نال القديس أبو فانا من الله مواهب كثيرة اذ كان مسكناً للروح القدس بسبب طهارته ومحبته للصلاة وتواضعه ، فكانت له نعمة شفاء الأمراض وذاع خبره فى كل تلك النواحى، فجاء اليه مرضى كثيرون يقاسون من أمراض كثيرة ، فكان القديس يصلى فيشفوا.
وكان له سلطان على الارواح الشريرة فكان يطردهم ويشفى الذين كانت متسلطة عليهم ، وذلك بقوة صلاته وبسلاحه الذى لا يغلب الذى هو اسم يسوع المسيح مخلصنا ، وفى حياته شفى مرضى كثيرين من أمراض كثيرة لا يمكن حصرها اذ كان ميناء نجاة وشفاء بل راحة لكل من يقصده فينال شفاءاً جسدياً وسلاماً وراحة.
وذات مرة بعد ان عاد افرآم تلميذه من التجول فى الجبل لنسكياته الروحية وخلواته فى الجبل شاهد على باب مغارة القديس قساً كان واقفاً يتألم من مرض فى رأسه وقد تورمت هامته تورماً عظيماً وكان يصرخ من شدة الألم ولم يستطيع أحد ان يتحدث معه ، وعندما رأى تألم القس تأثر فى نفسه واشفق عليه وكان القس متعلقاً بباب المغارة اذ كان يبصر من شقوث الباب نوراً يملأ المغارة والقديس فى داخلها ، ودخل افرآم المغارة وتقدم الى القديس يخبره بأمر القس فخرج اليه أبو فانا ورفع يديه بالصليب وبزيت وصلى عليه فشفى فى الحال وعندئذ التفت اليه أبو فانا وخاطبه قائلاً: " ها أنت قد شفيت من كثرة أتعابك فلا تعد تخطىء لئلا يصيبك أشر " فمضى من عنده القس معافى صحيحاً وكان يمجد الله الذى استجاب طلبة قديسه أبو فانا.