حدث ان تاجراً كان يتجول كعادته وكان معه ألف دينار وابتدأت الشمس فى المغيب فدخل الى قرية بالقرب من الجبل ووجد هناك قساً كان يسكن فيها فآوى اليه التاجر وهو مطمئن النفس وقد شاهد القس الذهب الذى مع التاجر فدخل الشيطان فى نفسه وأوقع فى قلبه الطمع فقام وأعد مائدة وقدم له خمراً فأكل التاجر وشرب خمراً كثيراً حتى تثقل عقله بالخمر وغلبه نوم ثقيل ، وكان الشر قد تملك فى قلب القس فقام بغدر عليه وقتله وأخذ ما معه من ذهب وحمله فى أثناء الليل الى الجبل وطرحه أمام باب مغارة أحد الأخوة الرهبان ، وحينما استيقظ الأخوة وخرجوا من قلاليهم كعادتهم كل صباح لحضور الصلاة فى الكنيسة وجدوا القتيل مطروحاً أمام الباب فقرعوا باب المغارة وحينما خرج الأخ من المغارة سألوه عن أمر القتيل لكنه أجابهم أنه لا يعلم شيئاً عن الأمر ، فذهب الأخوة الى القديس أبو فانا وأعلموه أن قتيلاً وجد فى الجبل مطروحاً أمام باب مغارة أحد الأخوة فأجابهم القديس قائلاً " اذهبوا الى الميت وأسألوه من الذى قتلك؟! فعاد الأخوة ومعهم القديس ووقفوا امام جسد الميت وسألوه من الذى قتلك؟!! فقام الميت جالساً وتكلم معهم وأخبرهم ان الذى قتله هو القس وأوصاهم أن يأخذوا منه الذهب ويرسلوه الى أولاده وحدد لهم مكان اقامتهم ، فقام الأخوة وأرسلوا الى القس وأخذوا منه الذهب الذى سرقه من التاجر وأسلموه الى الحاكم ، اما القديس فتقدم وقال للرجل الميت اضطجع بسلام الى يوم الدينونة فرقد الرجل فى الحال ، وأرسل ابو فانا الى اولاده رسالة يعزيهم فيها عن أبيهم.