اعتاد احد اساتذة الموسيقى المشهورين ان يتحدث لتلاميذه بحماس ٍ شديد عن اهمية وجود لحظات سكون تتخلل كل مقطوعة موسيقية . في العادة كان التلاميذ الجدد يعتقدون ان استاذهم يبالغ في الحديث لكن بعد الممارسة العملية كانوا يزدادون اقتناعا ً بانه بدون هذه اللحظات الساكنة بين بعض الجمل الموسيقية فإن القطعة المعزوفة ستفقد قدرا ً كبيرا ً من روعتها ، وهكذا انت ايضا ً ستفقد حياتك اليومية الكثير من جمالها وقوتها اذا خلت من هذه اللحظات التي تسكن فيها بين الحين والآخر لترفع قلبك الى الله . تعوّد ان تكون لك هذه اللحظات اثناء عملك ودراستك ورياضتك ، لحظات ذهبية تصعدك الى السماء وتعود بك من هناك سريعا ً وقد تجددت طاقاتك وارتفعت معنوياتك ، لحظات ذهبية تبدد الخوف وتزيل الهم وتملئك بندى السماء المنعش والمريح . كان نحميا معتادا ً على هذه اللحظات ، لذا عندما كان في القصر وسأله الملك : " مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ ؟ " (نحميا 2: 4 ) رفع فلبه الى الله لحظات ثم اجاب الملك ، وكم فعلت هذه اللحظات ، لقد استجاب الملك لكل ما طلبه نحميا . هي لحظات ذهبية ايضا ً لوقت الخطر .