رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسطورة بابوشكا (من الحكايات الشعبية الروسية) كانت ليلة مجيء الطفل يسوع الحبيب إلى بيت لحم. ففي بلد بعيد جداً عن بيت لحم، كانت امرأة عجوز مُتقدِّمة في العمر تُدعى بابوشكا، جلست في بيتها الصغير الدافيء بنيران المدفأة. كانت الريح تجرف الثلوج خارج البيت، وعويل المدخنة يُسمَع من أسفل، لكنها جعلت النيران فقط تزداد اشتعالاً مع مزيد من الوَهَج. وقالت بابوشكا: - "كم أنا سعيدة بأنني باقية بالداخل". قالت هذا وهي تعقد يديها على لهب النيران المتوهِّج. ولكن فجأة سمعت صوتاً صاخباً عند باب المنزل. فقامت وفتحت الباب، وأضاء ضوء الشمعة في يدها على ثلاثة شيوخ يقفون خارجاً تحت الثلوج. كانت لِحاهُم بيضاء مثل الثلج، طويلة مسترسلة تلامس الأرض. وكانت عيونهم تشعُّ بالرحمة منعكسة من ضوء شمعة بابوشكا؛ واما أذرعهم فكانت تضمُّ كماً هائلاً من الأشياء الثمينة: صناديق مجوهرات، وزيوت حلوة الرائحة، ومعاجين فاتحة العطر. وقالوا لها: - "لقد سافرنا من بلاد بعيدة جداً، يا بابوشكا، وقد توقفنا عندك لنُبشِّركِ بميلاد ملك السلام هذه الليلة في بيت لحم. لقد أتى ليسوس العالم، ويُعلِّم الناس جميعاً أن يكونوا مُحبِّين وصادقين. إننا نحمل له الهدايا، فتعالى معنا يا بابوشكا". لكن بابوشكا نظرت إلى الثلوج الجارفة، ومن داخل غرفتها الدافئة وطقطقة النيرات المتوهِّجة، وقالت لهم: "إن الوقت متأخر بالنسبة لي للذهاب معكم أيها الكرماء". واضافت: "إن الطقس باردٌ جداً". وانطلقت إلى الداخل مرة أخرى وأغلقت الباب، أما الشيوخ فقد أكملوا رحلتهم إلى بيت لحم بدونها. ولكن، إذا جلست بابوشكا أمام النيران تُقلِّبها، بدأت في التفكير في الطفل يسوع الصغير، لأنها ك انت تحب جميع الأطفال. وقالت: "غداً سوف أذهب للبحث عنه". وأضافت: "غداً، عندما يُشرق الضوء، سوف أحمل له بعض اللعب". وعندما كان الصباح، وضعت بابوشكا على نفسها عباءة طويلة، وأخذت عُكَّازها، وملأت سلة بأشياء جميلة يحبها الطفل: كرات من الذهب، وألعاب خشبية، وسلاسل من خيوط العنكبوت الفضية؛ ثم انطلقت للعثور على الطفل يسوع. وصاحت بابوشكا: "ولكن ، أوه، يا بابوشكا، قد نسيت أن تطلبي من الشيوخ الثلاثة اسم الطريق إلى بيت لحم". وها هم الشيوخ قد سافروا منذ الليل وحتى الآن بحيث إنها لا يمكن أن تلحقهم لتسألهم. وبدأت السفر في الطريق صعوداً وهبوطاً، وأسرعت في السير، وعَبَرَت خلال الغابات والحقول والبلدان، سائلة كل مَن تلتقيه: - "أنا ذاهبة للعثور على الطفل يسوع. فأين هو يكمن؟ وإني أحمل له بعض اللعب الجميلة". ولكن لم يتمكن أحد من أن يدلها على الطريق الذي يوصِّلها للطفل يسوع، وقالوا جميعهم: "إنه أبعد ما يكون، يا بابوشكا، أبعد ما يكون". لذلك سافرت لا تلوي على شيء لسنوات وسنوات، لكنها ما عثرت على الطفل يسوع أبداً. ويقولون إن بابوشكا العجوز لا تزال مُسافرة تبحث عنه. وفي كل مرة تحلُّ ليلة عيد الميلاد، وعندما يكون الأطفال قد خلدوا إلى النوم، كانت بابوشكا تأتي بهدوء من خلال الحقول والمدن المغمورة بالجليد، وهي ملفوفة في عباءة طويلة وتحمل سَلَّتها على ذراعها، وتمسك بعكازها، وتُربِّت بلطف على الأبواب وتدخل إلى داخل، وتحمل شمعتها على مقربة من وجوه الأطفال الصغار، وتتساءل: "هل هو هنا؟ هل يسوع الطفل هنا؟". ثم تستدير بعيداً مرة أخرى، وهي تصرخ: "إنه أبعد ما يكون، إنه أبعد ما يكون". ولكنها، وقبل أن تنصرف، كانت تأخذ لعبة من سلَّتها وتضعها بجانب وسادة هدايا عيد الميلاد! وكانت تقول بهدوء: "هذه الهدية من أجله". ثم تسارع على مر السنين وإلى الأبد في البحث عن يسوع الطفل الصغير! +++ + "... إنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّص هو المسيح الرب" (لو 11:2). + "إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم... فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً. وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أُمِّه. فخرّوا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدَّموا له هدايا: ذهباً ولُباناً ومُرّاً" (مت 2:2-11). مجلة مرقس - ديسمبر 2013 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيدة بابوشكا |
أنا لست أسطورة |
أسطورة حقيقية |
سلامات..يا أسطورة |
أسطورة يكتب عن أسطورة |