يعاني الصائمون من ظاهرة الصداع في الايام الأولى للتحول مع بدء الامساك عن الطعام والشراب والتي يتأقلم فيها الجسم مع متطلبات الصوم. وقد تختلف هذه الظاهرة بين انسان وآخر تبعا لحالة الجسم والاصابات بالأمراض العضوية والحالة النفسية. علما ان الامراض قد تكون عضوية المنشأ واصيب بها الانسان قبل بدء شهر الصوم.
ويؤدي تفاقم اعراض المرض عادة الى اختلال اركان الصحة وهي النوم والغذاء والجهد المبذول علاوة على اختلاف مواعيد تناول الأدوية. ويشير الأطباء الى ان أهم الأمراض التي تظهر اعراضها في فترة الصوم هي ارتفاع ضغط الدم والسكري والتهاب الجيوب الانفية الحاد والمزمن. ويجب على الصائم عندئذ التزام الحذر والتكيف مع نظام الحياة اليومية في الشهر الفضيل والتخفيف من الجهد الجسدي واخذ القسط الكافي من النوم.
وفيما يتعلق بالجانب النفسي لاسباب الصداع فانه ناجم عن انقطاع الانسان عن تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة الامر الذي يخل بالتوازن اليومي لأركان الصحة. ويشعر الصائم بالصداع حين لا يحصل على القدر اللازم من المواد الغذائية والفيتامينات التي اعتاد الجسم تناولها في وقت محدد.
ويلاحظ ان الصداع يزول عادة في الايام التالية لفترة التحول المذكورة ويبدأ الصائم في اعتياد الوضع الجديد بالأخص اذا ما تولدت لديه القناعة بأن فريضة الصوم في شهر رمضان تعتبر من واجب كل مؤمن، ويتعين عليه التغلب على الظواهر المصاحبة له مؤقتاً بالصبر والايمان بأن هذه الفريضة لله وحده انطلاقا من ان كل عمل لابن آدم له الا الصوم فهو للخالق الذي يجزي به.