[ ثم متى تمت الألف السنة يحل الشيطان من سجنه. و يخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين و بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم. وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا و ليلا إلى ابد الآبدين ] [ رؤيا 20 : 7 – 10 ]
1 - الكتابات الرؤيوية التي يضمها الكتاب المقدس ، هي شكل من أشكال صيغة الكتابات العالية الأسلوب والتي تختص بطريقة خاصة لإظهار الإعلان الإلهي ، والنواحي المتعلقة بالأخرويات ( أي الأمور المستقبلية التي ستحدث في المستقبل يا أما القريب يا إما البعيد أو تُشير لنهاية الأزمنة في بعض الحالات ) وبالطبع تتعلق بالدرجة الأولى وبشكل متخصص بشأن اقتراب ملكوت الله . والكتابات الرؤيوية تمتاز بأسلوب خاص يُميزها عن باقي الأسفار ، ونجد أنها تتسم بكثرة وكثافة الرموز وتحوير الألفاظ – في سفر الرؤيا – لمعنى يتناسب مع الإنسان اليهودي – بالنسبة للعهد القديم – والإنسان المسيحي في العهد الجديد ، ولا يفهم مفاتيح كلماتها غيره !!!
2 – وعلى الرغم من أن الأدب الرؤيوي الذي يختص بالدرجة الأولى بالإعلان الإلهي نجده يرتبط بشكل وثيق مع النبوة ، إلا أن أسلوب الإعلان الإلهي في الأسفار الرؤيوية جاء مختلفاً عن الأسفار النبوية والتي تختص بالإعلان الإلهي أيضاً . ففي حين أن النبوة كانت تهتم أساساً باتصال يأتي من الله يختص بمضمون علاقته بشعبه الأخص وما سيفعله من أجل خلاصهم وردهم إليه في الابن الوحيد ، نجد أن الكتابات الرؤيوية كانت توجه نحو المستقبل ، وكانت تُعبَّر بالضرورة عن رسالتها بشكل رمزي حيوي – لا حرفية فيه قط – عن طريق الأحلام والرؤى أو الرؤى فقط بدون أحلام ، كما هو الحال في سفر دانيال النبي وفي سفر الرؤيا ...
3 – يُفهم عموماً من اسم هذه الأسفار (الأسفار الرؤيوية) أنها تدور حول الإعلان الإلهي ، لذلك تتضمن هذه الكتابات كشف أسرار سماوية تتعلق بالخطة الإلهية الخاصة بالتاريخ ودينونة الشرّ ، والطريقة التي يُمكن بها إعلان قرب ملكوت الله عند النهاية الأخروية من ابتداء ملء الزمان وظهور المسيح الرب في الجسد في تاريخ الإنسانية أي التجسد ، إلى جانب دينونة العالم التي تقع في نهاية الزمان وقرب مجيء الرب على السحاب حسب وعده بدون أي تحديد الوقت والزمان الذي سيأتي فيها ابن الإنسان في المجيء النهائي والأخير كما يدَّعي البعض ...
4 – الأسفار الرؤيوية والتاريخ : توضح الأسفار الرؤيوية التاريخ كله أنه وُضع بشكل مُحدد وبكل تفاصيله بمعرفة الله ، فمجرى التاريخ برمته من الخليقة حتى نهاية الأزمنة يتحرك بقوة نحو هدف محتوم وهو إقامة ملكوت الله ، بالرغم من أن الإنسان بعمله وشروره وأحيانا توبته يعمل في التاريخ ويقوده يا إما نحو الدنائة والانحطاط وسفك الدماء وكل شر أحياناً يا إما نحو الأفضل أحياناً قليلة ، ولكن الله يعلن إرادته ويحول كل شيء ويُدخله في قوة عمله ليتجلى ملكوته في النهاية ليقود الإنسان والبشرية نحو غاية محدده ووضعهما أمام اختيارين يا إما الحياة يا إما الموت وكل واحد حسب إرادته يختار لكي في النهاية لا توجد حجة لإنسان مهما كان ... وعموماً لا يوجد ما هو بوسع البشر من عمله يُمكنه أن يُغير خطة الله وتدبيرة واستعلان ملكوته أو يتحاشاه ، فالرؤية الصحيحة للكتابات الرؤيوية تُظهر وتُعلن الإيمان بنعمة الله والثقة الشديدة في تدبيره وإعلان مشيئته الصالحة ، بهدف توبة الشعوب وتوبة شعبه على الأخص ليرجع كل واحد فيه بصفته الشخصية عن تمرده على الوصية وعدم الحياة والشركة معه في سر التقوى والمحبة وبالتالي ينال رحمة وقوة غفران من الله الذي يستجيب للتوبة الصادقة ، وهذا ما نراه في سفر الرؤيا حينما قال لملائكة الكنائس الذين هم الأساقفة [ عندي عليك ] وذلك لكي يعرف من أين سقط ويتوب ويعود لعهد الحب وهذا النداء موجه لكل كنيسة على مر الزمان !!! لئلا في النهاية تقع الدينونة على الإنسان كما أنها ستقع حتماً على الشر عموماً في نهاية الأزمنة كدينونة نهائية مُعلنة !!!
وكلمة جُوج גּוֹג تعني : قهر – قمة – يتغلب على – يعلو – امتداد – غطاء – جميل – جبل – يُغطي ، وقد أُطلق هذا الاسم على ابن شمعيا بن يوئيل من سبط رأوبين (1أخبار 5: 4) ، وأُطلق أيضاً على رئيس روش ماشك وتوبال (حزقيال38: 3) .
وكلمة مَاجُوج מגוֹג تعني : تغطية – على القمة – توسيع – علّو ، وقد عُرف هذا الاسم في العهد القديم كاسم أب لثلاثة أبناء حُكماء (1ملوك4: 31)
ولكن السؤال المطروح أمامنا الآن هو : لماذا اُختير جُوج لتكون هذه الشخصية الأسخاتولوجية (الأخروية) البارزة في سفر الرؤيا [ ثم متى تمت الألف السنة يحل الشيطان من سجنه. و يخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين و بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم. وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا و ليلا إلى ابد الآبدين ] [ رؤيا 20 : 7 – 10 ]
عموماً يا أجمل إخوة أحباء لابد من أن نفهم سفر الرؤيا على ضوء الكتاب المقدس بدون تسرع أو استعجال في التأمل والفهم ، لأنه توجد فيه أسماء لم تُترك لاستنتاجات الناس الشخصية وتخمين كل واحد ، وهي ليست شخصيات ستظهر في التاريخ بهذه الأسماء كما يظن البعض ، وكما فسرها الكثيرين وأطلقوا شروحات على موضوع جوج وماجوج ليس لها حصر أو اتفاق سوى النقل من بعضهم البعض دون الرجوع لأصل الاسم وأين ظهر ولماذا هذا الاسم ولم يكن غيره ، فأرجو كل من يقرأ سفر الرؤيا ويحاول أن يشرحه أو يقرأ تفسيرات أن يعود للأصول اللغوية ومعاني الأسماء وما قاله الكتاب المقدس عنها لكي لا نخرج بتفسير بعيد كل البعد عن الكتاب المقدس ؛ آسف للإطالة ، صلوا من أجلي ، النعمة معكم آمين ______المراجع______ + الكتاب المقدس عبري عربي + الكتاب المقدس يوناني عربي + معجم أسماء الأعلام في الكتاب المقدس + القاوس الموسوعي للعهد القديم المجلد 7 + القاموس الموسوعوي للعهد الجديد مجلد واحد +الترجمة المسكونية لكتاب المقدس فرنسي + بعض الترجمات المختلفة عربي وانجليزي وفرنسي + قاموس الكتاب المقدس + قاموس لسان المتعملين عبري عربي