رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل فكرت يوماً ما ماهى الصورة التى تتمنى أن تكون عليها؟ أو بلغة أخرى، مَنْ هى الشخصية المثالية فى نظرك؟ ولو سألت نفسك ماهى الصفات النموذجية التى تريد أن تكون فيك؟ فماذا تختار : القوة أم الإيمان؟ الجاه أم الأمانة؟ الجمال أم الوداعة؟ التفاخر أم التواضع؟ الأناقة أم الإحتمال؟ . لاحظ أن العالم يقدِّر كل ماهو مظهرى وسطحى أما المبدأ الإلهى فهو «لأنه ليس كما ينظر الإنسان لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب» (1صموئيل 16: 7). وحديثنا فى هذه المرة عن نموذج رائع من الكتاب المقدس، شاب إتصف بصفات رائعة ونادرة. إنه يوسف وقد جاءت قصته فى سفر التكوين والأصحاحات من 37 إلى 50 وهى قصة شيّقة للغاية ومليئة بالدروس النافعة. إنه شاب سلَّم حياته بالتمام للرب من صِغره وعاش واضعاً نصب عينيه أن يتقى الرب ويرضيه، ويالها من أمور ثمينة فى عينى الرب . يوسف الأمين كان أميناً لأبيه يعقوب الذى أحبه. فكان إذا كلفه أبوه بمهمة ما أخلص فى طاعته وتنفيذ رغبته. ومرة طلب إليه أبوه أن يذهب إلى شكيم حيث إخوته يرعون الغنم ليسأل عن سلامتهم ولما وصل إلى هناك لم يجدهم، لكنه لم يرجع بل استمر فى البحث عنهم وفى سبيل ذلك ضل الطريق. وإذ عرف أنهم فى دوثان وصل إليهم إلى حيث هم تنفيذاً لرغبة أبيه رغم علمه ببغضتهم له. ياللإخلاص !! ثم بعد ذلك فى بيت فوطيفار وكان يوسف عبداً لكنه عمل بأمانة واجتهاد ونجح جداً فى عمله حتى أن فوطيفار وكّله على كل بيته . لكن كيف لاحظ فوطيفار أمانته؟ ربما من الطريقة التى كان يؤدى بها عمله ربما من الطريقة التى كان يعرف فيها وقته ربما من الطريقة التى كـان يكـلم بــها سيدته ربما من الطريقة التى كان يعبر فيهـــا عن رأيه وكذلك ظهرت أمانته فى بيت السجن إذ جعل له الله نعمة فى عينى رئيس السجن. فكان أن دفع إلى يده جميع الأسرى ووكله عليهم. ياللعجب شاب صغير يُصبح ناجحاً حتى فى أقسى الظروف وفى أردأ الأماكن! إن السر وراء أمانته الظاهرة كان فى أمانته السرية لله إذ كان أميناً لإلهه فى أدق تفاصيل حياته. أخى الشاب .. يقول الرب «كُن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» (رؤيا 2: 10) وأيضاً «عيناى على أمناء الأرض لكى أُجلسهم معى. السالك طريقاً كاملاً هو يخدمنى» (مزمور 101: 6). يوسف الطاهر كان يوسف شاباً جميلاً (تكوين 39: 6) وربما لهذا السبب تعرَّض لأقسى تجربة يتعرض لها شاب. فقد هاجمته التجربة بأعنف صورها لكنه تغلب عليها بقوة الرب. وسر انتصاره يرجع إلى أنه نظر إلى التجربة من ثلاث نواحٍ : أولاً : نظر إلى نفسه كمن له شركة مع الله كمن يراه ويرعاه الله كمن هو ليس لنفسه بل لله. لقد عرف مقامه كرجل الله وقدّر امتيازاته وعلاقته بإلهه فلم يكن من السهل عليه أن يدع الخطية تفصل بينه وبين إلهه. ثانياً : نظر إلى الخطية وعرف أنها دنسة ونجسة، أنها جذابة وكذابة، أنها خاطئة جداً. لذا لم ينجذب لإغرائها ولم يتجاوب مع غوايتها بل رفضها بإصرار . ثالثاً : وهذا هو أهم شئ إذ نظر إلى الله وعرف أن الخطية موجهة ضد الله وضد طبيعته القدوسة فما كان منه إلا أن هرب قائلاً «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» وبالحق إن أفضل وسيلة للنجاة من التجارب والشهوات الشبابية هى الهروب منها (2تيموثاوس 2: 22) ولنتذكر أن جناحى الحماحة للهروب أفضل من كف الأسد للمقاومة بالنسبة لهذه الخطية. يوسف الناجح إختبر يوسف نوعين من التجارب ماأصعبهما على الشاب فى كل جيل وعصر. تعرَّض للتهديد وللترغيب، للإضطهاد وللإغراء، للوعيد وللوعد. فلقد إضطهده إخوته بشدة وأذلوا نفسه «فى الحديد دخلت نفسه» . فقد خلعوا عنه قميصه الملوّن ثم ألقوه فى البئر وأخيراً باعوه عبداً. ولقد استرحمهم لكنهم لم يُشفقوا عليه بل امتلأوا قسوة نحوه. أما فى بيت فوطيفار فقد ألحَّت عليه تلك المرأة الشريرة كثيراً ملوّحة أمامه بتنعم الخطية الوقتى وماكان أصعب التجربة على نفسه الحساسة. لقد جاءه الشيطان كالأسد الزائر عن طريق ظلم إخوته واضطهادهم له ولما لم ينجح جاءه بأسلوب الإغراء كالحية الخادعة بواسطة إمرأة فوطيفار. لكنه فى هذه وتلك وقف ثابتاً مرفوع الرأس ناجحاً أمام التجارب. ماهو سر نجاحه : عاش قريباً من الرب جداً فتمتع بوجود الرب معه «وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً» . إن النجاح الحقيقى ينبع من نفس مُلتصقة بالرب متمتعة برفقته العظيمة التى لايساويها أى شئ فى الوجود . أخى الشاب . أتشتاق أن تكون ناجحاً؟ سلّم حياتك كُلية للرب ودعه يملك على قلبك بالتمام. د / فريد زكي |
18 - 10 - 2013, 08:52 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوسف
شكرا على السيرة العطرة
ربنا يبارك حياتك |
||||
|