نقرأ الآية الأولى من المزمور المئة والثالث والتي تقول " باركي يا نفسي الرب ".
ان كاتب المزمور يأمر نفسه لتبارك الرب، واليوم ينبغي أن نتمثّل به ونأمر نفوسنا لتبارك الرب، مهما كان وضعك قل:
" باركي يا نفسي الرب "، من يبارك معي الرب في هذا الصباح؟
مهما كانت ظروفك قاسية وصعبة، سواء كنت تعيش في لبنان في السودان في أفعانستان أو في العراق، الرب موجود في كل مكان، مهما كان وضع البلد الذي نعيش فيه، لنأمر أنفسنا ونبارك الرب، مُلزمة أنتِ يا نفسي أن تباركي الرب.
بولس وسيلا كانا مسجونين ومقيّدين ومضطهدين، وأنت لست في ظرف مشابه لهما، لكنهما قرّرا أن يسبحا الرب ويعظما الرب يسوع.
اليوم سوف نقرر مع بعضنا أنه مهما كانت ظروفنا وأحوالنا أن نقول معا: " باركي يا نفسي الرب "،
من يبارك الرب يسوع؟ قل له " نفسي تباركك يا رب في هذا الصباح "، لأنه اله صالح والى الأبد رحمته.
" وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك ".
تكلمنا الأحد السابق عن كلمتي " كل " و " جميع "، انه يرسل لنا مرة ثانية نفس الكلمة الرائعة:
" مبارك الرب أبو ربنا يسوع، لأنه قد باركنا بكل بركة روحية في السماويات ".
أنا لست مباركًا جزئيًا، أنا مبارك بكل بركة روحية في السماويات، كل بركات السماء هي لك ولي هللويا..
ارفع صوتك وقل: أنا مبارك، كل السماء لي، نحن ورثة لله، هذا الاعلان العظيم يُدخل الى قلوبنا الفرح، وأنت يا أخي بموت الموصي الرب يسوع المسيح، صرت وارثًا لله، لكل شيء عند الله، كل البركات الروحية، المادية، بركات الشفاء هي ارث من الله خالق الكون، خالق السماء والأرض، أنا وريث له، أنا أرث الملك لأنني ابنه بدم يسوع المسيح، هذا مدعاة للسرور والفرح لي ولكل المُخلَّصين.
وفي هذا الصباح يرسل لنا الرب نفس الكلمات اذ يقول " باركي يا نفسي الرب لأنه يغفر جميع ذنوبك ".
عندي لك كلمة في هذا الصباح: أنه مهما بلغ حجم خطاياك، حتى لو كنت قاتلاً ومجرمًا، فإن الله يحبك، لأن الله محبة ويغفر جميع ذنوبك وخطاياك، لأن الهنا اله غافر.. اله يقول لك أنه يحبك في هذا الصباح، ودم ابنه يسوع يطهّرك من كل خطيئة، وهو يقول لك ذلك كي يزيل أي شعور بالذنب فيك، حتى يظهر اعلان حبّه لك، فهو اله الجميع، انه اله الكل، وهو يصنع العجائب في هذا الصباح، اذ عندما يأتي عليك الروح القدس: لو كنت قاتلاً أو زانيًا أو عملت يا اختي اجهاض في حياتك، لأن حب الله أعظم من هذه الخطايا قل: باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته، لأنه لا يغفر جزءًا من الخطايا، بل جميع الذنوب، كل الخطايا التي ارتكبناها والتي سنرتكبها، فإن دم يسوع يطهّرك من كل خطيئة، ويغفر جميع خطاياك.. هللويا.. ارفعوا مجدًا للرب لأنه يغفر لنا ويطهّرنا من كل خطيئة.
" لأنه يغفر جميع ذنوبك "، انه اله الجميع قل كلمة " جميع " و" الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتك فيكللك بالرحمة والرأفة، لأنه يشبع بالخير عمرك، يشفي كل أمراضك ".
منذ ألفي عام عندما كانوا يأتون ليسوع بالمرضى، لم يكن يشفيهم انتقائيًا، أي لم يختر هذا الشخص المريض ويستبعد ذاك قائلاً: أنت تستحق وأنت لا تستحق، بل كان يشفي جميع المرضى، وكان يشفي كل ضعف في الشعب.
أحبائي ان الرب يسوع المسيح لم يتغيّر، بل هو هو أمسًا واليوم والى الأبد، ما زال يريد أن يشفي كل مرض، حتى تلاميذه شفوا المرضى أيضًا، فقد كان ظل بطرس يشفي المرضى، ونحن كنيسة رسولية مبنية على تعاليم الرسل والأنبياء، هذه المسحة الرسولية التي كانت على الرسل هي مسحة قوية، لم تكن موجودة في العهد القديم، بل أعطاها الرب يسوع للرسل كي يصنعوا آيات في الشعب ويشفوهم من كل مرض، قل معي كل مرض.
الهنا اله الكل، اله الشفاء، اله الجميع، وهو هو أمسًا واليوم والى الأبد، ونحن كنيسة رسولية، روح الله فينا، رسول عظمة الله ربنا يسوع المسيح موجود في وسطنا، مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، والرب يريد أن يشفي في هذا الصباح من كل مرض، من كل تعب، لا تكون مشكلة في الشعب، الهنا اله الكل، انه لم يتغير، من يؤمن معي بهذا؟ من الذي تغيَّر؟
نحن.. ولكن كما تغيّرنا وفقدنا ايماننا، سنتغيّر ونسترجع هذا الايمان من جديد، ونقول ان عهد الرسل لم يمضِ، بل هو موجود في وسطنا، والرب سيرسل علينا مسحة رسولية من جديد تشفي جميع المرضى، ونريد أن نتحدّى ابليس ونقول له أن الهنا اله الكل.
الله يحب الايمان، الله يرضى عن الايمان، نريد أن نمتلئ ايمانًا في هذا الصباح.. الرب يقول:
" الى متى أكون معكم وأحتملكم يا قليلي الايمان؟ "، انه يقول لكل واحد منا هذا الكلام. لقد احتمل الرب يسوع على الصليب خطايا العالم وأمراضنا وأسقامنا، لكن عندما لم يجد الايمان لم يحتمل ذلك.
الرب احتمل الخطيئة والأمراض، لكنه لم يحتمل عدم الايمان، بل يريدنا أن نكون مؤمنين، لأنه بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه، ان الايمان هو قمة القداسة، قد يظن البعض أنه اذا آمنا وأعلنا ايماننا وانتهرنا ابليس وشفينا المرضى نُصاب بالكبرياء، ولكن أقول لكم في هذا الصباح انه ليس بكبرياء بل قداسة وتواضع لأنه مكتوب:
" أما البار فبالايمان يحيا ".
ألعله يرجع الى الأرض ويجد ايمانًا؟ يا شعب الرب بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه. كان يقول للشخص الذي يصنع معه المعجزة " ايمانك قد خلصك "، وقال للمرأة الكنعانية " لم أرَ في كل اسرائيل ايمانًا كهذا "، الرب يحب الايمان ويعظمه. واليوم يرسل الرب كلمته لك في هذا الصباح كي يقول: " اما البار فبالايمان يحيا "، اذ عندما تعلن أن احتياجك المادي سيسدّد، وأن هذه المشكلة ستحل، وهذا المرض سيشفى، تُعلن ايمانك أن الرب قادر أن يقوم بكل هذا، أما في حال عدم الايمان، كأنك تقول للرب: أنت غير قادر أن تساعدني في تحقيق الشفاء في تسديد الاحتياج وفي حل المشاكل.
عدم ايماني به، هو ببساطة عدم تصديقي له، وهذا ما يوجع قلبه ويحزنه. ان الشعب في القديم لم يدخل الى راحة الرب أي أرض الموعد بسبب عدم الايمان. ولكن الرب اليوم يرسل لنا كلمته ليجدّد ايماننا به، اذ عندما تسمع اليوم هذه الكلمة، ستضع فيك ايمانًا، وعندما تؤمن سترضي الرب وسيقول: هذا هو شعبي الذي أحتمله والذي أفتخر به، لأنه لم يسلك في المحبة فقط، بل في الايمان، لقد صدقوا أنني صالح وأنني محبة، وسأسدّد كل احتياجهم، لأنهم مصدّقين أنني اله صالح واله محب.
لن نسمع الكلمات التي قالها للتلاميذ: الى متى أكون معكم وأحتملكم؟ الرب معنا وسيحتملنا لأننا نؤمن أنه سيقوم بكل هذه الأمور من أجلنا.
ان عدم الايمان كأنك تقول للرب: أنت غير قادر وغير صالح. نريد أن نؤمن اليوم. آمين؟
عندما تواجهك المشاكل، فأمامك حلين: فإما تتذمّر وتشتكي، وما أكثر هؤلاء الأشخاص، ولكننا نحن نرفض التذمر، ويقول سفر الخروج الاصحاح 15 ان الشعب في القديم بعد أن تذمروا وكانوا عطاشًا وجدوا ماء ففرحوا بها، لكنها كانت ماء مرّة. وعندما تحيط بك أمور مرة تعذبك فإما: تتذمر وتتذمر على الرب، وإما تقوم بما قام به رجل الله موسى، عندما نظر بعين الايمان وصرخ الى الرب وقال: " أعطني المخرج يا رب، أنا لن أتذمّر وأرثي لذاتي، بل سأحوّل عيني عن العيان وأعلن ايماني أن الأمور ستتغير، سأحمل العصا وأؤمن بأنك اله عظيم ".
فأجابه الرب وقال له: أنظر وراءك شجرة، أمسك بها وارمها في الماء.
فأطاع قول الرب فصارت المياه عذبة، والشجرة هيَ رمز للرب يسوع، وأنت تعال اليه وقل له: يا رب الدنيا مرّة، والمشاكل كثيرة، لكنني لن أرثي لحالي، ولن أجلس في الزاوية، لن أنهزم، بل سآتي الى الكنيسة وأعلن ايماني أن المياه المرّة ستتحول الى مياه عذبة.
وموسى عندما رمى الشجرة في المياه، لم تصبح المياه صالحة للشرب فحسب، بل مياه عذبة، يعني طيّبة وحلوة، وهذا يعني أن الأماكن المرّة التي في حياتك سيأتي الرب يسوع ويجعلها عذبة، والجبال التي كانت سببًا لتوقفك، ستكون سببًا لانطلاقك، وستقول للعماليق كما قال عنهم كالب ويشوع: أعداؤنا يكونون لنا خبزًا، وهذه الصعوبات التي تعترضنا سيقيمنا منها الرب يسوع، وسيحوّلها الى الخير، أعطِ مجدًا للرب وقل لهُ:
لن أتذمر، بل أن المياه المرّة في حياتي ستتحول الى مياه عذبة.
نكمل في قصص الكتاب المقدس التي ترفع ايماننا، ونمتلئ ايمانًا ونعيش بالايمان، ونقرأ من انجيل لوقا الاصحاح 17 عن أرملة نايين، وأنا أركِّز على الايمان العامل بالمحبة، الايمان بحب الله، أنه يحبني ويتدخل في حياتي.
أرملة فقدت وحيدها، مات زوجها ووضعت كل آمالها في ابنها الشاب، لكن الموت خطفه منها، تخيّل نفسك مكان هذه الأرملة، تختبر كمًّا هائلاً من الحزن واليأس والضياع والموت النفسي والروحي، وكم تمنت الموت لنفسها، وكان معها أناس لتعزيتها، وهذا شيء حسن، ولكن لا أحد يُعزّي ويملأ القلب فرحًا الا الرب يسوع المسيح، والمعزّون يقولون للحزين:
لا تبكي.
ولكن الرب يسوع عندما قال لهذه المرأة: لا تبكي، كانت كلمته مختلفة عن كلام المعزّين، لأنه عندما يقول هذه الكلمة سيتوقف نبع الحزن والبكاء. لأن عنده القوة أن يُغيّر الأمور والظروف والأوضاع. الرب يسوع ليس كباقي الناس، اذ عندما يقول لك: لا تبكي، فذلك الموت والبكاء والحزن سيزول، وسيحوله الى عرس، وعندما يقول لكل حزين منا: لا تبكي، فهو يقول لك أن عنده القوة ليحوّل كل شيء الى فرح، وأن المشكلة التي تعاني منها وتسبّب لك كل هذه المعاناة والآلام سأقتلعها من جذورها، وأتى الرب يسوع وأوقف النعش ولمسه وقال للشاب:
قم الى أمك.. وأعاده الى أمه. وقد أتى بك الرب في هذا الصباح ليقول لك أن المأتم الذي في حياتك، التعاسة التي في حياتك، حتى لو وصلت الى آخر درجات الحزن والبكاء والمعاناة، اذا آمنت بيسوع سيحوّل مأتمك الى عرس، اذا آمنت فقط بالرب يسوع..
ما هو عمل الله؟ أن تؤمن.
كف عن المحاولات الذاتية للتخلص مما تعاني منه، فلا شك أنك قمت بذلك كثيرًا في الماضي ولم تفلح، اليوم آمن فقط بالرب يسوع فتتحول الأمور في حياتك، المأتم سيتحول الى عرس باسم الرب يسوع، قد تتعجب مما أقول، ولكن أنا أعلن كلمة الله التي تقول : " آمنوا فتأمنوا "، أقول لك أن ظروف حياتك ستتغير، هل هناك موت في حياتك؟ هل هناك حزن؟ دفن؟ احتياج مادّي؟ مرض؟
اني أؤمن بكلمة الله، أن الرب موجود هنا ليفكّ كل هذه الأمور ويغيّر حياتك باسم الرب يسوع المسيح، واذا لم تؤمن فأنا أدعو الآخرين أن يؤمنوا عنك، كما فعل الأشخاص الأربعة الذين حملوا المفلوج ودلوه من السطح، لأنهم آمنوا أن الرب سيشفيه ويقيمه من الشلل الذي يعاني منه، لذلك أدعوكم لكي تؤمنوا عن غيركم، أن الرب سيصنع شفاء، وأني أؤمن أن كل شخص دخل اليوم الى هذا المكان لن يخرج مثلما دخل، لكن باسم الرب يسوع فإن المآتم والأحزان والأتعاب سيحوّلها الرب الى أفراح وأعراس، لأن الهنا اله العرس والفرح، وليس اله الموت، بل اله الحياة، وعندما ندعو الرب يسوع كي يأتي الى لبنان، فالموت في لبنان سيصبح حياة، ويعود الى الرب، نؤمن ونتمسّك بثقتنا أن الرب سيسير في لبنان وسيختفي الدفن والمآتم، وستأتي أعراس على لبنان، لأن الهنا اله العجائب والآيات، الهنا اله الفرح والتعزية، الهنا اله العرس، اله التسبيح. أطرد روح اليأس والحزن والهمّ، لا حزن فيما بعد، بل فرح الرب يسوع وعمل الروح القدس يكون في وسطنا، ليقل أحد معي آمين للرب يسوع، والرب سيعمل عملاً عظيمًا، وسيلمس كل واحد فينا، حتى الذي لا يؤمن، فإن الرب سيغمره بنعمته وسيعمل تغييرًا في حياته باسم الرب يسوع..
إن أرملة نايين لم تأتِ الى يسوع، بل هو الذي أتى اليها، لأنه لم يكن يطيق أن يرى البشر يتعذبون ويعانون، قال لها:
لا تبكي.. وهي المرأة التي لم تكن تعرفه ربما، قال للأرملة: لا تبكي.. ولكن في قصة موت لعازر هو الذي بكى.
مع شخص ليس من تبعية يسوع كان يتحنن عليه ويمسح دموعه، أمَّا مع لعازر وأختيه مريم ومرتا الذين كانوا من أتباع الرب، فالوضع كانَ مختلفًا، لم يكن يمسح دموعهم فحسب، بل كان هو الذي يبكي معهم.
ماذا يريد الروح القدس أن يقول لكم في هذا الصباح؟
أنتم شعب الرب، نعم.. الرب يحب الجميع، ولكنه يتعامل مع أولاده بطريقة مختلفة اذ يقول: " في ضيقهم تضايق "، اذا كنت متضايقًا اليوم، فان الرب يسوع المسيح متضايق معك. آمن بحبه لك. لكن الايمان العامل بالمحبة، هذه هي محبة الله، الرب يبكي معك لكي يمسح بعد قليل دموعك ويقول لك: لعازر هلم خارجًا.. هللويا.
الرب يقول لك اليوم: كفى لعازر سنين من الخوف والهمّ والألم والفشل والتعب لأنه يحبك اذ يقول :
" من يمسّكم يمسّ حدقة عيني " دع مجالاً للشك في كل شيء ما عدا محبة الله.
عدما تقول: أين أنت يا رب؟ لماذا لا تتدخل؟
آمن أنه آتٍ اليك في الهزيع الرابع. اذا كنت تؤمن بحب الرب فهو سيتدخل. مع الكل يقول: لهم لا تبكوا ويمسح دموعهم، ولكن مع أولاده فانه يبكي معهم، ويأتي ويمسح دموعهم أيضًا.. لقد أحببت جدًا هذا الاعلان..
لنتأمل في قصة داود الذي تشدّد بالرب الهه، فهو رجل ايمان، وأنتم أود أن تكونوا رجال ايمان. اذا وقعت في مصيبة أو تجربة أو معاناة من أي نوع كانت، أمامك حلين: اما أن تتذمر وتستسلم لليأس والاحباط، واما أن تدير وجهك الى الحائط وتتمسّك بالرب وتعلن ايمانك، انك لن تطرح ثقتك به وسيتدخل في حياتك.
في أول حياته كان داود مشتعلاً للرب، وما مواجهته لجوليات الجبار الذي هزمه بالايمان باسم رب الجنود، سوى برهانًا على ذلك. وأنت في أول ايمانك كنت مكرّسًا للرب، كنت داود للرب.. حياة داود لم تُكمل على هذا النحو، بل أخذ شاول يلاحقه ليقتله، وتغيرت حياة داود، فانشغل بمحاربة شاول، ولم يعد يتكل على الرب بل على الفلسطينيين، وهم أعداء الرب حينها، وهم رمز للأرواح الشريرة، لكي يرتاح..
كما يفعل ابليس معنا، يوقعك في اليأس، فتستسلم له كي ترتاح.. قد تقول هذا الكلام، كي ترتاح من ابليس.
ولماذا يحاربك وأنت مستسلم له؟ اذا لم تكن عليك حرب فإن وضعك مخيف ويُنذر أنك مستسلم لإبليس، لهذا فهو لا يهاجمك، أما اذا كنت تتعرّض لهجمات العدو، فهذا يعني أن هناك بركة في حياتك.. داود كان متعبًا وهو مستسلم للفلسطينيين، وجاء عماليق وغزوا المدينة وسبوا زوجاته وأولاده ودمّروا المدينة بعد نهبها.
الخطيئة مدمّرة، عندما تسلم نفسك لإبليس وتغرق في الخطيئة، فإن عاقبتها وخيمة، وستقع في الذل والتعب والسبي.
حتى رجال داود أرادوا أن يرجموه، وأنت يمكن أن تكون علاقتك بأقرب المقربين اليك قد دمرت بسبب الخطيئة التي أنت مستسلم لها. الرب يرسل لك هذا الكلام لكي يعيدك من الكورة البعيدة، كان الرب يُعدّ داود كي يصبح ملكًا، لكنهُ فقد دعوته بسبب الخطيئة، وأنت ان كانت هناك دعوة في حياتك وفقدتها، فذلك بسبب الخطيئة، وقد أخذك ابليس الى البعيد، اذا فقدت التمتع بالرب يسوع، فقدت الخدمة والمجد، فهذا بسبب الخطيئة، والخطية تهزم شعب الرب، ولكن خذ هذه الآية من الروح القدس اذ يقول لك " تشدّد بالرب الهه "، ووجّه نظره ثانيةً نحو رب الجنود، وآمن أن الرب سينهضه من جديد.
ان كانت أي خطيئة قد سببت الموت والعار، فلنتشدد بالرب الهنا، وكما مسح داود ثانيةً، سيعود ويمسحك من جديد،
واستأذن داود الرب في ملاحقة عماليق، فسمح الرب له، فذهب وراءهم وقتلهم ونهبهم وسباهم، ولم يبقَ منهم أحد، واسترجع الغنيمة، والرب يقول لك اليوم: اذا عدت اليّ من كل قلبك، فإنني سأنهضك من جديد، وسأشعل قلبك من جديد.
الذي سلبه ابليس منك سيردّه سبعة أضعاف، سواء كان احتياجات مادية أم مجد روحي أو أي مسلوب، لنؤمن أن الهنا هو اله كل نعمة، وأنه سيعطيك الفرصة من جديد كي تتوب وترجع وتقوم وتبني وتعلن اسم الرب يسوع عليك، والرب سيردّ المجد الذي زال بسبب الخطيئة.
ما الذي تهدّم في حياتك؟ سور أورشليم قد تهدّم كله. لا قراءة للكلمة، لا جلسات مع الرب، أبوابك مفتوحة للأرواح الشريرة والحروب، ماذا فعل نحميا؟ هل جلس في الزاوية مكمدّ الوجه؟
لا بل قال: " اله السلام يعطينا قوتنا.. نقوم ونبني من جديد "، من يردد معي هذا الكلام؟
نقوم ونبني من جديد، ما هي رسالة الرب لنا اليوم؟
ألاَّ نبقى في أماكننا، بل نقوم ونبني من جديد، ويعود المجد الى حياتنا. يرمّم المهدوم، ترجع الصلاة الى حياتي، الصلاة والتشفع والغيرة للرب تعود، فيشعل الرب فيك شغف، ردّد معي كلمة: شغف، ليشعل الرب شغف جديد وحب جديد.
باسم الرب يسوع هذه الأسوار المهدومة في حياتي، أعلن ايماني وأتشدّد بالرب الهي ويقوم الهي ويبني معي، باسم الرب يسوع أعلن ايماني أن الرب هو الذي سيضع فيّ من جديد شغف وفرح وحب له ولخدمته.
رسالة اليوم ألا تنظر الى الواقع بل أن تغيّره بالايمان.. هناك أرض موعد لنا، هناك منطقة راحة وسلام وبركات لنا، هناك نفوس ستأتي للرب، هناك آيات وعجائب ومسحة وسلطان آتية علينا، الرب سيعطينا اياها، وموسى قال لهم:
اذهبوا وتجسسوا أرض الموعد، أقول: هناك راحة لشعب الرب، سلام وطمأنينة وتحرير من قيود وخطايا مزمنة في حياتك، هناك راحة لشعب الرب، هناك خيار من اثنين:
قال الجواسيس ان نوال هذه الأرض صعب، وقد تقول: صليت ولم أنل الشفاء، حاولنا وآمنا وابليس حاربنا، صلينا من أجل تسديد الاحتياجات المادية، ولم نحصل على شيء، عماليق الحروبات الروحية في لبنان صعبة، ولم ينجح شيء معنا.
الجواسيس قالوا: نعم هي أرض موعد تفيض لبنًا وعسلاً، لكن صعب الدخول اليها، لأن بني عناق جبابرة. اذا أخذت هذا الخيار فستبقى في التعب والمعاناة.
ولكن.. كان هناك اثنان عليهما روح أخرى، هما يشوع وكالب، ما هي هذه الروح الأخرى؟
هي روح الايمان، جاءَا وقالا للشعب:
نصعد عليها ونمتلكها لأننا قادرون عليها !!!
باسم الرب يسوع المسيح أنا لا أريد أن أكون مثل الجواسيس الخائفين، الذين بثوا روح خوف في الشعب، وأنا أنصحك ألاَّ تخالط مؤمنين ضعفاء قد ينقلون اليك الشك في الرب وفي وعوده، بل عاشر مؤمنين ممتلئين بالايمان، إيمان بالرب بأنه القادر أن يفعل أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر.
أسكتهم كالب ويشوع وقالا لهم: ان الرب قادر أن يعطينا هذه الأرض، نصعد عليها ونمتلكها لأننا قادرون عليها، ويكونون (أي الأعداء) لنا خبزًا.
باسم الرب يسوع المسيح.. قل لهذا الجبل انطرح، أعلن أنني في هذا الصباح لن أخاف من الأرواح الشريرة، لن أخاف من بني عناق، لأن الذي معنا أقوى من الذي علينا، ان وعود الرب صادقة وأمينة، والرب سيتمم وعوده اذا تمسّكنا بها، وسيدخلنا الى أرض الموعد، أما الحرب مع الأرواح الشريرة فذلك لكي نتدرب على الحرب كما قال داود:
" لأنك تعلم يديّ القتال وأصابعي الحرب "، وهذه التجارب والصعوبات ستكون خبزًا لي، وسأتغذى منها، وسأكبر وأكبر وأصبح أكبر من ابليس، وأكبر من بني عناق، لأن الهي كبير وعظيم، هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وهو قادر على كل شيء، باسم الرب يسوع .. الرب يسوع يقوينا في هذا الصباح.
من هم بني عناق بالنسبة لك؟ ما هي أسوار أريحا؟ اذا كان مرض أوعادة أو نجاسة أو علاقة، لتنهزم باسم الرب يسوع، أسوار أريحا تسقط باسم الرب يسوع.
هل حاولت ولم تفلح؟ أكمل دورانك حواليها، ثم لف، ثم ارفع عصاك وانتهر باسم الرب يسوع، وأنا أؤكد لك أن أريحا في النهاية ستسقط، وسقطت بالايمان باسم الرب يسوع، أي أريحا تسقط في هذه الكنيسة بالاسم الذي هو فوق كل اسم، اذا كانت اريحا خوف، فالرب يسقط أسوار الخوف، اذا كانت عدم ثقة بالنفس، فالرب يعطيك ثقة بالنفس، اذا كانت مرض، اذا كانت نجاسة، أنا أنتهر أرواح النجاسة، فلتسقط باسم يسوع المسيح، اذا كانت احتياجات مادية، أنا أنتهرها، فلتسقط، تسقط، فليسقط بني عناق تحت أقدامنا قل:
هي تحت أقدامي، والرب سيسقط أسوارها باسم الرب يسوع، دس ابليس برجليك، بالاسم الذي هو فوق كل اسم، باسم يسوع، اسمه ايل شداي، ينصرنا على أعدائنا، يا شعب الرب تقوَّ وتشجع في هذا الصباح، فان اله العهد القديم، هو نفسه اله العهد الجديد، لا بل هو ايل شداي، هو أدوناي، يعطيكم النصرة في هذا الصباح، قل آمين للرب.. هللويا..
تعالوا لنختم بقراءة من سفر التثنية الاصحاح 28، انه اصحاح البركات.. لأنه الهنا اله البركات:
" ان سمعت سمعًا لصوت الرب الهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم (أوصانا أن نؤمن بمحبته، أن ننظر بعين الايمان الى البركات التي حضرها لنا) يجعلك الرب الهك مستعليًا على جميع قبائل الأرض (الرب سيعظمنا، المؤمن وُلِدَ ليكون عظيمًا، سيعظم الرب كنيسة لبنان) وتأتي عليك جميع هذه البركات: مباركًا تكون في المدينة، ومباركًا في الحقل، مباركة تكون ثمرة بطنك ( أولادنا مباركين، سيخلصون ويخدمون الرب يسوع، لا تخافوا) وثمرة أرضك وثمرة بهائمك، نتاج بقرك واناث غنمك، مباركة تكون سلتك ومعجنك (كانت رمز للثروة في القديم، يعني أن الله سيبارك مالنا وكل ما تمتد اليه أيدينا. بيتنا سيكون مملوءًا دائمًا، قل أنا عظيم ومبارك) وتكون مباركًا في دخولك، ومباركًا تكون في خروجك، يجعل الرب أعداءك القائمين عليك منهزمين أمامك. في طريق واحدة يخرجون عليك وفي سبع طرق يهربون أمامك (كل الحروب التي عليك، ابليس الذي يحاربني سيهرب سبع طرق وسينهزم) يأمر لك الرب بالبركة في خزائنك، وفي كل ما تمتد اليه يدك، يباركك في الأرض التي يعطيك الرب الهك، يقيمك الرب لنفسه شعبا مقدسًا كما حلف لك ان حفظت وصايا الرب الهك، فيرى جميع شعوب الأرض ان اسم الرب قد سمي عليك ويخافون ويزيدك الرب (ان الهنا اله كل بركة، يبارك بفيض وليس بكيل) خيرًا في ثمرة بطنك وثمر بهائمك وثمرة أرضك، يفتح لك الرب كنزه الصالح (ويملأ الكل بحسب غناه في المجد، لا تقل لقد تعبت، المفتاح هو أن تكمل الطريق، تكمل في التمسك بالمواعيد حتى تصبح لك باسم الرب يسوع المسيح. لا تطرح ثقتك في الرب، في النهاية الرب هو المنتصر، سيعمل نهضة فينا، أكمل بالايمان وسينصرك الرب، لا تنظر الى الوراء) ليعطي مطر أرضك ويبارك كل عمل يديك، فتقرض أممًا ولا تقترض (سيأتي الخطاة الى الكنيسة، ستدعم الخدمة من السماويات، وسنبني الكنيسة، نحن نقرض ولا نقترض، اذا كنت حزينًا أو هادئًا، اخرج من نفسك وآمن واصرخ الى الرب، فهذا فيه تواضع، لا كبرياء) ويجعلك الرب رأسًا لا ذنبًا (نحن رأسنا مرفوع أمام عدوّنا ابليس، نحن رؤوس لا أذناب، نحن في الارتفاع) وتكون في الارتفاع فقط وليس في الانحطاط (الرب يعظمنا ويحمينا) ".
كلمة الرب تقول: وتكون في الارتفاع فقط هللويا.. عندي تحدي كي أصل الى هذا الكلام، كي يصبح حقيقة في حياتي، كلمة الرب تخلص الى التمام، يعطينا كل بركة، الهنا اله النعم والآمين، الهنا اله الكل، اله الرسل يشفي الجميع، اله الكل والفقط والجميع (في الارتفاع فقط) ويشفي الجميع، نرفع ترس الايمان من جديد ونعلن ايماننا ان الهنا اله الكلية والفقط، وفي الارتفاع فقط، والرب سيبارك المؤمنين والرب يحب الايمان.. آمين.