لأنك أنت تبارك الصديق يارب. كأنه بترس تُحيطه بالرضا (مز5: 12)
كان داود متأكداً من شيء واحد كل التأكيد، وهو أن الرب يبارك الصديق، وعلينا ألا
نكون نحن أقل تأكداً. فاليوم قد نجد العديد من الأمور التي كنا نضع فيها رجاءنا قد
خانتنا. فالمصادر المالية والاجتماعية قد تتهاوى من حولنا. غير أن هناك شيئاً واحداً
يملؤنا باليقين وهو أن الرب هو كنز المؤمن الذي لا يتناقص، والذي فيه كل بركته وغناه.
هذه الحقيقة البسيطة غير المتغيرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكيفية حياتنا. فنحن لا يشغلنا
كثيراً ـ وهذه الحقيقة أمام عيوننا ـ كيفية تأمين مستقبلنا مادياً واجتماعياً ببذل الجهد
الشاق وصرف معظم أوقاتنا لتلبية هذه الاحتياجات. ومن جانب آخر نحن نجتهد أن
نكون مرضيين أمامه، وأن تكون حياتنا مؤهلة لتلك البركة التي يختزنها الله للصديقين،
وللصديقين فقط.
إن بركة الرب تحمل معها الحماية والضمان. إن داود يقول: « كأنه بترس تُحيطه
بالرضا » أي عندما تعمل رضى الله، فالله يُحيطك برضاه. إنه يحمينا من صدمات
وضغوطات الحياة. إنه يحول بيننا وبين قوى الشر التي تبغي تدميرنا وهي أقوى وأحيل
من أن نتعامل معها بقوتنا وحكمتنا. إنه لا يوجد مَنْ يحمينا من هذه القوى الهائلة التي
تواجهنا، سوى تُرسه الذي يُحيطنا بالرضى، أو بالمعروف.
في ضوء هذه الحقائق غير المتغيرة التي تحكم حياتنا، فإننا نشعر أننا نحتاج أن نُعيد
ترتيب أولوياتنا، فرضى الرب أكثر ربحاً، وأطول بقاءً، وأكثر ضماناً من كل المهارات
والاجتهادات والاحتياجات.
« لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم » (مت6: 33)
دعني أعيشُ في رضاك وأستمرُ في الجهادْ
عيني إليك لا سواك حتى أفوزَ بالمُرادْ