|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الميــــــــــــلاد لم انسى تفاصيل ذلك اليوم العجيب الرائع .... كنت ومازلت شارد الذهن ... افكر ... اشعر بتغير كبير فى حياتى ، واصبحت مسالم اكثر من ذى قبل حتى ان هذا قد اثار ريبة سيدى ... وكان بين الحين والاخر ينظر الى يحاول ان يكشف ما بداخلى ... امى ايضاً كانت قلقه بشده .... وذات يوم كنت كالعاده اجلس بمفردى .. ونظرىمتجه نحو السماء ... حقيقتاً كنت انتظره ، ولمحت بطرف عينى امى تقبل نحوى وهى مبتسمه وقلقه فى نفس الوقت .. لعقت وجهى تداعبنى ... أُدرك اننى قد اثرت قلقها بشده .. نظرت اليها بلا تركيز ، فضمتنى الى حضنها وشعرت بجسدها كله يهتز .. كانت تخشى ان يكون قد اصابنى مكروه ما .. سألتنى فى حيره : حبيبى ماذا بك ؟ نظرت اليها بعيون دامعه حزينه واجبت : امى ....... هل سيعود مره اخرى ؟ ضمتنى اكثر اليها وقبّلت جبهتى العريضه المنفرة الشعر وهمست : حبيبى .... طالما تنتظره ..... حتما سيعود ولكن ... صمتت قليلا فنظرت اليها استحثها على المواصله فأكملت بأنفعال ودموعه اتنساب بغزاره : فقط اشعر بالقلق عليك ابتسمت محاولا طمئنتها وقلت لها : لا تخشى شيئا يا امى ... اننى بخير ضمتنى اكثر واكثر وكأنها تحاول اقناع نفسها بذلك ، ثم اعتدلت فجأه وقالت لى فى حماس عجيب وهى تمسح دموعها : سأقص عليك قصه مشابهه تقريبا لما رأيناه التفت اليها بكل جسدى فى سعاده وحماس .. كنت اريد التحدث عن هذا المعلم كل ايام حياتى ... لن أمل ابدا - ها يا امى ... كلى اذان صاغية وبدأت امى تروى ... حدث هذا مع جدك ... كانت ليلة حالكة الظلام ،وبالرغم من شدة سوادها الا انها ايضاً كانت تحوى سلام غير عادى وكان الطقس دافئا على غير المعتاد ... وكان يقيم مع جدك عدد من الابقار والاغنام .. اذا انه لم يكن قد تزوج بعد ... كان اسطبل كبير يمتلكه رجل غليظ القلب .. وكان الجميع فى تلك الليله سعداء بمناخها الجميل الدافىء .... الكل يطلق النكات .. ويضحك ويمرح ... حتى ان عددا من الابقار المحيطه قد جاءوا للتسامر معهم عند سماعهم لصوت ضحكاتهم التى كانت تشق سكون الليله ... حقاً كانوا سعداء ... لا يدروا لماذا بالتحديد .. ولكن كما اخبرنى جدك وقتها انهم شعروا جميعا بهذا الشعور ... وقد ظن احد الموجودين ان السبب هو ذلك النجم الغريب الذى يتوهج فى كبد السماء بلون ذهبى رائع ... كان ضوءه يبعث على الهدوء والاسترخاء ... والطمأنينه ... ويقول جدك انه اراد ان يتأمل هذاالنجم الذهبى الرائع ، فتسلل من بينهم فى هدوء وخرج خارج الاسطبل وجلس على صخره مرتفعه قليلا واخذ يتأمل بريق النجم .. كان يشعر ان وجوده فى هذه الليله بالتحديد ليس وليد الصدفه .. هناك امرا ما حدث .. او سيحدث ... ولذا كان ينتظر شيئا مجهول ... ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن ، فمن بعيد رأى صاحب الاسطبل قادم نحوه وبصحبته بعض الاشخاص لم يتبين ملامحهم فى البدايه لشدة الظلام المحيط بالمكان .. فأسرع الى الداخل ليحذر اصدقائه وجيرانه بالامر ويطلب منهم الهدوء ... وقد كان .. وساد الصمت .. ودلف صاحب الاسطبل الى الداخل .. ومن معه ... وارتفعت شهقات الذهول .. والانبهار ... كانت شابه فى مقتبل العمر ... رائعة الجمال ... تحمل ابتسامه أخاذه ... وسلام ملائكى عجيب .. وخلفها كان شيخ طاعن فى السن .. علا الشيب فوديه .. وقور .. تشع الحكمه من عينيه ... وتحدث اليهم صاحب الاسطبل : هنا يمكنك ان تضعى مولودك يالك من قاس القلب .... هكذا قال جدك وقتها عن صاحب الاسطبل ... الايوجد مكان افضل من ذلك لتلك الشابه الرائعه الجميله حتى تضع مولودها .... اننا معشرالحيوانات قد اعتدنا العيش فى هذه الاماكن .. هذا هو عالمنا .. اما البشر ... فليس من اللائق مكوثهم معنا ... وخصوصا اذا كانوا مثل هذه الفتاه الرائعه وذلك الشيخ الوقور ... لم يكن فى استطاعت جدك الاعتراض .. او اى من بقية الحيوانات الموجوده معه ... او حتى الفتاه والشيخ ، ويبدوا انهم لم يجدوا غير ذلك المكان فى المدينه المزدحمه وخصوصا فى ذلك اليوم ... وتم كل شىء بسرعه وسهوله .. ولم يكن فى الاسطبل سوى الفتاه والشيخ وجدك وباقى الحيوانات .... ووضعت الفتاه مولودها ........................................... صمتت امى .... فتطلعت اليها متسائلاً ، ورأيت بريق أخاذ فى عينيها وابتسامه حالمه .. ونظرها شارد فى عالم آخر ، ثم التفتت الىّ فى حنان و قالت : لقد وصف لى جدك الطفل على قدر الامكان .... صمتت قليلا واكملت : ولكنه كان دائماً يقسم لى ان هذا الوصف لا يعدو عن كونه نقطه فى بحر من الواقع الذى رآه بعينيه .... كان جماله ساحراً ... منظره يجبرك على السجود امامه وليس تقبيله ... حقاً يا بنى الحبيب ، هكذا قال لى جدك ... وهكذا فعل ... والجميع كذلك ... حتى الشيخ الوقور وجدوه ينحنى فى خشوع ويقبل اطراف اصابع الطفل .. حتى امه الفتاه الرقيقه الجميله كان الموجودين فى الاسطبل يشعروا بخشوع قلبها من الداخل ... كان يوماً غير عادى على الاطلاق .. الجميع مأخوذين بالطفل المولود ... نظرات الاعجاب ... والخشوع ... والرهبه ... تطل من اعين الجميع ... الجميع بلا استثناء ... وقمطته والدته ووضعته فى مزود ... والتف الجميع حوله ... وبعد بضعة دقائق دخل الى المكان ثلاث رجال يحملون معهم هدايا ، ويبدوا من ثيابهم ولكنتهم انهم من اهل الشرق ... ووسط إنبهار جدك واصدقائه سجدالرجال الثلاثه للطفل .......... وبعدها قدموا هداياهم وانصرفوا وهنا نظرت امى الى وابتسمت عندما رأت الذهول يطل من عينيّ .........واحتضنتنى فى حنان جارف وطبعت قبله رقيقه على شفتى وهى تهمس لى : هل اعجبتك القصه ؟ قلت لها فى فرح : انها حقيقه يا امى ...... اليس كذلك ؟ هزت رأسها فى قوه وهى تجيب : بالطبع يا بنى ... جدك لا يكذب ابداً ...... فسألتها فى حيره : ترى من يكون هذا الطفل ؟ نهضت امى من جلستها وتحركت الى طرف الحظيره واتجهت بنظرها نحو السماء وغمغمت : لست ادرى يا بنى حقيقتاً ... ولكنى اشعر ايضاً ان هذا الطفل من السماء .. نهضت بدورى خلفها والابتسامه تعلوا شفتيى وطبعت قبله طويله على ثغرها فضمتنى اليها فى حنان وحب وقولت لها : هل تعلمى يا امى ...... هزت رأسها تشجعنى على الاستطراد .... لم أكن ادرى ماذا اقول لها فربما تستخف بحديثى .. ولكنى قررت ان ابوح لها بما اشعر به فأكملت : اشعر ان هذا الطفل ........ هو المعلم الذى كنا نحمله منذ بضعة ايام اتسعت ابتسامتها واحتوتنى فى حضنها الدافىء ... ولم تنطق ببنت شفه كانت تشعر بما اشعر به ايضا لذا ... كنا معا ... نتطلع الى السماء فى انتظار الطفل ...... المُعلم |
06 - 12 - 2013, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الميــــــــــــلاد
موضوع رائع والصورة جميلة جدا شكرا مارى |
||||
07 - 12 - 2013, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الميــــــــــــلاد
شكرا على المرور |
||||