رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انفراد ..ننشر مذكرات "السيسي عن ليلة الإطاحة بـ"مرسي" من حكم مصر ساعة الصفر هى اصعب اللحظات على متخذ القرار خاصة اذا كان هذا القرار نابع من ضمير وطنى ويتحدد من خلاله مستقبل الامن القومى لمصر ..وعندما وصلت جماعة الاخوان المسلمين الى سدة الحكم فى اسقطت من قواميسها كل هذه المفاهيم وارتمت فى احضان الولايات المتحدة الامريكية وكان لديها الاستعداد للتحالف ولو مع الشيطان مقابل الاستمرار فى السلطة الى الابد . وبعد عام واحد فقط من وصول الجماعة فراد الى حكم مصر كان السقوط مروعا لانها لم تتفهم طبيعة هذه الدولة وتخيلت انها تستطيع تحطيم الخطوط الحمراء ..ولم تستطع قراءة ما بين السطور فسبحت فى بحور الالغام دون الشعور انها مقبلة على الانتحار . وفى هذا العام كانت هناك العديد من الاسرار سنزيح عنها الستار لاول مرة فى هذا الملف دفعت الجنرال الى الزئير ولان الاسد لايأكل اولاده كما قال الفريق اول عبد الفتاح السيسى فقد احتضن الجيش شعبه وانحاز اليه كعادته وطوال هذا العام العاجف من حكم الاخوان فقد كانت المؤسسة العسكرية امينة على الوطن ومقدراته ومتابعة لمحاولات قيادات الجماعة باختراق الامن القومى المصرى الا ان جميع هذه المحاولات تم التصدى لها واحباطها . تخيلت الجماعة ان السيسى ورجاله قد اعطوا ظهورهم للشعب المصرى وتركوا الوطن للاخوان وان الرجل لا يلتفت الا لعمليات التدريب بالقوات المسلحة ولكن فى الكواليس كانت هناك تفاصيل اخرى ..فلم تغب عيون الجنرال ولو للحظة عن مصالح الوطن كما ان غرف عمليات القوات المسلحة واجهزة الدولة السيادية كانت تتابع عن قرب تحركات الرئيس المعزول والعلاقة مع الامريكان والمخططات الجديدة التى تحاك للشرق الاوسط على الهوى الامريكى . الملف الاول الذى كسر حاجز الثقة بين الدولة والاخوان هو ما قام به الرئيس المعزول فى بداية الشهور الاولى لحكمه عندما قاد مفاوضات التصالح بين اسرائيل وحماس بعد اطلاق الاخيرة صواريخ متطورة على تل ابيب والقصة المعروفة فى هذا الاطار ان مرسى قاد هذه الاتفاقات من خلف ظهر كل الاجهزة السيادية فى مصر اما الجزء الخفى فهو ماذا تم فى هذا الاتفاق علما بان الصواريخ التى اطلقتها حماس واثارت الرعب فى اسرائيل ايرانية الصنع وان اطقم من المهندسين العسكريين السوريين قاموا بعمليات فنية لتركيب وتسهيل اطلاق هذه الصواريخ ثم ذهب المعزول مرسى لينزع فتيل كل ذلك لحماية اسرائيل ارضاء للولايات المتحدة الامريكية وهى الواقعة الاولى التى يتولى فيها اى رئيس مصرى توقيع اى اتفاق دولى دون الرجوع الى اجهزة الدولة السيادية وتدارس هذا الامر معهم . القشة الاخيرة التى قصمت ظهر البعير تتعلق بهذا الاتفاق المشبوه الذى ضمن لاسرائيل امنها حتى الان ظهر بعدها بشهور عندما خرج علينا الرئيس العزول فى احد خطاباته معلنا الحرب على سوريا الشقيقة وتناسى الرجل اننا جميعا كشعب ضد المجازر التى يقوم بها بشار الاسد ولكن فى نفس الوقت فنحن ضد ضرب سوريا من اى جهة اجنبية فكيف نعلن الحرب عليها. كانت هذه اللحظات حرجة بعد هذا الخطاب خاصة داخل الغرف المغلقة وعندما توجه الفريق اول عبد الفتاح السيسى لمراجعة مرسى فى هذا الامر كانت هناك طامة كبرى فى انتظاره وقنبلة جهزها الاخوان للانفجار فى وجه الجميع وما ان اخبر السيسى مرسى بان الجيش المصرى لن يشارك فى اى عمل عسكرى فى سوريا الا وفوجىء برد جاهز بانه لم يطلب من الجيش المصرى الذهاب للحرب فى سوريا ولكنه يريد من وحداتت الجيش المصرى تجهيز معسكرات تدريب للجيش الحر من المتطوعين فى سيناء فقط . نزلت هذه المفاجأة كالصاعقة على الجنرال وادرك الرجل ان جميع الابواب موصدة وان ساعة الصفر قد اقتربت لان الجماعة لا تتعامل بمنطق الدولة ولكن بمنطق العصابات المسلحة لذلك فان النهاية باتت وشيكة . ورغم كل هذه الكوارث التى صنعها الاخوان وتم تنفيذها بواسطة الرئيس المعزول الا ان محاولات التقويم كانت مستمرة وتوجيه النصح لمرسى ورفاقه لم ينقطع لكن كل هذه المحاولات وجهت باذان صماء . وكانت الجماعة مطمئنة للغاية بان الجيش لن يتحرك وان عبد الفتاح السيسى هو رجلهم وان كل جهوده تقتصر فقط على اعداد دراسات تقدير موقف وتسليمها للرئيس ولا ينفذ منها شيئا كما انه مشغول بتدريبات اختراق الضاحية التى يمارسها مع قوات الصاعقة بنفسه لرفع الروح المعنوية لدى الجيش المصرى الذى تجرع مرارة هتاف يسقط يسقط حكم العسكر الذى هو فى الاساس من صنيعة الاخوان وليس الشعب الذى يلتحم دوما مع قواته المسلحة . وبهذه الحجج نصح احد قادة الاخوان الرئيس المعزول واكد له انه لاداعى للقلق لان الجيش لن يتدخل وان جحافل الجماعة ستتصدى لاى مظاهرات وانه _ اى مرسى _ ليس مثل مبارك لان وراءه فصيل كبير ذو جذور تاريخية تضمن له الحماية . وتناسى هذا الناصح غير الامين ان زئير الجنرال سيطيح بالتاكيد بالف جماعة من امثالهم كما تناسى انه ليس امام عبد الفتاح السيسى المقاتل فقط ولكنه امام شخصية تدربت وتعلمت ودرست السياسة ومارستها وان عمله فى المخابرات الحربية اتاح له الفرصة للاحتكاك بكل قطاعات الدولة بخلاف الجماعة التى عملت فى كهوف الظلام لسنوات طويلة . فسجل الفريق أول "عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي" حافل ومشرف وطويل حيث ، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية 1977م، كما حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987م، ومن كلية القادة والأركان البريطانية 1992م، بالإضافة إلى زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا 2003م، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية 2006م، هو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت. تدرج "عبد الفتاح السيسي" في عدد من المناصب العسكرية حيث عمل في سلاح المشاة، وتولي جميع الوظائف القيادية فكان رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي، وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكي، كما رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية. كما تولى "السيسي" منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى أصدر الرئيس المعزول "محمد مرسي" في 12 أغسطس 2012م قرارًا بترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي. كما يعلم الجميع ان القائد العام للقوات المسلحة المصرية نال خلال مشواره العسكري العديد من الميداليات والأنواط حيث حصل على ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998م، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية 2005م، ونوط الخدمة الممتازة 2007م، وميدالية 25 يناير 2012م، بالإضافة إلى نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي 2012م. القريب من الجنرال السيسى يدرك جيدا ان الرجل غير عادى رغم ما يتمتع به من بساطة وتواضع وتدين شديد وحرص تام على عدم المتاجرة بهذا الالتزام كما انه رجل المهام الصعبة فرغم انه اثناء ثورة 25 يناير كان اصغر اعضاء المجلس العسكرى الا انه كان المعهم واول من دخل ميدان التحرير فى يوم 28 يناير وحاول طمأنة الشباب بان الجيش المصرى ولاؤه لشعبه فقط كما انه لم يتبنى اى افكار تطالب باقصاء الاخوان من المشهد وقتها باعتبار ان مصر ملكا لكل المصريين . وكان قادة الجماعة يضعون اعينهم على السيسى من بعيد وقتها واعتبروه رجلهم فى المرحلة المقبلة لان الرجل الاكثر تدينا كما كانوا يعلنون ولكن فى حقيقة الامر كانوا يعتقدون ان شغل السيسى لمنصب مدير المخابرات الحربية سيسهل لهم الالمام بكل اسرار المؤسسة العسكرية من خلاله الا ان احلامهم ذهبت مع الريح لانهم تناسوا ان الرجل يدين للوطن وشرف العسكرية ولن يفرط فى ولائه لهم. الموجز |
|