![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى نخرج من المشغوليات ، ونعطى وقتا لله؟! متى يستريح اللسان من الكلام ؟ ومتى تستريح القدمان من الجرى، واليدان من الشغل ويتفرغ الإنسان إلى الله ، ويهدأ ويجد وقتا لروحه..؟ متى يعتبر الوقت الذي يقضيه مع الرب ربحا له، ومتعة لنفسه، وليس اقتطاعا من أمور العالم التي يحبها. إن الله إنقاذا للناس من مشغولياتهم، قال لهم: إننى أريد أن أريحكم. ولكنكم لا تريدون أن تريحوا أنفسكم، لأنكم دائما في مشغولية. ماذا أفعل إذن من أجلكم؟ أعطيكم يوما في الأسبوع ، تتحررون فيه من مشغولياتكم. يكون يوما مقدسا لي (عملا من الأعمال لا تعملون فيه) (لا 30:23) إنه يوم لأرواحكم. حتى إن غفوتم طوال الأسبوع، تستيقظون فيه. ولكن هل استجاب الناس لبركة يوم الرب؟! إنهم ما زالوا مشغولين في يوم الرب أيضا. الأعمال الخاصة التي لم يستطيعوا أن ينجزوها في أيام العمل الرسمى، يعملونها في يوم الرب. وإن إستطاعوا أن يتفرغوا، يقضون هذا اليوم في ملاهيهم ومتعهم. وبدلا من يسموه اليوم المقدس holiday يسمونه week-end أي نهاية الأسبوع وقد تكون مشغولياته وعثراته أكثر من أيام الأسبوع. وتستمر الكرة تتدحرج فيه، ولا يكون مجال للروح! الله يريد أن يقضى وقتا معنا ، ونحن لا نريد! كٍإنسان خطب فتاه. وكلما يزورها لكي يقضى معها وقتا، من فرط محبته لها، يجدها مشغولة في ترتيب أمور البيت، في الكنس والمسح، وغسل الملابس وكيها، وأمور الطهى والتنظيف ويحاول جاهدا أن يقنع خطيبته بأن تجد وقتا تجلس معه، ولا فائدة، أنها مشغولة باستمرار ! هل تظنون مثل هذه الخطيبة تستحق عريسها الذي يحبها؟ أليس من الحكمة أن تغير أسلوبها؟ ماذا يفعل هذا الخطيب، إن كان في كل مرة يأتي إلى خطيبته، يجدها مشغولة عنه لا تلتفت إليه. عجيب أن الله يريدنا، ونحن لا نريده، عجيب أن ننشغل عن أخلص حبيب. يكلمنا، ونحن لا نجيب. يدعونا إليه، فلا نستجيب عجيب هذا حقا عجيب.. شاب يسأل: أنا مشغول في دورسى، فهل أترك الخدمة؟!.. كيف تترك الخدمة يا إبنى أليس هناك يوم في الأسبوع هو يوم الرب، تخدم فيه؟ أنت لا تملك هذا اليوم، حتى تشغله بالدورس أو غيرها. إنه ملك للرب. سمح الله أن كل دول الإدارات والمصالح والمؤسسات، تمنح العاملين فيها يوم عطلة في الأسبوع. إنه يوم الرب. لا يجوز أن ننشغل فيه بغير الرب. وإلا كانت هذه المشغولية تحمل أعترافا ضمنيا، بأن الله ليست له أهمية في قلبك وفي تقييمك لمشغولياتك! وعجيب أننا ننشغل عن الرب ، ونلوم المنشغلين به! مثال مرثا أخت مريم، إنشغلت عن السيد المسيح بأعمال البيت وأمور الضيافة. ولم تكتف بهذا إنما بكل تأثر وجهت لومها إلى مريم، لأنها جلست عند قدمى الرب تستمع إليه! وكأنها تقول عن أختها. لماذا تجلس في هدوء؟ لا تنشغل مثلى ومعى؟ هل جلوسها مع الرب أهم من عملها معى. لذلك وبخها السيد المسيح على مشغوليتها هذه، وقال لها: أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، والحاجة إلى واحد (لو10:40، 41). وأصبحت مرثا مثالا للمشغولية التي تعطل عن الجلوس مع الرب ومثال هذا أيضا الذين تجرفهم أمور العالم، حتى ما يجدون وقتا للصلاة. فإن وجدوا راهبا متوحدا قد تفرغ للجلوس مع الرب، في صلاه وتأمل، يصيحون قائلين: فلينزل ليخدم معنا! ويتهمون الرهبان بحياة الكسل، وعدم الأهتمام بالكنيسة، وعدم المبالاة بخلاص الأنفس المحتاجة!! إنهم لا يجدون وقتا للصلاة، ويلومون الذين يصلون. ويصيحون فيهم كما صاح فرعون في الشعب الذي أراد أن يخرج ليعبد الله (متكاسلون أنتم متكاسلون، لذلك تقولون نذهب ونذبح للرب) (خر 17:5) المشغولية عن الرب زحفت، حتى دخلت مجال الخدمة أيضا! فترى مثلا خادما كبيرا، مسئولا عن فرع هام من فروع الخدمة، ومع ذلك لا يجد وقتا للصلاة والتأمل والجلوس مع الله. فتلومه على ذلك. ولكنه يصيح:العلك لا تعرف مدى المسئولية الملقاه على، ومدى المشغولية التي أنا فيها: أمامى كراسات التحضير، وفصول أعداد الخدام والمكتبة، والنادى، والصور، ووسائل الإيضاح، وتنظيم الأنشطة المتعددة والإفتقاد، واجتماع الشبان، ومشكلة المتكلمين.. من أين أجد وقتا للصلاة؟! اعذرنى وبهذا تجف روح الخادم، بينما يظن أنه في عمق الخدمة! وتصبح الخدمة لونا من النشاط ، خالية من الروح، كل تنظيماتها تدخل في حدود الأوامر والنواهى. وتصبح الكلمات التي تلقى عن الصلاة والتأمل والعمل الروحى، مجرد كلمات من الكتب ، بلا خبرة روحية، وبلا ممارسة، وبدون تذوق لله نفسه. وقد ينطوى تحت هذا المثال أيضا كثير من العاملين بنشاط كبير في المجال الدينى! حتى أن الله يبحث عمن بقى له إن كان الكل، داخل بيته وخارجه، منشغلين عنه؟! هنا و أتذكر بعض أبيات شعرية، قلتها في هذا المجال: دخلت البيت لا مرثا بساحته ولا مريم فمن للرب في البيت وكيف إذا أتى يخدم؟ ومن يهفو لمقدمه ومن يجرى ومن يبسم؟ ومن يرنو لطلعته ومن يصغى ومن يفهم؟ ومن بكلامه يشدو طوال الليل أو يحلم؟ إنها حقا مأساة، أن العالم كله منشغل عن الله... حتى بعض الذين كرسوا أنفسهم له!.. بالكاد يجاهد الناس لكي يحصلوا على وقت يقضونه معه! وأي وقت؟! وقت تتنازعه أفكار العالم واهتماماته. لذلك جميلة جدا هى صلاة نصف الليل، التي يصليها الآباء الرهبان في الأديرة، لو أمكن أن يصليها أحباء الله في المدينة.. يرفع الإنسان يديه إلى السماء، ويقول للرب: هوذا الكل نائم ، والجو ساكن، يمكننى يا رب أن أنفرد بك، في هدوء هذا الليل، وبدون عائق من أحد ، قبل أن يصحو الناس، وتعود الضوضاء إلى المدينة، ويعود الصياح والضجيج. أنا هنا أخلو بك، وأفتح لك قلبى.. كما قال المزمور (فى الليالى إرفعوا أيديكم أيها القديسون، وباركوا الرب) حسن أن يفعل أحد هكذا، ولكن في الواقع نادرا ما نجد.. تسأل زميلا لك (هل تصلى صلاة باكر؟ ) فيقول لك: ما أن استيقظ حتى أستعد بسرعة للذهاب إلى العمل، قبل زحمة المواصلات.. ! وتسأله عن صلاة النوم، فيقول لك أرجع إلي بيتى متأخرا، متعب الجسد جدا ألقى بجسمى على فراشى لأنام! والله؟ هل هو في آخر القائمة بالنسبة إلى أهتماماتك؟ لاشك أن الموضوع يحتاج إلى تنظيم الوقت، وتوفير الوقت. حاول أن تصحو مبكرا بعض الشئ، ولو نصف ساعة، لكي تبدأ اليوم بالصلاة وقراءة الكتاب ولا مانع من أن تنام مبكرا أيضا. وتحتاج أيضا أن توفر وقتا من المشغوليات التي يمكن الاستغناء عنها أو عن بعضها خلال النهار.. يمكن تقليل بعض الوقت الذي تعطيه للجرائد والمجلات والإذاعة مع ما تغرسه فيك كل هذه من أفكار، أو ما يتبعها من أحاديث.. يمكن أن تختصر بعض اللقاءات والزيارات، وتلغى المقابلات والجلسات غير البناءة. وتعيد النظر في الوقت الذي تعطيه للترفيهات والمسليات. و لا شك أنك ستستطيع أن تجد وقتا لروحياتك. المهم أن تقتنع بأهمية العمل الروحى. وحينئذ ستجد وقتا. انزع نفسك من الكلام الكثير مع الناس، لكي تتكلم ولو قليلا مع الله.. الذي ينتظرك. إن أية مشكلة طارئة مفاجئة تقابلك، لابد ستفرغ لها وقتا للتصرف فيها، مع أنك ما كنت تعمل لها حسابا ، وما كانت تخطر على بالك، ذلك لشعورك بأهمية الأمر. كذلك إن شعرت بأهمية خلاص نفسك، وأهمية علاقتك بالله لابد ستنظم وقتك، لكي تحتفظ بالتوازن بين عملك في العالم وعمل الروح. وهذا التوازن لازم جدا، حتى لا يطغى العالم على رو حياتك. نظم وقتك ومشغولياتك، حتى لا تسحبك الدوامة بعيدا.. ولا تعتذر بالمشغوليات، فإن داود النبى، على الرغم من كل مشغولياته كملك وقائد وقاض كان يقول (سبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك). وكان يقضى الليل مع الله (مز118). لم يعتذر داود بالمشغوليات، بل على الرغم من كثرتها، أستطاع أن يجد وقتا طويلا ودسما للمزمار وللقيثار وللتسبيح والترتيل . ويشوع بن نون خليفة موسى، على الرغم من مسئولياته الكاملة عن الشعب بأسره، قال له الله (لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج النهار والليل) (يش 8:1). فهل أنت في مثل مشغولية داود الملك ويشوع القائد اللذين وجدوا وقتا لله..؟! تحدثنا عن المشغوليات التي تسحب الناس بعيدا عن الله، فهل يوجد غيرها مثلها؟ نعم توجد: العاطفة المسيطرة. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() موضوع مميز ميرسى كتير على الموضوع الجميل |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسي على الموضوع الجميل والمميز
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() موضوع جميل ومُهم جدااا لنمو حياتنا الروحية وغذائها ربنا يباركك ويعوضك استاذ جوزيف |
||||
![]() |
![]() |
|