النسيان.. ما الذي تنساه؟
قال أحد القديسين: كل خطية، يسبقها إما الشهوة أو الغفلة أو النسيان. وأريد اليوم أن أكلمكم عن النسيان باعتباره حربًا روحية يؤدي إلى السقوط.
ففي وقت الخطية، نكون ناسين الله، وناسين الوصية، وناسين حياتنا الروحية كلها، بل أيضًا ناسين الموت والأبدية، وناسين أرواح الملائكة وأرواح القديسين التي تبصرنا ونحن في ذات الفعل!!
ولو أن الإنسان تذكر كل هذا، ما كان يخطئ، أو على الأقل كان يؤجل، أو أنه كان يخجل أو يخاف، ويبتعد...
في الواقع أن الإنسان في ساعة الخطية، لا يكون شيء من هذا كله في ذاكرته.
يحذره الشيطان تحذيرًا كاملًا لكي ينسي. أو تخدره الشهوة أو الانفعال. ينسي أو تناسي، ولا يحب أن يذكره أحد بالله والوصية والأبدية، بل ينسي أيضًا الأيام المقدسة، إن كان ذلك في صوم أو في عيد.. وينسي المواضع المقدسة، وينسي إنه هيكل الله، وروح اله ساكن فيه، وينسي دم المسيح الذي سفك من أجله، وينسي وعوده وعهوده لله.
وما هو الوعظ، سوي أن الواعظ يذكر الناس بكل هذا. حتى يبعدهم التذكر عن جو الخطية، خوفًا وخجلًا واستحياء، وسموًا بأنفسهم عن السقوط..