كان قساً يلازم أبينا أبو فانا ليقدس عنده ويتناول من يده الأسرار الالهية المقدسة جاء اليه يوماً وهو باك وجع القلب وعندما فرغ من صلاة التقديس وجلس مع الأخوة قال له القس: يا أبانا ان القحط قد وقع بكثرة وتتضور الناس فى الشوارع من كثرة الجوع ، فصلى القديس أبو فانا حتى يرحم الله خليقته وينقذها من المجاعة.
فأرسل الرب اليه الملاك ميخائيل ولما رآه جزع منه فقال له المـــــلاك " يا فانا، يا فانا، يا فانا ، لا تجزع ولا يخف قلبك فان الرب أرسلنى اليك " فأجاب أبو فانا المــلاك " ها أنا ذا ".
وقال له الملاك: " أنطلق الى مدينة ( أسيوط ) وعل سائر أهلها فان الرب يعرف كيف يعول سائر العالم ويدبر أمر خليقته . فقال ابو فانا من اين لى انا المسكين الحقبر ما يقوم بأهل المدينة وانا لا اقدر ان اعول رجل واحد خاصة فى هذه الايام المجدبة والقحط ، اغفر لى ياسيدى . فقال له الملاك " اذ لم تقدر ان تعول نفساً واحدة ولا نفسك أيضاً، لكن الله يعول خليقته حتى ولو كانت كرمل البحر وهو سمح بالمجاعة لتأديبهم ولمنفعتهم " وحينما دخل القديس الى المدينة ورفع يديه بالصلاة انقشعت ظلمة المجاعة عنها.