إنَّ كل نظرة تتجاهل دور العاطفة في حياتنا، هى في الحقيقة نظرة ضيقة وسطحية، فالعاطفة هى التي تجمع البشر في وحدة منسجمة، ولولاها لتحوَّلوا إلى صخور بشرية لا قلب لها.
وتؤثّر العاطفة في مواقف كثيرة أكثر مما يؤثر العقل، والدليل على ذلك: إنَّ كثيرين في لحظات انفعالية قتلوا أولادهم بل قتلوا أنفسهم، فأين كان عقلهم؟! كان خاضعاً لسلطان العاطفة!!
وبسبب الحُب يهرب كثيرون وكثيرات معاً، ويرتبطون بزيجات فاشلة، ولو أنَّهم حكَّموا عقولهم، ما وصلوا إلى هذه المذلة!!
لكن دراسة العاطفة ليس بالأمر السهل، لأنَّ وسائل التربية الكلاسيكية، جعلتنا نتعامل مع العاطفة لا بالحوار أو البحث.. بل بالهروب!
فقد علَّمونا أن نتحاشى كل التعبيرات العاطفية السامية، وذلك لكي لا يُساء فهمنا! وهكذا دفعونا إلى الشعور بأننا مذنبون إذا عبّرنا عن عواطفنا!وقد كان الأفضل أن يُعلّمونا كيف نفهم عواطفنا؟ وكيف نوجهها؟ فهذا يجعلنا أُمناء وحريصين في علاقتنا مع الآخرين، بدل من أن نحيا في وساوس لا حصر لها!
أخيراً أقدّم شكري لله، ولكل من انتفعت بكتاباتهم وأقوالهم، بصلوات والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، وجميع مصاف الشهداء والقديسين.. ولإلهنا المجد الدائم، منذ الأزل وإلى الأبد، آمين .
كاراس المُحرَّقيّ