"
الاثنين 23 ديسمبر 2013 القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا"وليكن لا يكون ظلام للتى عليها ضيق, طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً. الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور. أكثرت الأمة.
عظمت لها الفرح. يفرحون أمامك كالفرح فى الحصاد. كالذين يبتهجون عنرما يقتسمون غنيمة. لأن نير تقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن كما فى يوم مديان. لأن كل سلاح المتسلح فى الوغى وكل رداء مدحرج فى الدماء يكون للحريق مأكلاً للنار." (أش9: 1- 5).
·ولكن لا يكون ظلام للتى عليها ضيق. كما أهان الزمان الأول أرض ربولون وأرض نفتالى يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم.
قد وعدت يارب.. ووعدك صادق.. أن الضيق هو البداية.. والنور هو النهاية.. فى العالم ضيق لكن الغلبة هى لك ومنك ولأولادك.
يارب أهان الزمان الأول أرضى.. الأيام السابقة مهينة.. مملوءة شراً.. ضاعت وسرقت منى لحساب الجحيم.. حقاً.. أنا مهان من الشياطين.. وليس لى رجاء إلا تدخلك.. متى يأتى الزمان الأخير.. زمان الحرية.. زمان الحب.. زمان الفرح والسلام والنقاوة.. زمان النور العظيم.
يارب جئت للعالم بتجسدك لتنير العالم كله.. وجئت لى بروحك.. ثم بجسدك ودمك.. لكنى لم أذق طعم الحرية بعد.. لم أعتاد النور والنقاوة التى فيك.. مازلت أقول فى داخلى العتيق أفضل.. "كلب قد عاد إلى قيئة، وخنزيرة معسلة إلى مراغة الحماة" (2 بط2: 22).. ارحمنى يارب ارحمنى.
·الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً. الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرف عليهم نور. أكثرت الأمة. عظمت لها الفرح. يفرحون أمامك كالفرح فى الحصاد. كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة.
يا إلهى أشرق على بنورك.. قل كلمة.. قل كن.. فيكون.. لأنك قلت يوماً ليكن نور.. فكان نور.. قل الآن أيضاً يا سيدى.. بأمر منك بسلطان مطلق.. "قل كلمة فيبرأ غلامى" (لو7: 7).. أى نفس الشقية المريضة.. حينئذ أبصر عملك.. وتخرج من الضعف أمة تسبحك.. تعظم الفرح لى.. كالفرحين بالحصاد.. يفرح الزارع الذى هو أنت والحاصد الذى هو أنا.. نفرح معاً بخلاصك.. يفرح المنتصر الذى هو أنت والذى يقسم الغنيمة الذى هو ضعفى نفرح معاً بخلاصك.
·لأن نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن كما فى يوم مديان. لأن كل سلاح المتسلح فى الوغى وكل رداء مدحرج فى الدماء يكون للحريق مأكلاً للنار.
نير ثقله.. أرفعه عنى.. فقد تعبت الليل كله.. عصا كتفه.. انزعه وحطمه.. فقد تألمت من الأحمال على كتفى.
قضيب مسخرة.. اكسره حسب وعدك.. فتحررنى من العبودية المرة والسخرة وأصير عبداً لك ليس لغيرك.
كما فى يوم مديان.. نصرت جدعون الضعيف والثلثمائة الذين معه على جيوش جرارة.. وكما أنقذت المساكين الصارخين إليك فى كل جيل.. ارحمنى أنا أيضاً.. لأنى مسكين وفقير.. حقاً تعبت من نفسى ومن أفكارى.. من فشلى ومن جهلى وحماقتى.. من كبريائى وأيضاً صغر نفسى.. حطم يارب الكل.. وسلاح المتسلح القوى الشيطان.. اجعله للحريق مأكلاً للنار.. يارب لا تبطئ.