رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطوات لبناء الثقة والقوة في حياة أولادنا
( د. مجدي اسحق أستاذ الأمراض الباطنة والأعصاب - جامعة القاهرة، واستشاري الطب النفسي والمشورة – كندا). إنها دعوة إلى العمل، وإلى الكثير من التدريبات والالتزامات التي تجعل من أولادنا سعداء منتصرين. الخطوة الأولى: غير موقفك الداخلي: إنها خطوة البداية، أن نُغير النظرة الداخلية العميقة لأولادنا. كيف تنظر إلى ابنك؟ فهو ميراث من الرب (مزمور127: 3). عطية من الله ووزنة منحك اياها لتتاجر بها وتأتي بثمار وفيرة. إذن غير رؤيتك لابنك من عبء أو ثقل أو عائق إلى هدية ثمينة من الله يجب أن تُحافظ عليها. أن يكون المرء أباً أو أماً يعني أن عليه دائماً أن يتنحى لافساح المجال لابنه ليُحقق ذاته، ويكون شخصيته! يقول المحلل النفسي برنارد مولدورف: إن يسعد الانسان لسعادة سواه، هذا يبدو أمراً طبيعياً للغاية، إلا أنه كثيراً مايحتاج إلى تعليم طويل ومؤلم ليبلغ تلك الحقيقة شديدة البساطة. وأن يكون الانسان أباً عليه أن يلتزم بهذه الحقيقة حتى آخر المطاف. الخطوة الثانية: غير مفردات لغتك: الكلمة هي أبلغ تعبير عن المشاعر الداخلية، وتغير اللغة يجب أن يسير في اتجاهين: الأول: هو نبذ الكلمات السلبية بكل أنواعها. كالتحقير، والسخرية، والمُقارنة والشتيمة والغمز والاشارات وإطلاق الألقاب الجارحة. يقول الكاتب جيم بيرنز: كل كلمة نقد نتلقاها، نحتاج إلى 9 كلمات تشجيع مقابلها لالغاء مفعول الكلمات الهدامة السلبية. الثاني: استبدل المفردات السلبية، بكلمات ايجابية مُشجعة. هذه عادة مباركة يجب اكتسابها. يعلمنا الكتاب المقدس أن اللسان نار، عالم الاثم(يعقوب3: 6). وأن لا أحد يستطيع أن يذلله. لكن مالا تستطيعه أنت يستطيعه الله الحي العامل فيك بروحه القدوس. اطلب من الله بركة للسانك، ونعمة لكلامك. لتنسكب النعمة على شفتيك فتملأ وعاء أولادك بالحب والتقدير. بين محبتك لابنك (رومية5: 8) فإن المحبة الصامتة محبة ميتة! قل لابنك: أنت غالي، أنت نور عيوني، أنت حبيبي. الخطوة الثالثة: اقبل ابنك واغفر له تقصيراته: ابنك شخصية مميزة جداً. فالله صنع كل انسان مميز تماماً عن الآخرين. كل جزء منك ومني له رقم خاص! مشاعرك، عظامك، صفاتك، مواهبك. وقبول أولادنا هو أول الطريق إلى احترامهم، وإلى تعليمهم كيفية احترام الذات. ابنك يحتاج منك أن تقبله كماهو: بشخصيته المميزة، ومرحلة عمره الخاصة، بتقصيراته وضعفاته. هذا القبول يعلمه كيف يقبل نفسه ليطورها ويغيرها إلى الأفضل. يعلمنا الرسول بولس: اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضاً قبلنا لمجد الله(رومية 15: 7). الخطوة الرابعة: امنح ابنك وقتاً قيماً: الحديث هنا ليس عن كمية الوقت، ولكن عن نوعيته. هذا مانسميه الوقت القيم. حيث نبدأ بالانصات الجيد لنرى ونشعر بما يدور في تفكيره. أعط ابنك وقتاً ليتكلم، دعه يعبر عن نفسه وساعده بالقاء أسئلة عفوية تلقائية في حوار دافىء مملوء بالعواطف. أعطه كذلك في هذا الوقت مساحة ليمارس معك هواية يحبها. شاركه عالمه الصغير في اللعب أو الموسيقى أو مشاهدة أفلام يحبها. واعطه كل تركيزك. ومامعنى هذا؟ الوقت القيم بالنسبة لابنك هو لغة الحب. من خلال هذا الوقت يشعر بأهميته وقيمته في قلبك. إنك بذلك تمارس معه سر التجسد والحب. لقد دخل السيد المسيح له كل المجد إلى عالمنا، وشاركنا في كل شيء عدا الخطيئة، وبالمثل ندخل نحن عالم أولادنا لنشاركهم كل شيء، ونعلن لهم حبنا العملي الملموس. الخطوة الخامسة: شجعه على تحمل المسؤولية: المسؤولية التي نُكلف بها أولادنا تعكس الثقة الحقيقية في قدراتهم، وهذا كان منهج السيد المسيح في تشجيع التلاميذ. فقد دعاهم وأعطاهم سلطاناً على الشياطين وشفاء المرضى وأرسلهم ليكرزوا(لوقا9: 1). وإليك بعض الخطوات الهامة في شروط توزيع المسؤولية: 1- أن تتوافق المسؤولية مع سنه وقدراته وشخصيته. 2- أن تكون متدرجة، أقل من قدراته ثم تتصاعد تدريجياً حتى تشعره بالثقة والنجاح. 3- مسؤولية محددة. فالتحديد يُساعده على التركيز والنجاح. 4- مسؤولية مُبتكرة ومبدعة. أي لا تكن كل المسؤوليات تقليدية ومعروفة. مثلاً كلفه بتصميم شعار لرحلة مدرسية، أو كتابة قصة. 5- أعطه مسؤولية وتابعه فيها. مع القليل من الملاحظات الهادفة، ولا تُكثر من التعليقات لئلا تعوق نموه وتطور شخصيته. 6- أعطه المسؤولية مُتقبلاً أخطائه وتقصيراته. فالانسان وخاصة الصغير يتعلم من خطأه طالما وجد قلباً يسنده ويشجعه ويحتويه. طبعاً تدخل من أجل ضمان سلامته وأمانه إذا عرض نفسه للأذى. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
معالم أساسية فى تربية أولادنا لينموا أبناء صالحين |
النعمة تسبب النمو التدريجي في حياة أولادنا |
إجراءات صارمة للحفاظ على حياة أولادنا من فيروس كورونا |
حياة أولادنا |
خمس خطوات نحو الثقة بالذات |