يقع دير مار متي الناسك شمالي شرق الموصل بمسافة 30 كلم ، على جبل مقلوب ، أسسه القديس مار متي في أواخر القرن الرابع الميلادي بمساعدة سنحاريب الملك .ولد مار متي في قرية شمالي ديار بكر في الربع الاول من القرن الرابع الميلادي في اسرة مؤمنة ، ولما كان صغيرا دخل دير مار جرجس وباخوس وتعلم المزامير واسفار الكتاب المقدس واللغة السريانية وبقي في الدير سبعة اعوام ثم دخل دير زوقينين الشهير انذاك بمكتبته واساتذته المقتدرين ودرس العلوم الكنسية ثم خرج يطوف القفار فصادف رهبانا عند عين ماء فمكث معهم للعبادة والتأمل ، وفي تلك الاثناء جاء يوليانوس الى عرش المملكة الرومانية عام 361، وهو من سلالة قسطنطين الملك المؤمن غير ان يوليانوس انكر المسيحية وساد في عصره الظلم والقسوة واضطهد المسيحيين وخاصة الرهبان ونتيجة لهذا الاضطهاد غادر مار متي وبقية الرهبان الى نهر خابور وبنوا ديرا صغيرا ،ومات يوليانوس الجاحد في الحرب عام 363 عندما كان يسير على نهر دجلة فاصيب قائلا (لقد غلبتني ايها الجليلي فرث مع ملك السماء ملك الارض ايضا) مشيرا الى المسيح . وفي ما كان مار متي يصلي قرب صومعته فابصر شبان يتقدمون نحوه ويتوقفون تجاهه ثم يواصلون السير كانهم يبحثون عن شيء ضائع وكان هؤلاء .. الامير بهنام ابن الملك سنحاريب ورفاقه الاربعين والتقى ما متي بالامير بهنام اخيرا فتكلم بهنام الفتى عن ما حدث له في الجبل وعن سبب قدومه لمقابلة ما متي ، وكيف انه خرج ورفاقه للصيد ورأوا غزالا فطاردوه حتى اشرف النهار على نهايته فوصلوا الى هذا الجبل وقرروا ان يبتوا حتى الصباح وحدث لما كان بهنام نائما ان شخصا منيرا ظهر له في حلم وقال ان يأتي الى مار متي وهو يمهد له طريق الخلاص فتعجب القديس مار متي وطفق يكلم للشبان عن الله والمسيح الذي تجسد لخلاصنا أمن بهنام غير انه طلب من مار متي ان يشفي اخته سارة المبتلاة بالبرص فمضى واحضر سارة فشفيت وامنوا جميعهم واعتمدوا .
ولما سمع سنحاريب الملك بأن ولديه اعتنقا المسيحية وتركا ديانة ابيهما ثار عليهما وقسى قلبه وقرر ان يرسل في قتلهم وفعل إذا أرسل جنوده وقتلوا الأميرين مع الرفقاء الأربعين وأمر بإحراق جثثهم غير ان عناية الله حلت وحدث زلازل عظيم وانشقت الأرض وتوارت الجثث وبعد فترة أصيب سنحاريب بمرض عضال فأرسل يطلب مار متي فجاء وشفاه وندم سنحاريب وامن هو وأهل بيته وجميع مملكته وقرر ان يبني ديرا لمار متي واخر لابنه مار بهنام ويعتبر دير مار متي اليوم من اهم المزارت الدينية في العراق يقصده المؤمنون من جميع الطوائف للتبرك والصلاة حيث يحوي رفاة القديس مار متي ومار زاكاي ومار دانيال وبعض المطارنة والبطاركة بالاضافة الى صوامع الرهبان وصومعةالعلامة ابن العبري وهو محاط بسور كبير وهو تابع للكنيسة السريانية الأرثوذوكسية .