خذ ابني

[Mary Naeem]

خذ ابني

كان هناك رَجل غنيّ وابنه يحبّان تجميع الأعمـال الفنّيَّة النادرة. وكـانا يحبّان الجلوس معاً لتأمّل هذه الأعمال الرائعة. وحين اندلعت حرب فيتنام، ذهب الابن إلى الحرب. ومات في المعركة وهو ينقذ جنديّاً آخَر. وعَلِم الأب بالأمر فحزن حزناً شديداً على ابنه الوحيد.

وبعد شهر، قُرِعَ الباب. ووقف عنده شابّ، وهو يحمل علبةً كبيرةً بيده وقال:" سيّدي، أنا هو الجندي الذي ضحّى ابنك بحياته من أجله. كان يحملني إلى مكانٍ آمن حين أصابته رصاصة في قلبه فسقط قتيلاً. كان يتحدّث كثيراً عنك وعن حُبّك للفنّ". وقدّم الشابّ العلبة وقـال: أعـلم أنّها ليست ثمينة. فأنـا لستُ فنّاناً محترفاً.

فتح الأب العلبة فوجد فيها صورة لابنه وقد رسمها الشابّ، وحدّق فيها ودمعت عيناه. وشكر الشابّ وعرض عليه مالاً ثمناً للصورة، فأجاب الشابّ: لا يا سيّدي، أنا لن أستطيع أبداً أن أعوّض ما فعله ابنك لي. ووضع الأب الصورة في إطار وعلّقها، وكلّما أتاه زائر اقتاده ليرى صورة ابنه. ومات الرَجل، فأقيم مزاد على لوحاته وتجمّع كبار القوم يتشوّقون إلى رؤية اللوحات الرائعة لاقتناء واحدةٍ منها. ووُضِعَت صورة الابن على المصطبة، وأعلن مدير المزاد: سنبدأ مع هذه الصورة للابن. مَن يزيد على هذه الصورة؟ فساد الصالة صمت، وارتفع صوت أحدهم: نريد أن نرى اللوحات المشهورة. ألغِ هذه اللوحة! لكنّ مدير المزاد ألحّ: هل هناك مَن يفتتح المزاد؟ 100-200 دولار؟ وارتفع صوت آخَر غاضباً: لقد أتينا لنرى بيكاسو. أعطنا ما يستحقّ المزاودة فعلاً. لكنّ مدير المزاد ألحّ: "الابن، مَن يريد أخذ الابن، وفي آخِر الأمر، أتى صوت من آخِر الصالة، كان صوت الجنّان ومعه ابنه. سأدفع عشرة دولارات لهذه اللوحة. يا للمسكين! هذا كلّ ما يستطيع أن يدفعه.

فقال مدير المزاد: 10 دولارات، مَن يزيد. فصاح صوت: أعطه إيّاها بعشرة دولارات، وأرنا الأعمال الرائعة فهم لا يريدون صورة الابن. إنّهم يريدون إغناء مجموعاتهم الفنّيَّة، ورفع مدير المزاد المطرقة: واحد، اثنان، بيعت بعشرة دولارات. وصاح رَجل يجلس في الصفّ الثاني: الآن، أرنا التحف الثمينة. فأنزل مدير المزاد مطرقته وقال: أنا آسف. لقد انتهى المزاد لأني حين دُعيتُ لإدارة المزاد، اطّلعتُ على شرط سرّيّ يقول: لا يمكن المزايدة إلاّ على لوحة الابن. إنّ مَن يشتريها يرث كلّ ثروة المتوفّى بما فيها اللوحات. فمَن يأخذ الابن، يأخذ كلّ شيء.

إخوتي: نحن أيضاً قد أرسل الله ابنه الوحيد يسوع المسيح لأجلنا. "من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يو5: 12).