معك لا أريد شيئاً
يحكى أن ملكاً عظيماً كان يحب أن يتحدث مع شعبه متخفياً، وقد اتخذ ذات مرة صورة رجل فقير وارتدى ثياباً بالية جداً وتجول في زقاق قديم حتى وصل إلى حجرة قديمة قرع على بابها فوجد رجلاً كناساً يجلس بين الأتربة فجلس بجواره يبادله أطراف الحديث.
واستمرت زيارات الملك للفقير الذي تعلق به، وأطلعه على كل أسراره. بعد مدة قرر الملك أن يعلن عن حقيقته فقال لصديقه: أنا لست فقيراً مثلك بل أنا هو الملك.
ذهل الفقير لكنه بقي صامتاً، فتابع الملك: تستطيع الآن أن تكون غنياً وأن تطلب مني ما تريد فأنا الملك. أجابه الرجل: سيدي لقد تركت قصرك وجلست معي في القذارة لكي تشاركني همومي وأحزاني. لقد قدمت سيدي للكثيرين عطايا ثمينة، أما أنا فقد وهبت لي ذاتك. وطلبتي الوحيدة ألا تحرمني من هذه الهبة، وهي أن تظل دوماً صديقي الذي أحبه ويحبني.
إخوتي: ما فعله هذا الملك صورة مصغرة عما فعله ملك الملوك يسوع مع كل واحد منا. فهل تقول له مع المرنم: معك لا أريد شيئاً(مز73).