رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البروسبون مصطلح البروسبون باليونانية πroσωπoν، وفي اللاتينية Persona، ومنها جاءت الكلمة الإنجليزية Person. أي شخص أو فرد. إلا أن الفرق اللغوي في اللاتينية (ومعها اليونانية) والإنجليزية شاسع جدًا، بل أن الكلمة في الإنجليزية لا تُعَبِّر قط عن معنى الكلمة في اللاتينية. فكلمة "بروسبون" اليونانية أو "برسونا" اللاتينية لا تعني الشخص نفسه فقط أو الفرد نفسه فقط كما تشير الكلمة الإنجليزية، ولكن تشير أيضًا إلى عمل هذا الشخص أو أسلوبه أو دوره الذي يقوم بع في حالة معينة، دون أن ينفصل هذا العمل أو هذا الدور عن الشخص الذي يقوم به. فهي إذًا تعني التشخيص المختص بهذا الشخص والمرتبط به. وجاءت الكلمة اليونانية πroσωπoν (بروسبون) في الكتاب المقدس لتفيد معنى "وجه"، مثل "وجه الأرض"، أو "وجه الإنسان" أو "وجه الله"، أي تفيد معنى الحضرة أو الحضور الشخصي أو المظهر الخارجي الظاهري. واستخدمت الكلمة عند العلامة أوريجانوس (185-254 م.)، وعند هيبوليتس، والعلامة كليمندس الإسكندري (150-215 م.)، والقديس كيرلس الكبير (412-444 م.)، والعلامة ترتليان (160-225 م) لتفيد "وجه الآب"، أو "وجه الابن"، أو "وجه الروح القدس". فالمسيح هو وجه الله الآب، والروح القدس هو وجه الله الآب. فعند العلامة المصري أوريجانوس؛ الله يُدعى ثالوثًا بسبب التمييز القائم في وجوهه Personae. ويُدعى الله واحدًا بسبب وحدة الجوهر فيه. ولذلك فالكلمة تقترب جدًا من معنى الـ"هيبوستاسيس". أما ترتليان فاستخدم الكلمة لتعبر عن الشخص ذاته (2 كو 1: 11). ومن هنا كانت هرطقة سابيليوس الذي اعتبر أن الثالوث هو ثلاث حالات ظهر فيها الله الواحد. فهو هنا قد أسقط الصلة المرتبطة بالشخص وحالته ومظهره. وكانت الكلمة "بروسبون" إحدى المصطلحات اللاهوتية التي احتلَّت جانبًا رئيسيًا في الصدام مع الأريوسية، ولم تعد بعد ذلك من التعبيرات اللاهوتية الحيّة مثل الـ"أوسيا"، والـ"هيبوستاسيس" في شرح اللاهوت. ولكنها ظلت مُستخدمة حتى اليوم في الكنيسة القبطية في تسبحتها ليوم الاثنين عندما تصلي الكنيسة: "طبيعة واحدة، أقنوم واحد، شخص πroσωπoν واحد الله الكلمة". |