رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كمائن الشرطة تثبت إهمال «الداخلية»: واحد «شغال».. و9 «مهجورة» بنايات خرسانية صغيرة، لا يتجاوز ارتفاعها الطابق الأرضى، مكونة من غرفتين، تحاصرها حواجز حديدية وكتل خرسانية، تحدد حرم «الكمين» الممتدة إلى الطبقة الأسفلتية فى نهر الطريق، يعلو البناية لوحة تعلن عن ماهية المكان «نقطة شرطة» تابعة لوزارة الداخلية. تتناثر هذه الأكمنة الشرطية أو نقاط التفتيش بطول الطريق الدائرى، يتنوع دورها بين تنظيم حركة المرور وتأمين الطريق والسائرين عليه، وفقاً للافتات الإرشادية المثبتة فى واجهة كل كمين، لكنها تحولت إلى ما يشبه البنايات الخاوية على عروشها مع أحداث الانفلات الأمنى الذى صاحب ثورة 25 يناير، كما يقول حسن هاشم أحد السائرين على الدائرى بصورة شبه يومية، موضحاً أن الأمور أصبحت أكثر سوءاً بعد ثورة 30 يونيو، خصوصا بعد اقتحام العديد من أكمنة الشرطة وسرقة وتدمير محتوياتها، بالتزامن مع فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، ليصبح الطريق الذى يطوق محافظات القاهرة الكبرى الثلاث «القاهرة والجيزة والقليوبية»، يعانى من خلل أمنى وتكدس مروى تنعكس آثاره على مداخل ومخارج الطريق الأكبر طولا فى العاصمة، وتزداد الأزمات سوءاً فى أوقات الذروة. «الوطن» أجرت 3 جولات فى فترات مختلفة على 10 أكمنة شرطية مصفوفة بطول الطريق الدائرى، بداية من الهرم قرب ميدان الرماية وصولاً إلى موقف العاشر بمدينة السلام، ويرجع اختيار هذه المنطقة باعتبارها الأكثر كثافة مرورية وسكانية، وأسفرت الجولة، التى وثقتها الجريدة بالصور وشهادات الأهالى والمارة، عن تقسيم نقاط الارتكاز الأمنية إلى 3 فئات؛ الأولى هى: الأكمنة التى تفرض سيطرتها على الطريق ويمارس رجال الشرطة فيها عملهم على أرض الواقع، تضم 3 أكمنة، يأتى على رأسها كمين «نقطة تأمين دائرى الجيزة» الذى يتمركز قرب منطقة «باسوس» بشبرا الخيمة، ويعتبر أقوى النقاط الأمنية على الطريق، حيث الاستعدادات الأمنية والتعزيزات والتحصينات التى تم تزويده بها مثل السواتر الرملية والحواجز الخرسانية، بعد اعتداءات أنصار الرئيس المعزول على العديد من الأكمنة، كما يعتبر الكمين الوحيد من الـ10 الذى يوجد به رائد شرطة يتولى الإشراف على عملية التأمين، وبرفقته 3 ضباط والعديد من أمناء الشرطة والجنود، فضلا عن فرض رجال الشرطة سيطرتهم على الطريق والتحكم فى حركة مرور السيارات. على العكس منه يأتى «منفذ السلام الأمنى» بالمرج، الذى يحتل المرتبة الثانية فى الفئة الأولى، حيث يتجمع الجنود بسلاحهم الآلى وسط الكمين تاركين نقاط التأمين التى تتمركز على أطرافه، ويوجد ضابطا شرطة أحدهما مباحث بالزى المدنى والآخر بالزى الميرى برتبة ملازم ثان، ورغم أن الكمين به كامل الاستعدادات لحالات الطوارئ، من مولد كهرباء يستخدم فى حالة انقطاع التيار الكهربائى، وبرج معدنى خاص بشبكة وحدة اللاسلكى تعلو المبنى، وسيارة بوكس حديثة جاهزة للتحرك، لكن طاقم الكمين لا يهتم بالسيارات المارة كما يحدث فى الأول. الكمين الأخير فى المجموعة الأولى «منفذ دائرى الخصوص» يقع فى المنطقة التى يحمل اسمها، ويتوافر فيه سيارة بوكس ومولد كهرباء وبرج لشبكة الاتصالات اللاسلكية، لكن أبراج المراقبة وحرم الكمين المحاط بالصدادات يخلو من رجال الأمن، وفى داخل المبنى الصغير القابع فى الخلف يجلس أمين شرطة و2 من جنود الدرجة الأولى يرتدون زيهم الميرى ذا اللون البنى الفاتح، وليس لهم أى علاقة بما يحدث فى الخارج. وتضم المجموعة الثانية، 4 نقاط أمنية مغلقة، هى: «نقطة مرور مسطرد»، التابعة للإدارة العامة للمرور وتحديد قسم مرور الدائرى وفق لافتة ممهورة باسم قائد الطريق مقدم «خلف حنا» التى تبعد بضعة أمتار عن ترعة الإسماعيلية، ونقطة مرور قليوب المجاورة لمخرج طريق القاهرة الإسكندرية الزراعى، وثالثا «نقطة القوس الغربى» بإدارة تأمين الطرق والمنافذ التابعة لمديرية أمن الجيزة، ويقبع الكمين قرب محور 26 يوليو على بعد 5 أمتار من «نزلة ميدان لبنان» فى اتجاه الهرم، أخيراً نقطة مرور «مؤسسة الزكاة» القريبة من مدينة السلام»، تشترك النقاط الأمنية الأربع فى غلق أبوابها، وخلوها من أفراد الشرطة، حيث يأتى بعض أمناء الشرطة فى الـ10 صباحا وينصرفون بعد نصف ساعة فقط منذ أحداث 25 يناير، لكنهم اختفوا تماما بعد الاعتداءات على بعض الكمائن عقب 30 يونيو. تأتى المجموعة الثالثة والأخيرة، التى تعرضت للاعتداء أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة، وتضم 3 نقاط أمنية «نقطة مرور صفط اللبن الموجودة أسفل محور صفط، وكذلك نقطة مرور القومية العربية، وكمين الوراق الأمنى»، وتحولت النقاط الثلاث إلى بنايات مهجورة، حيث لم يتبق منها غير الجدران التى يدون عليها بعض الشعارات المناهضة للقوات المسلحة، وأخرى المناهضة لحكم المرشد، وتمكن اللصوص من سرقة جميع محتوياتها بما فيها الأبواب والشبابيك، ولم يتم تشغيلها حتى الآن أو محاولة ترميمها. «العشوائية تصيب كل شىء على الدائرى بما فيها الكمائن»، هكذا تحدث اللواء يسرى الروبى خبير المرور الدولى، موضحاً أنه من الضرورة عند اختيار مكان الكمين، لا بد أن نحدد أولا الهدف منه هل هو «نقطة تفتيش عادية، والأمن العام، ومتابعة تجاوز السرعة المحددة، وأخذ عينات عشوائية للطريق»، أم لا، ومثلا لو كان الهدف ضبط السرعة لا بد أن يكون مكان الكمين فيه إغراء للسرعة، تتكرر فيه الحوادث، فلابد أن يكون كمينا ثابتا معلناً للجميع، بينما إذا كان المكان فيه إغراء على السرعة ولا توجد به حوادث، فى هذه الحالة لا يكون هناك داع لعلم المارة به، موضحاً أن اختيار الكمين يخضع لأسس علمية ونظام محدد ومدروس، فلابد من تحديد مكان وزمان اختيار الكمين. الخبير الأمنى محمود قطرى يصف الأكمنة الشرطية الثابتة على الدائرى بأنها مشروع شرطى متخلف، والهدف منها إثبات الوجود الأمنى فقط، لذلك عليها ملاحظات كثيرة، أبرزها أن نتائجها محدودة، لأن المارة يعلمون مكانها، ومن ثم يتم تفاديها، فضلاً عن أنها لا يجرى تأمينها بالقدر المطلوب، وتحصيناتها تكون محدودة وبسيطة، ولا يراعى فيها الواقع، فلا يوجد لدى أفراد الشرطة احترافية فى تأمين الكمين، بسبب الإمكانيات المحدودة، فى وقت تحارب فيه الدولة الإرهاب، ومن المتوقع أن يكون هناك محاولات للاعتداء على الأكمنة، لكن الشرطة المصرية تعمل بطريقة روتينية بحتة، وغالبا لا يوجد الضباط فى الكمين إلا إذا كانت هناك مأمورية محددة أو تفتيش من الإدارة التى يعملون بها، وغير ذلك يتم الاكتفاء بوجود أمناء الشرطة، ما يتسبب فى حدوث الكوارث، التى تكون آثارها قاسية، لذلك لابد من مراجعة استراتيجيات تأمين الدائرى. الوطن |
|