مصر لـ«سفير أردوغان»: برّه..

[Mary Naeem]

مصر لـ«سفير أردوغان»: برّه..


فى خطوة مباغتة وصادمة للجانب التركى وصفعة لرئيس حكومتها رجب طيب أردوغان، طردت مصر السفير التركى، أمس، وقررت خفض مستوى التمثيل الدبلوماسى بين البلدين إلى درجة «قائم بالأعمال».
وقال مصدر مسئول بالخارجية المصرية إن القرار جاء رداً على تصريحات رئيس الوزراء التركى، قبل زيارته روسيا الخميس الماضى، وقوله: «أحيى سلوك مرسى فى المحكمة فأنا أحترمه، لكن ليس لدىّ احترام لمن وضعوه فيها»، ورداً على استضافة إسطنبول اجتماع التنظيم الدولى للإخوان، الذى دعا لتشكيل ائتلاف دولى لملاحقة ما سماه «الانتهاكات الحقوقية» بعد «30 يونيو».
وأضاف المصدر لـ«الوطن» أن تصريحات «أردوغان» جعلت صبرنا على الممارسات التركية الاستفزازية المهينة للشعب المصرى ينفد. وأشار إلى أن إجراء خفض التمثيل الدبلوماسى فرصة جديدة أمام القيادات التركية لمراجعة سياستها تجاه مصر.
وفى أول رد فعل تركى، رفع «أردوغان» يده ملوحاً بإشارة «رابعة» أمام حشد فى مدينة «طرابزون»، وقال: سنكون أصدقاء لأولئك الذين يريدوننا أصدقاء، وسنفتح لهم أبوابنا، الخلافات من الممكن حلها فى وقت لاحق. وقال الرئيس التركى عبدالله جول، إن «مصر فى فترة استثنائية، ولن أعلق كثيراً على إبعاد السفير، لأنه أمر مؤقت». مضيفاً: مصر وتركيا كمثل فلقتى تفاحة فى البحر المتوسط، وكانتا أُمتين عظيمتين على مر التاريخ، وآمل أن تتحسن الأمور. وردت أنقرة على طرد سفيرها حسين بوستالى، باعتبار السفير المصرى شخصاً غير مرغوب فيه، على الرغم من وجوده فى القاهرة منذ 15 أغسطس الماضى، بعد سحبه فى أول خطوة احتجاجية.
وقال مصدر مسئول بوزارة المالية إن اتصالاً جرى مع البنك المركزى لبحث تداعيات طرد السفير على الوديعة التركية، البالغة مليار دولار، والمستحقة الدفع فى أكتوبر 2017، مؤكداً أن مصر مستعدة لرد الوديعة فى أى وقت، حال طلب الجانب التركى ذلك، معلقاً: «لن تؤثر على الوضع المالى أو الاحتياطات النقدية المستقرة».
وتوقعت الدكتورة نورهان الشيخ، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى، وقالت إن القرار سيكون رادعاً لأى دولة، وخاصة قطر، عن التدخل فى الشأن المصرى، ودعم «الجماعة المحظورة».
وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن الوزير أحمد داود أوغلو سيصل قطر اليوم، فى زيارة مفاجئة، للتباحث مع كبار المسئولين، وفى مقدمتهم أمير قطر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.