القديس انطونيوس الكبير(أبو الرهبان)
وُلد في بلدة رقمن(كوم العروس) في صعيد مصر حوالي سنة 251 م من أسرة مسيحية تقية ووالدين فاضلين. نشأ أمياً، لكنه تلذذ بسماع كلمات الانجيل المقدس وقد تعمد في العشرين من عمره.
توفي والداه تاركين له أموالاً كثيرة وأختاً صغيرة. وبينما هو يُصلي في الكنيسة سمع الكاهن يقول خلال تلاوة النص الانجيلي: إن أردت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني(متى 19: 21).
فوزع أمواله على الفقراء، وأودع أخته في بيت للعذارى التقيات واعتزل في البرية.
هرب من اهتمامات ومشتهيات العالم ولكن ليس من حب إخوته، لذلك كان يزور الاسكندرية وقت اضطهاد المسيحيين من ماكسيميان داجا سنة 316 م. وكان يقضي وقته في خدمة المظلومين والمعذبين والمتألمين في السجون.
كما زار الاسكندرية ليدعم البابا أثناسيوس الرسولي لمحاربة بدعة آريوس عام 352 م . ولكنه بسرعة عاد إلى الصحراء . أسس الرهبانية نصف النسكية (انفراد كل راهب في صومعته). وكان من تلاميذه المعروفين الراهب سيرابيون.
ولما شعر القديس أنطونيوس بقرب نياحته، طلب من أولاده(الرهبان) أن يخفوا جسده، وأن يعطوا عكازه للقديس مقاريوس، والفروة إلى القديس أثناسيوس، ثم أسلم الروح، في 17 كانون الثاني 356 م تاركاً حوالي مئة ألف راهب.