![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذهاب إلى أورشليم لحضور الفصح
الأب: متى المسكين ![]() من قانا الجليل انحدر المسيح وأُمه وتلاميذه إلى كفرناحوم، فقد ترك الناصرة لأنه لم يلق كرامة في وطنه، ولم يستطع أن يعمل هناك آيات لعدم ايمانهم! كان لابد للمسيح أن يبدأ خدمته وإعلان ملكوته في اليهودية وخاصة في أورشليم، وليس في الجليل(لأنه من صهيون تخرج الشريعة، ومن أورشليم كلمة الرب. اشعيا3:2). لذلك كان من الأمور المتيقنة لدى منتظري الفداء لاسرائيل أن يظهر المسيا أول مايظهر في أورشليم واليهودية أيضاً، فالقديس يوحنا كان على حق حينما بدأ خدمة المسيح العلنية وظهوره في أورشليم. المسيح مع نيقوديموس وسر الميلاد من فوق: كانت من أهم المقابلات تلك التي أجراها المسيح مع نيقوديموس ذلك الرجل الفريسي أحد رؤساء اليهود في مجمع السنهدرين الذين كان بعض أعضائه يصادمون السيد المسيح، وبعضهم كان يُظهر الود والاخلاص سراً مثل نيقوديموس، ويوسف الرامي. وكان نيقوديموس قد شاهد معجزات المسيح وتأكد من صحتها لكنه لم يصل بها إلى حقيقة المسيح إلا كونه معلماً من الله يعمل الآيات لأن الله معه(يوحنا3: 2). خلال كلامه السيد المسيح يشرح أن الملكوت فوقاني سماوي هو، والذين يدخلونه يتحتم أن تتغير سيرتهم وحياتهم إلى المستوى الذي يستطيعون أن يكونوا فيه مواطنين سمائيين. وهذا التغيير حتمي، وهو ليس عمل إنسان، أو بالارادة أو السلوك الشخصي، بل هو عمل خلقي جديد من الله يتدخل فيه الله ليكمله مباشرة بروحه القدوس. المسيح يتكلم عن الميلاد من الداخل، بتجديد الخليقة تجديداً جوهرياً يتعمقها إلى أقصاها. المسيح يتكلم عن تدخل قوى الله من فوق ليتم الميلاد الجديد. المسيح يتكلم عن تعري الانسان من سابق حياته وإرادته وبره لتتدخل قوى الله في أعماقه، ونيقوديموس لا يريد أن يتخلى عن بره، بل يريد أن يدخل به بطن أمه، ويخرج به والذي يتغير هو مجرد شكله. المسيح يتكلم عن ملكوت الله كخليقة جديدة، ونيقوديموس يستثني التجديد بل يصر على تكرار القديم، وأما الميلاد الثاني أو الجديد الذي يقول به المسيح فهو التغيير الكلي لحياة الانسان من الداخل، حيث التبعية الكاملة لله الذي منه يولد الانسان سراً بالروح، فينتقل من التبعية للعالم ومشيئة الجسد إلى الالتصاق بكلمة الله ومشيئته بالروح. ثم انتقل المسيح من الميلاد الجديد المطلق من الروح غير المنظور حينما عجز نيقوديموس عن أن يتقبله أو يفهمه، إلى الميلاد الجديد بتوسط الماء، فالماء هو الوسط الوحيد المادي الذي يعمل فيه الروح للخلق. فالروح كان يرف على وجه المياه منذ البدء(تكوين1: 2). تعبيراً عن الاستعداد للخلق المادي. فعنصر المياه هنا هو الوسط الوحيد الذي يأتلف مع الروح القدس لتتم فيه الخليقة الروحانية الجديدة، والماء كمادة لا يُعطي وجوداً لتلك الخليقة الجديدة، ولكن كونه قابلاً للتقديس بالروح وبالصلاة ليصير ماء مقدساً بحلول الروح القدس عليه، يصير واسطة روحية، وليست مادية للميلاد الجديد. فالميلاد الثاني هو فعل خلق غير معروف وغير منظور، هو فائق على المادة حيث يتقدس الماء أولاً بالكلمة، وبالكلمة يكون الخلق. لقد كشف يسوع المسيح لنيقوديموس كيف يولد الانسان من جديد؟ بايمانه بموت المسيح الفدائي ليأخذ حياة جديدة. وأوضح له كيف يولد الانسان وهو شيخ؟ بأن يؤمن بالمسيح الذي مات من أجله، فيُعطى حياة جديدة بميلاد روحي جديد. دخول المسيح أورشليم دخول الملك الظافر كانت أورشليم قد اكتظت بالحجاج الآتين عبر الشتات من كل أجناس العالم(أعمال 2: 11:8). وكانت أخبار إقامة لعازر من الموت قد ملأت كل أرجاء أورشليم، وأحدثت حماساً شديداً نحو المسيح، وقد اندفعت الجموع لتراه رؤية العين، ولينظروا أيضاً لعازر الذي أقامه من الأموات (يوحنا12: 9). دخل يسوع أورشليم بهيئة الملك الظافر، ابن الله قادم ليسلم جسده ليُصلب في وداعة الحمل، وليس فقط في بساطة الملوك. والذين يهللون ويصرخون كانوا كمن يردد صدى الحدث الذي رنّ في السماء، وكان المشهد كفيلاً أن يحرك مشاعر أقسى القلوب، ولكن ضاق صدر الفريسيين ورؤساء الكهنة بالآتي حاملاً مجداً لاسرائيل، ونوراً للأمم، وحينما رد المسيح على ضيقهم بقوله: " لو سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ" ، كشف مدى ما يحمل دخول المسيح إلى أورشليم، ليُصلب من تحقيق مئات النبوات، وآلاف السنين من إعداد وانتظار، فالخليقة تصرخ حجارتها لأنها بانتظار فاديها. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() |
|||
التعديل الأخير تم بواسطة بيدو توما ; 18 - 12 - 2013 الساعة 04:48 PM |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|