رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجعران المقدس رمز الحضــارة الفرعونيه: كان هناك أعتقاد خاطئ بأن هناك أنواعاً مضيئة من الخنافس منها (الجعران) المعروف أيضاً باسم (أبو جعل)، ولكن الحقيقة أن هذه الخنافس لا تصدر ضوءاً من تلقاء نفسها بالمرة، بل هي تتمتع بوجود مستقبلات خاصة بالغة الحساسية في عيونها، تعمل على تتبع مصدر الضوء مهما كان خافتاً، ومن هنا يبدو النور المنعكس في عيون الخنفساء كما لو كان صادراً عنها. وربما بسبب من هذا الاعتقاد... القديم ولأسباب أخرى أصبح (أبو جعل) حشرة مقدسة لدى قدماء المصريين، والواقع أن الفراعنة هم أول من أعطى لخنفساء (أبو جعل) المضيئة كل هذا الاهتمام، لاعتقادهم أن طريقة حياتها الصارمة تمثل نسخة لدورة الحياة الأبدية، وإن تكن هذه النسخة مستمدة من عالم الحشرات، فمن المعروف أن أنثى (الجعران) تقوم بجلب كرة كبيرة من الروث إلى نفق تحفره بعمق قدمين في الأرض، تكون قد وضعت فيه بيضها من قبل، وتدحرج الأنثى كرة الروث حتى تسد فوهة الحفرة على نفسها مع البيض. وبعد عام كامل من ذلك تخرج من النفق عشرات الخنافس الصغيرة التي تسعى في الأرض، وتقوم بتجديد دورة الحياة بعد مواتها، وقد كان الفراعنة البسطاء يعتقدون أن الخنفساء الأم (تدفن) نفسها في النفق وتموت ليخرج الصغار، بينما الحقيقة أنها تقضى إجازة سعيدة مع الذكر، ويقومان معاً بتنظيف الروث من الفطريات حتى لا يتعفن حفاظاً على غذاء الصغار القادمين. ومهما يكن من أمر فقد نالت الخنافس من التكريم على يد الفراعنة ما لم تعرفه على أيدي شعوب العالم قاطبة، فقد صنع المصريون القدماء خنافس من الذهب الخالص والأحجار الكريمة، واستعملت الخنفساء كشكل في الكتابة (الهيروغليفية) وكان معناها (يصير) من الصيرورة، أي أنها أصبحت رمزاً أبجدياً وفكرياً للتحول، مثلما تحولت سيرة (أبو جعل) من العدم إلى الوجود، ومن الموت إلى الحياة. |
|