![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من أين يتحقق السلام ؟ ![]() لا يتحقق السلام فقط في عدم الحرب وعدم العنف وعدم البغض والخصام، بل يجب أن يكون السلام تعبيراً عن حالة داخلية في كيان الإنسان تكون مرادفة للحياة والخلاص والطمأنينة والأمان لتشمل كل الإنسان زمنياً وروحياً، أي علاقة الإنسان بجسده، مع الطبيعة والكون ومع البشر والله، فالله هو إله السلام، وهو واهبه. كانت هناك فكرة قديمة وهي أن الله هو إله الحرب لأنه يحارب بجانب شعبه ويمنحه الخلاص والحياة والسلام بواسطة الحرب، ولا زالت هذه الفكرة تظهر بشكل او بآخر، إلاّ أن جميع أعوانها تعمل ضد الله والإنسان مستخدمة الدين لمآرب عالمية وطمعاً بالمال والشهوة، فتجعل الله إله حرب، ونتيجة لهذه الفكرة ظهر تياران دينيان عند اليهود أحدهما ملوكي يقف إلى جانب الملوك ويؤيد حروبهم فهو الذي يحارب معهم، وتيّار آخر هو نبوي يمثله النبياء يُدين الحرب ويشجب كل تأييد ديني للتسلّح من أجل العنف، مؤكداً أن الله هو إله السلام. وعندما ولد المسيح المخلّص أنشد جمهور من الملائكة(المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة). فالإنجيل لا ينتظر السلام من السلطة الرومانية الحاكمة ولا من الثورة عليها، بل يبشر بمجيء سلام الله بحضور الله نفسه في شخص ابنه الذي هو كلمته، أي يسوع المسيح الذي بشر الناس كلهم بملكوت الله، ملكوت المغفرة والمصالحة : مغفرة الله للناس والمصالحة بين البشر، وبموته على الصليب حقق المغفرة والمصالحة. تلك المغفرة المطلقة حيث يرفض المسيح الفرز الفريسي بين الصالحين والأشرار، فمحبة المسيح هي شاملة والمغفرة غير مشروطة ليغفر لهم أباهم الذي في السماوات- الله الآب - فيكون موقفهم مع جميع الناس على مثال موقفه وموقف الله الواحد بثالوثه الأقدس، ليتصالحوا مع الجميع قبل تقديم قربانهم لله(شعائرهم الفرضية) دون إدانة لئلاّ يدانوا، فعلى هذا الأساس يرتكز سلام الله الذي بتطبيقه ينتج سلام المسيح الذي يتضمّن أيضا التخلّي عن العنف ليمتد حتى يشمل محبة الأعداء. (أمّا انا فأقول لكم: أحبّوا ّأعداءكم وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات (متّى 5 :43). هذا التطلب الالهي يهدف الى تغيير جذري للتاريخ البشري المتسم بالعنف والعنف المضاد، ولذلك محبة الأعداء تظهر جليّاً بعدم مقاومة الشر بل مقابلته بالخير. إنها تضحية بطولية كبيرة وصعبة جداً، إذا ما استطعنا بالمحبة تحويل العدو إلى الصديق المحبوب والمُحب، إنه سلام المسيح العظيم الذي يدعو إليه من له أُذنان سامعتان إلى سلام التواضع والخدمة المجرَّدة لسلام الفقراء والودعاء والحزانى والجياع إلى مخافة الله والرحماء وأنقياء القلوب وصانعي السلام والمضطهدين من أجل الحق(متّى5: 3- 10)الذي فيه تظهر إرادة الله(تبارك اسمه) في شأن علاقات الناس بعضهم بعضاً، تلك الارادة التي ترسم معالم الطريق إلى مشهد الدينونة العامة الذي أخذ منذ الآن يتشكَّل تدريجياً بين مجموعات متنوعة من البشر الذين – بعد قرون طويلة عاشوا خلالها في الظلمة - بدأت أذهانهم تستنير بنور المسيح استناداً إلى تصرفهم تجاه الأبرياء والبسطاء والمستضعفين والمهمّشين، هؤلاء الصغار الذين هم إخوته...(متّى 25 :31 – 46). ولا يكتفي المسيح باعلان حقوق الفقراء، بل يهدف بالقول والعمل الى وضع حد للسيطرة والتسلّط في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والدينية(تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلّطون عليهم)، أمّا انتم فلا يكن فيكم مثل هذا، بل من أراد أن يكون فيكم كبيراً فليكن لكم خادماً، ومن أراد أن يكون الأول فليكن لكم عبدا، أي مضحّياً(متّى20: 25- 27). ثم نرى أن هذا السلام الغافر للقريب والمحب للأعداء الذي بشر به السيد المسيح في حياته، قد حققه في موته على الصليب حيث فيه المصالحة بين الناس والله من جهة ، وبين الناس بعضهم البعض من جهة أخرى، حين غفر لصالبيه ومن خلالهم لجميع الخطاة على مدى التاريخ، وبواسطة تلك المصالحة جمع المسيح حول صليبه البشر جميعاً من الملك إلى المحتقر والمهمَّش. من هنا يتضح أن سلام المسيح الذي منحه لنا بقوّة روحه القدوس والثابت فينا هو من جهة عطية مجّانية، ومن جهة أخرى هو عمل دائم يقتضي جهداً متواصلاً وسلوكاً بحسب الروح القدس الذي نحيا به، وبقدر انفتاحنا على عمل الروح القدس فينا نستطيع أن نُسهِم وبشكل فعّال في تحقيق سلام المسيح، هذا وسط مجتمعنا وفي العالم،(اسلكوا بالروح فلا تكمِّلوا شهوة الجسد .. فإن كنّا نحيا بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح (غلاطية 5 : 16 – 25)، لأن سلوكنا بحسب الروح القدس الذي أرسله إلينا يسوع المسيح هو الذي يثمر فينا محبة وفرح وسلام . |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() (أمّا انا فأقول لكم: أحبّوا ّأعداءكم وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات). (متّى 5 :43). موضوع رائع جداً شكرا جزيلاً أختي العزيزة على المشاركة الجميلة جداً تحياتي وأحترامي . وربنا يبارك تعب محبتك ويبارك حياتك و يفرح قلبك دائماً والمجد لربنا يسوع المسيح دائماً..وأبداً.آمين ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() موضوع رائع ربنا يبارك خدمتك
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() لأن سلوكنا بحسب الروح القدس الذي أرسله إلينا يسوع المسيح هو الذي يثمر فينا محبة وفرح وسلام .
رائع شكرا يا غاليه ماري |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السماء تنصفك وأملك يتحقق |
السلام الذى لا يتحقق بالحوار |
لن يتحقق السلام بدون مشاركة وقبول الجميع |
اتمنى ان يتحقق |
كيف يتحقق الوعد |