منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 05 - 2012, 11:32 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

صوت حبيبي هوذا آتٍ

نش2: 8

موعظة الميلاد

للأب د. يوسف




صوت حبيبي هوذا آتٍ - موعظة الميلاد

أيها المؤمنون المباركون : -
اليوم عيد، وها قد اجتمعنا نصلي في هذا الليل المبارك السعيد، نرتل ونسبح الله، ونضيء الشموع لنور الأنوار في يوم ميلاده المجيد، فاليوم عيد.
في مثل هذا اليوم، وقبل أكثر من ألفي عام، أعلنت البشرى وتحققت المواعيد، بلغ ملءُ الزمان ( غل4: 4 )، ليصالح الله الانسان ( 2كو5: 18 )، ويعيدَه إلى حظيرتِه من جديد، منهياً قطيعة بدأت بسقوط آدمَ منذ زمن بعيد ( تك3: 23 ).
تعالوا نعيش الميلاد، ونتأمل المفردات والنبوات، ونتجه بالروح نحو مغارة بيتَ لحمَ، لننظر الأمر الواقع، ونستذكر المعطيات ( مت2: 1 – 18 و لو2: 1 – 20) :-
عذراء مغمورة، بل بتول طاهرة، تضع طفلاً؛ وشيخ، ازدحمت أفكارُه بأقوال الأجداد؛ ومذود بسيط متواضع وحيوانات؛ ورعاة مبهوتون، يتساءلون حائرين! ما الذي يجري اليوم بين المخلوقات؟.
ملائك العـلاء تعلن الفرحة، وتهتف لله مجداً وتبشر الأرضَ سلاماً والقلوبَ مسراتٍ، ممزقة صمت عصور الظلمة التي سبقت الميلاد؛ ونجم ساطع في أعالي السموات؛ ومجوسٌ يحملون الهدايا ويحددون الدلالات : -
ذهباً : فهو ملك الأجناد، جاء ليمتد بمملكة السماء بين العباد.
ولبانا : لأنه الكاهن الأعظم، جاء ليبني كنيسة العهد الجديد، وهو لها الرب الجوّاد.
ومراً : فالآلام تنتظره، ليكمل عمل الفداء، ويصالح الإنسان بالسماء، ويصنع له الأمجاد.
طفل ولد، والولادة قمة العطاء، تلك الفتاة المغمورة، أعطت المسكونةَ بهاءً، فهو سلام ومحبة وبذل، زفته السماء، ولا أعظم من ذلك عطاءً، ولا أعظم من ذلك دهاءً، إنها أعجوبة الأعاجيب، أن تلد بتول لم يمسها رجل، أن تلد العذراء.
افرحي أيتها البشرية المعذبة، ترنمي يا بنت صهيون، افرحي وابتهجي، فهوذا ملكُك بل منقذُك آتٍ ( زك9: 9 )، ابتهجي رددي الآياتِ، ملكُ الملوكِ ولد، حل السلام أيها العباد، المسيا ظهر، جاء عهدُ المصالحة، فالخلاص آتٍ، الخلاص آت.
قديماً على عهد نوحَ البار، انغـمس العالم في بحر الخطية والشر والعار ( تك6: 5 )، فأغرقهم الله في طوفان كاسحٍ ( تك6: 13 )، وتمثل سلام الله للمخلَّصين من البشر، بحمامة أطلقها نوحُ من كوة الفلك، لتحمل إليه غصنَ زيتونٍ أخضرَ ( تك8: 11 )، شعارَ نجاةٍ وخلاصٍ وظفر.
وفي ملء الزمان، تتجسد تلك الحمامة بشراً، بشخص مريم العذراء، التي تحمل النجاة والخلاص لكل البشر، تحمل النور والسلام إلى العالم المنغـمس في الظلام، تحمل غصن البر (إر23: 5)، الذي نبت من جذع يسى (إش11: 1)، ليـبنيَ هيكلَ قدسِه ويتسلط على كرسيَّه (زك6: 12)، فهي الحمامة الوديعة التي حملت النسرَ عتيق الأيام، ليظهر طفلاً وديعاً، وهو الربُّ المقتدر.
قديماً، سفينة نوحَ حملت أفراد عائلته، ممثلين لكل البشرية المخلَّصةِ من الطوفان، والعذراءُ مريمُ تصبح في العهد الجديد، سفينةَ نوحَ الجديدةِ التي تحمل الخلاص بذاته، تحمل المخلص الحقَّ بإرادته، تحمل الكلمةَ المتجسدَ بمحبته (يو1: 14)، من أُنقذت المسكونة الغارقة في الظلام به، تحمل الملكَ المنتصر.
صارت مريم سفينةً، حملت ربانَ المسكونة، طافت به جبالَ اليهودية، ووصلت به بيتَ لحمَ اليهوديةِ، لتلده في مغارة على أطراف البرية.
ذلك القدير الخفي، حاملُ الأرضِ والسماء، حملته البتولُ التقـية؛ خالقُ كلِّ الموجودات، العلي الجالس على عرش البهاء، طاب له أن يتأنسَ في أحشاء العذراء، ويولدَ منها في تلك الليلة السنية؛ الوهابَ الذي بإشارة منه تشبعُ الأجيالُ والقبائل، يشاءُ أن يرضع من ثديِ البتول لبناً أرضياً؛ أنه الربُ برُّنا (إر23: 6) ومحبتُه أحدرته من عليائه نحوَنا ، لينقذَ البشريَّة.
تسبحة الملائكة ليلةَ الميلاد، هي استعلانُ الثالوث الأقدس، الإله الواحد خالق الكائنات، فالمجد لله الآب في الأعالي، وعلى الأرض حلَّ الكلمةُ يسوع، ربُّ السلام، والمسرةُ في دواخل المؤمنين، عـملُ الروح القدس وثمارُه المصطفاة، فلا مسرةَ في القلوب إلا بالروح الحق الحالِّ في هياكل المؤمنين من العباد.
بلغ ملءُ الزمان؛ وأرسل الله ابنه مولوداً من امراة، مولوداً تحت الناموس ( غل4: 4 )، على أرض الشقاء والأحزان؛ أرسل الله ابنه ليفتديَ البشريّةَ المعذبةَ ، المتمرغةَ في وحلِ الخطية، وقد طواها النسيان؛ فأعلنت ملائكة السماء البشرى : ها قد ولد لكم اليوم في مدينة داؤدَ مخلصٌ ( لو2: 11)، لتتمتعوا بالمسرةِ والأمان.
دخل كلمةُ الله إلى العالم كطفل صغير، ببساطةٍ وتواضع؛ ولد من فتاةٍ مغمورة وديعةٍ كلها تواضعٌ؛ واضطجَع في مذود للحيوانات، متواضعٍ؛ ليعلمنا أن الدخولَ إلى ملكوته يكونُ بذاتِ الصورة، لا يتمُّ إلا بالتواضع ( لو18: 17)؛ فها قد ولد لنا اليومَ مخلصٌ، كله بساطةٌ ومحبةٌ ووداعةٌ وتواضع (مت11: 29).
قبل أكثرَ من ألفي عام، تعلنُ البشرى للرعاةِ والمجوس، بولادة الكلمة الفادي القدوس، تعلن للبساطةِ واليقظةِ والسهر ، والحكمةِ والفطنةِ والصبر؛ تعلنُ ببساطةِ الكلام، وبنجم ساطعٍ يُظهر سموَّ المقام، كي نتعلمَ : أن حياتنا مع المولودِ العجيب هي بساطةٌ وأمانةٌ وسلامٌ، وحملُ الصليب والسموُّ فوق المغريات (مت16: 24)، وبالمعطيات الإلهية التحامٌ، والسلوكُ بحكمة، رأسُها مخافةُ ربِّ الأنام (مز111: 10)؛ هكذا يريدُنا الله: يقظةً روحيةً متواضعة، وأميّةً ساميةً مرصعة بجهادٍ ايمانيٍّ ومحبةٍ باذلةٍ ناصعةٍ.
صوت حبيبي هوذا آتٍ، طافراً فوقَ الجبال، قافزاً فوقَ التلال (نش2: 8 و 9) : حبيبةُ الأنشـــاد ترنّم فرحتَها، عـروسُ ســليمانَ تتودد لحبيبها، متذكرةً يومَ قابلها، ثم لفترة طويلة غـابَ عـنها، وها هو اليومَ قد عـاد، فما كان منها إلا أن تهللَ صارخةً معـبرة عـن فرحتِها : صـوتُ حبيبي هــوذا آت.
والبشريةُ في ملءِ الزمان، هي الأخرى تبتهجُ متوددةً عـتيقَ الأيام، صارخةً : صوتُ حبيبي هوذا آتٍ، متذكرة لقاءَها الأولَ معه بشخص أدمَ وحواءَ في مروج جنةِ الرحمن، قبل أن تُطردَ بعيداً بسبب العصيان، لتسقط إلى أرض الشقاء والأحزان، وتبقى تعاني الهجرَ والحرمان، وهي تـنتظر قدومَهُ صابرةً معـذبة دهوراً وأزماناً، ليعـود فجأةً اليوم، قاهراً قِمَمَ جبالِ الكبرياء وتلالَ التشامخِ، ويظهر بكل بساطة وتواضع في مذودِ بيتَ لحمَ.
ها هو بمحبة يتجسد، وها قد ملأت بشرى قدومه كل حدبٍ وبلد، وتعالت معها صرخة المرنم الإلهي : هوذا قد سمعنا به في أفراتة ( مز132: 6)،فيردد النبي ميخا : أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ( ميخا5: 2)، لتتناغم أصداء نبوة اشعيا : هوذا العذراء تحبل وتلد ولد، وتدعو اسمَه عمانوئيل، أي الله معنا (إش7: 14)، فكم هو عـظيم سر التقوى، الله ظهر في الجسد (1تي3: 16).
وها صرخة صفنيا ترُدُّ، ترنمي يا ابنةَ صهيونَ، افرحي وتهللي، في وسطِكِ الهُك الجبارُ وُجِد (صف3: 14 و 17)، جاء ليخلصَك، ويريحَك ويرعاك، فلا أحزانَ بعدُ ولا فراقَ ولا كمَد، ابتهجي يا عروسَ المسيحِ، صوت حبيبك هوذا آتٍ، قومي يا جبيبتي، يا جميلتي وتعالِي، لأن الشتاءَ قد مضى والمطرَ مرّ وابتعـد (نش2: 11)، فلا عواصفَ بعدُ ولا رعد، ها قد حل الخلاصُ وتـم الـوعــــــدُ.
في ملءِ الزمانِ وقبلَ اكثرَ من ألفي عامٍ، جاءَ إلى العالمِ ملكُ السلام، واستقبلتهُ البشريةُ العطشى بشخصِ مريمَ ويوسفَ والمجوسِ ورعاةِ الأغـنامِ، قدَّمت له الهدايا، إشارةً لملكِه وكهنوتِه والآلام، ورنّمت له السماءُ، بأصواتِ الملائكةِ السمحاء، مجداً ومسرةً وسلاماً، فاضطرمَ نارُ الحقدِ والحَسـد، في قلوبِ أعـداءِ الحقِّ ومحبي مغـرياتِ الجسد، تَعَجرفت الطينةُ، لتهتزَّ المسكونةُ، لجريمةٍ نكراءَ ملعـونةٍ، تمخَّضَ عنها ضميرُ هيرودسَ وأفكارُه الصمّاءُ، مُستخدماً ما توصّلَ إليه مما اعتَبَرهُ ذكاءً، في استشارةِ كتبةٍ وكهنةٍ وعـلماء، إذ مدَّ ذراعَ الشـرِّ ليذبحَ أطفالَ بيتَ لحمَ، يذبحَ الحمامَ عـلّهُ يصلُ المرام، عـلهُ يذبحُ السلامَ، ويجتثُّ جذورَ الحب والوئام، التي زُرعت في مذودِ الأنعـامٍ بين الأنـام !! فهكذا اعتقد.
عـبّر هيرودسُ في ذلك عن صرخةِ العـنجُهية، التي لا تريدُ أن تتركَ الظلامَ، ولا تريدُ خيراً أو مسرّةً لأحد، ، بل تريدُ قنوطاً واستسلاماً، لقوى الشرِّ في العالم ، ولعـقولِ منفذي الإجرامِ.
وتَـناسى هيرودسُ أن إرادة اللهِ أقوى وأعظمُ، وأنَّ كلَّ ما يخططُ لهُ الإنسانُ بشرِّ وعجرفةٍ وامتِهانٍ، انما هوَ أوهامٌ ، أوهام.
واليومَ تعادُ الكرّةُ بالتمام، فكُرةُ الأرضِ كلُّها تغـلي، أوجاعاً وأحزاناً وآلاماً، بسببِ ما يتمخّضُ عـنهُ دهاءُ تجّارِ الحروبِ وعـابِدي الأصـنامِ، مَن لا يعرِفون رحمةً ولا حقاً ولا احتراماً، في العالمِ الصاخبِ النمّام؛ تَنطلقُ أحقادُ هيرودسَ العصرِ، مُستخدمةً تكنولوجيا الشرِّ، وما توصلت إليهِ أفكارَ التسلطِ والقهرِ، ليَمتدَّ أفعى ويُنبِتُ أنيابَهُ في أجسادِ الأبرياءِ وهم آمِنونَ نيامٌ، تدكُّ البيوتَ وتذبحُ الشيوخَ وتمزقُ أجسادَ الأطفالِ، ممّن بلغَ ومَن لم يَبلُغِ الفِطامَ، ليعُمَّ الموتُ والغمُّ، وتتَساقطُ أجنحةُ اليمامِ، ولتُبطلَ حناجرُ المرَنمينَ مجداً ومسرّةً وسَلاماً.
راحيلُ تبكي على بَنيها، راحيلُ كلُّ أمٍ اختَطفت يدُ المنون رضيعاً من بينِ أيديها، راحيلُ كلُّ مؤمنةٍ فقدَت عزيزاً أو حَبيباً مِن بَنيها، راحيلُ كلُّ فاضلةٍ اصطلَت بنارِ الحربِ ووَحشيّةِ مُروِّجيها، راحيلُ كلُّ مُتعبةٍ على الأرضِ تَصرخُ اليومَ : لماذا؟، لماذا الدِّماءُ؟، وما هو ذنبُ الأبرياءِ؟، لماذا الحِقـدُ الدَفينُ في القلوبِ يا مَن تدَّعـونَ أنكُم رُحماءُ ؟ ، أينَ سلامُ بيتَ لحمَ؟ ، أينَ المسرةُ التي تُـنشِدُها لنا السماءُ؟.
ولكن !! هذا ما يُريدهُ في العالمِ أعـداءُ السلامِ ، تاريخاً مُضرَّجاً بالدَمِ، ومُطرَّزاً بعِـباراتِ الإستِنكارِ والذَمِّ، لكلِّ فِعـلةٍ مَشينةٍ، ولكلِّ وقفةٍ مُهينةٍ، لكلِّ هيرودسَ جعـلَ نَزواتهِ دماً، يُهرقُ مِن أجسادِ الأبرياءِ، أبرياء في العالمِ قيام.
تذكَّر يا هيرودس أنَّ ذراعَ الربِّ أقوى وعينَهُ ساهرةٌ لا تـنام، وأنت يا هيرودس ترابٌ مهما لبِستَ وأينما جلَست وحيثُما وَصلت ومهما أصدَرت من أوامرَ وأحكامٍ، ستَموت يوماً، ستموتَ شرَّ ميتةٍ وتنتن، ويقالُ فيكَ ما يقال في ظلامٍ، حيث خُتِمَت جبينُكَ كقايينَ بوصمةِ عارٍ مدى الأيام.
ويـبقى الحقُّ منتصراً، وتـبقى قوافلُ الشهداءِ تُـرنِّمُ حولَ عـرشِ السماء، مع المُعذبينَ على الأرضِ وكلِّ الأبرياءِ : المجدُ لله في الأعـالي وعـلى الأرضِ السلام والمسرّة للأنام.
أما نحنُ أيها الأحباء :- فكيف نُنشِد ترتيلةَ الميلادِ الخالدةََ في هذا العيد المجيد ؟
كيفَ نستطيعُ أن ننشدَ، وكلٌّ منا يعزِف مُنفرداً على هـواه، دونَ تـناغُمٍ ولا انسِجام؟، فقَد مزقنا أوتارَ قيثاراتِـنا، وجَعـلناها أجزاءَ مبعـثَرةً بسببِ محبةِ الذاتِ والأنا؛ وأصبحنا مُشرذَمينَ في الأرضِ، ومُبتعـدينَ عن روحِ وحدتِنا، التي أرادها فادينا لنا (يو17: 11)، ولَم نعُـد نَصلحُ لترتيلٍ مُتناغم يَرفع المجدَ ليسوعَ ويَنشُدُ حقاً الوحدةَ والسلامَ في الربوعِ.
علينا أيُّها الأحباءُ وبهذه المناسبة المباركة، أن نعودَ أدراجَنا ولنَصحُ (1تس5: 8)، كي نُحس يقيناً بانتِمائِنا لمولودِ المذودِ في بيتَ لحمَ، علينا أن نعيَ رسالةَ الميلادِ الخالدةَ في اتحاد الله بنا بمحبةٍ وبساطةٍ أيمانيةٍ وتواضعٍ، علينا العودةُ إلى روحيةِ مغارةِ بيتَ لحمَ والجلوسُ بين الحيواناتِ الوديعةِ، مُبتعدينَ عن منازلِ بيتَ لحمَ الفخمةِ، والتي كانت مكتظةً بألوفِ الناسِ وأشكالِ الترفِ والمغرياتِ، ولم يكن فيها مكانٌ ليسوعَ يومَ وُلد، وإن سَكنّاها سوف لن نلتقيَ به، بل شراً نَجد؛ فنَحن نلتقي بيسوعَ فقط حين يُصبِح لا مكانَ لنا في المنزل، ونحن نرى مجدَ يسوعَ فقط في فقرِنا الدنيويِّ وعَوَزِنا في هذا العالم الزائل ، مثلَه تماماً يومَ وُلد.
وفي طريقِنا نحوَ المغارةِ، يشجعُنا سهرُ الرعَـاةِ ومسيرةُ المجوسِ وحكمتُهم،على المضيِّ قُدُماً في مسيرتِنا الايمانية، حاملين الهدايا الروحيّةَ للمولودِ القدوس :
ذهباَ : تمثلُه الصدقاتُ والعطاءُ والتقدماتُ باسمِ يسوعَ، والتي تَصلُ بنا إلى مملكةِ السماء.
ولبانا : تمثلُه العبادةُ الحقةُ ، من أصوامٍ وصلواتٍ وسهرٍ روحيٍّ، نرفعُها للكاهنِ الأعظمِ مشفوعةً بطلباتِ انسحاقٍ وصادقِ الدعاءِ.
ومراً : تمثلُه الأتعابُ والضيقاتُ والمعاناةُ التي نتحملها بفرحٍ من أجلِ اسمِ يسوعَ، حاملين الصليبَ ومقتدين بالحبيبِ، عابرينَ دون خوفٍ وادي ظل الموت (مز23: 4) الممتدِّ بين طلاسمِ الحياةِ الدنيا الصمّاءِ.
هكذا أيها الأحباءُ نبلغُ غايتَـنا ، ونشعر أننا واقفونَ بالروحِ حولَ عرشِ ربِّنا، مُرتلين قدوسٌ قدوسٌ قدوسٌ، مجدُه ملءُ كلِّ الأرضِ (إش6: 3) فهو الربُّ برُّنا (إر23: 6).
وبهذا نجعـلُ من أجسادِنا مغارةً بسيطةً ملؤُها المحبةُ والسلامُ، ومن قلوبِنا مذوداً مُتواضِعاً ملؤُه الوداعةُ والحنانُ، يتَّسعُ ليسوعَ؛ وعندها نستطيعُ إصلاحَ كناراتِـنا، وإطلاقَ حناجِرِنا، مُرتلين بنفسٍ واحدةٍ (أع1: 14) المجدُ لفادينا، وطالبينَ في صلواتِـنا، الأمنَ والسلامَ لربوعِـنا والمحبةَ والوئامَ لكلِّ إخوتِـنا.
هكذا نرتلُ " المجدُ لله في الأعالي"، ونطلبُ لدواخِلِنا السكينةَ والسلام، ولقلوبِنا البهجةَ والوئام، لنعيشَ الفرحَ السماويَّ مع أجنادِ السماءِ، ولنحيا الحبَّ المسيحيَّ مع القديسين الكرماءِ، مُتيقنين أننا نعيشُ الميلادَ، نعيش الحياةَ الحقةَ مع خالقِ العبادِ، وهكذا نبتهج بهذا اليومِ المباركِ ونفرح، فالميلادُ بهجةٌ وفرحٌ.
اللهم في عيدِ ميلادك المجيدِ أحلَّ أمنَك وسلامَك على شعبِك المؤمن، أكليروساً ومؤمنين، ربَّنا وأنظر بعـينِ العـطفِ والحنانِ إلى وطنِنا الجريحِ، ليحلَّ أمنُك وسلامُك في ربوعِه ، وفي قلوبِ أبنائِه، مبعـداً عـنه كلَّ شرٍّ، ليستعيدَ عافيتَه وليعُـَّم الخيرُ والتآخي بين سكانِهِ.
أنت السميع المجيب . آمين.
رد مع اقتباس
قديم 30 - 05 - 2012, 08:02 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

شكرا على المشاركة الجميلة

ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صوت حبيبى فوق الجبال هوذا اتى على التلال
هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي
هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي
هوذا آت طافرًا على الجبال، قافزًا على التلال. حبيبي هو شبيه بالظبي أو بغفر الأيائل
هوذا أنا لا أهملك و لا أتركك إلى الدهر يا حبيبي


الساعة الآن 01:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024