افتكاسات شتوية: ليه تتبرع ببطانية لما ممكن تتبرع بـ«عدس»!
فى ظل البرد القارس الذى تشهده مصر، توجهت أغلب أعمال الخير إلى شراء بطاطين وملابس وتوزيعها على الفقراء، لكنّ الصديقتين سمر وداليا فكرتا فى عمل الخير بطريقة مختلفة، وهى إطعام الفقراء وعابرى السبيل وأطفال الشوارع وجبة عدس قامتا بإعدادها وتعبئتها فى برطمانات مضافاً إليها أرغفة فينو وبرتقال وبسكويت بالعجوة.
«الواحد قاعد لابس ومشغل دفاية وبيشرب عدس وحمص وسحلب وكاكاو عشان يدفى والناس اللى مالهاش بيوت ولا معاهم بطانية، ولا مكان دافى يلجأوا ليه، من هنا جات لى فكرة العدس»، تتحدث «سمر» التى دعت العديد من أصدقائها لمعاونتها فى تنفيذ الفكرة، لكن أحداً لم يستجب سوى داليا التى تبرعت بـ 30 «برطمان» وحقيبة حرارية تحفظ العدس ساخناً حتى يتم تقديمه لأصحاب النصيب: «لفينا فى مصر الجديدة وزعنا على المنادين والناس الغلابة اللى لقيناهم، وخلصنا الكمية ورجعنا».
البعض رفض تلقى العدس والبسكويت من الفتاتين، والبعض نظر لهما بشك وريبة، لكنهما لم تكتفيا بالتوزيع فقط: «طلبنا من كل اللى خد مننا العدس إنه مايرميش لا الكيس ولا البرطمان فى الشارع، وعشان كده وزعنا مناديل فى كل كيس». توزيع الطعام لم يقتصر على البشر، وإنما امتد للحيوانات أيضاً، تقول «سمر»: «خدنا معانا جبنة نستو، وأكلنا القطط البردانة فى الشارع، دى برضو روح وبتحس زى البنى آدمين بالظبط». لم تتوقع «داليا» ردود الفعل الطيبة على المبادرة: «ناس كتير اتحكم عليها الوجود فى التلج، عشان لقمة العيش، مش قادرة أوصف سعادتهم لما بيحسوا إن فيه حد حاسس بيهم وبيفتكرهم، يا ريت كل الناس تحس ببعض ويراعوا بعض».