عنان.. "الجنرال المتمرد"..طارده حلم الرئاسة فانقلب عليه الجميع ..والفريق يغادر البلاد

[Mary Naeem]

عنان.. "الجنرال المتمرد"..طارده حلم الرئاسة فانقلب عليه الجميع ..والفريق يغادر البلاد بعد بيانه عن أحداث "محمد محمود"

على غير عادة الجنرلات فى الجيش المصرى سلك الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الاسبق منهجا مختلفا عن قيادات الجيش عندما يحالون الى التقاعد، فالفريق يتحدث بين الحين والآخر عن أسرار تخص الفترة التى كان يقود فيها الجيش البلاد وهو الامر الذى أغضب قيادات الجيش التى اعتبروها اسرارا عسكرية تهدد الامن القومى المصرى حسبما ذكر مراقبون من قبل.

عنان الذى ظل مختفيا عن الساحة بعد أن أطاح به الرئيس المعزول محمد مرسي فى 12 أغسطس 2012 وعينه مستشاراً له ومنحه قلادة الجمهورية بدأ فى العودة للساحة فى 1 يوليو2013 بعد اندلاع المظاهرات التى دعت اليها حركة "تمرد" وأطاحت بالرئيس السابق "محمد مرسى" ليعلن عن استقالته من منصب مستشار الرئيس، ومنذ هذه اللحظة وظل حلم رئاسة الجمهورية يطارد الفريق.

مع بدء الظهور المكثف لسامى عنان فى وسائل الاعلام بعد سقوط نظام المعزول خرجت تسريبات بان عنان هو مرشح الجيش فى الانتخابات الرئاسية القادمة وهو الامر الذى نفته المؤسسة العسكرية أكثر من مرة، واعتبر مراقبون ان ظهور عنان سبب إحراجا للجيش بعد 30 يونيو واغضبها كثيرا وانهى شهر العسل بين الفريق وقيادات الجيش الحالية، وما أكد ذلك عدم دعوة الفريق لذكرى الاربعين لنصر اكتوبر التى نظمتها القوات المسلحة بحضور المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى السابق الامر الذي اكد على وجود خلاف بينهم.

وواصل الفريق اجراء الكثير من المناورات على مسألة ترشحه للرئاسة وعقد الكثير من اللقاءات مع قوى سياسية منها المعلن واخرى كانت سرية حسبما ذكرت تقارير إعلامية، ولكن مع كل مرة يعلن فيها ترشحه، يعود لينفى الخبر وهو ما اعتبره البعض محاولة من الفريق لمعرفة رد الفعل حال الاعلان رسميا عن ذلك.

ولكن رد الفعل كان دائما سلبيا بالنسبة لعنان حيث سخر النشطاء والسياسيون من حملة ترشحه للرئاسة واصبحت حديث الجميع على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" وجاءت لتؤكد ان الفريق مغضوب عليه من الجميع ولن يكون له دور سياسى خلال الفترة المقبلة.

ظهر جليا الخلاف بين عنان والمؤسسة العسكرية عندما كتب مذكراته لجريدة "الوطن" كشف فيها عن بعض الأسرار الخاصة بالمرحلة الانتقالية التى كان يقودها الجيش بعد ثورة 25 يناير ولكن فى هذه المرة جاء رد المؤسسة العسكرية سريعا حيث أكد العقيد أحمد على المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة أن المذكرات الشخصية للقيادات العسكرية السابقة ستثير حالة من البلبلة وخطر على الأمن القومى المصرى.

وقال على صفحته على الفيس بوك: "تناولت وسائل الإعلام المختلفة خلال هذه الفترة معلومات وبيانات على أنها مذكرات شخصية لبعض المسئولين العسكريين السابقين، والذى يؤدى إلى إيجاد حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة، ويؤثر على الأمن القومى للبلاد فى ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية.

وتابع "على" قائلا: "وفى هذا الإطار نشير إلى الآتى: الأهمية البالغة لتوخى الحذر والحرص من تناول هذه المعلومات دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالقوات المسلحة ارتباطاً بالمخاطر التى يمكن أن تتسبب عنها خاصة وأن جميع الدول تحرص على حذر النشر للموضوعات التى قد تمس أمنها القومى، وتحدد فترات زمنية مناسبة وقوانين منظمة لذلك تُعرض مخالفيها للمساءلة القانونية.

لم يبال الفريق عنان بتحذيرات الجيش وصمت فترة وعاد ليتحدث مرة اخرى فى الذكرى الثانية لاحداث محمد محمود التى وقعت خلال فترة وجوده فى الحكم حيث قال فى بيان منسوب له اكد انه بمناسبة ذكرى أحداث محمد محمود أن الجميع بمن فيهم القوات المسلحة أخطأوا ولكن الضغوط التى مورست على المجلس العسكرى فى ذلك الوقت كانت شديدة، مطالبا الجميع بحقن الدماء والالتزام بخارطة الطريق الحالية.

ونقل البيان المنسوب للفريق عنان قوله: "تطالعنا هذه الأيام ذكرى أحداث محمد محمود وهي ذكرى أليمة علينا جميعا.. وأود أن اتحدث إليكم عما يجول بنفسي وخاطري حول أحداث دفعنا جميعا ثمنا لها من دماء الشعب المصري بمختلف فئاته من مدنيين وعسكريين".

وأثار البيان جدلا كبيرا، واعتبر مراقبون أن بيان عنان اعتراف بتورط المجلس العسكري السابق في أحداث محمد محمود وتجدد المطالبات بمحاكمته.

وبعد ساعات من التقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الفريق بالتورط فى احداث محمد محمود اثناء تولى المجلس العسكرى حكم البلاد غادر مطار القاهرة الدولى، اليوم الفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق متوجهًا بصحبة أسرته إلى باريس فى زيارة خاصة لفرنسا تستغرق عدة أيام وتظل مواقف عنان موضع تساؤل وغموض!!

البلد