«الإعلام الأمريكي يتبرأ من المعزول».. صحيفة أمريكية: «مرسي» تسبب في صراع طائفي بمصر..

[Mary Naeem]

«الإعلام الأمريكي يتبرأ من المعزول».. صحيفة أمريكية: «مرسي» تسبب في صراع طائفي بمصر.. والإعلان الدستوري كتب نهايته.. «المال» سبب فوز الإخوان بالبرلمان.. و«الجماعة» لن تنقرض بـ «الحظر»



أكدت صحيفة كريستيان توداى أن الرئيس المعزول محمد مرسي تعامل مع الشعب المصرى بأسلوب غير رئاسى بالمرة وتسبب في صراع طائفى بين المسلمين والمسيحيين والشيعة، وأن الجيش المصرى هو العمود الفقرى لثورة 25 يناير التي لم يشارك فيها الإخوان إلا في النهاية، مؤكدًا على أنه برغم حظر نشاط الإخوان فإنهم لم ينقرضوا وسوف يعودون مرة أخرى بسبب نفوذهم المالى الذي يستخدمونه لاستقطاب الفقراء.

وقالت الصحيفة خلال نشرها لبحث قام به ماركوس توزمان طالب بالدراسات العليا بكلية الدراسات المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز في الفترة من 17يونيو وحتي 16 أغسطس 2013 على مصر .. وقد اعتمد في مصادره على مقابلات وسائل الإعلام وانطباعات بعض الاشخاص الذين قابلهم في الشوارع.

بدأ توزمان بحثته بجملة "عاش الملك.. مات الملك!" فهكذا يري المصريون يتصرفون مؤكدا أنه من الصعب على من هم خارج مصر استيعاب ما يحدث بها .. حيث أن ثورة يناير قد ادت إلى أحوال سياسية مضطربة مما ادي إلى قيام ثورة 30 يونيو 2013 ولم تنتج الثورتان الا حالة مخيفة من عدم الاستقرار لا تبشر بالخير لمستقبل مصر.

كانت ثورة يناير هي البداية عندما ثار الشباب المصري ووراءهم ملايين المصريين على فساد دولة مبارك .. وباتت ايام مبارك معدودة بعدما تجمع الشعب ضده .. كما رفضت جماعة "الإخوان المسلمون" المشاركة في الاحتجاجات منذ البداية الا أن القليل من قاداتهم بدأوا في المشاركة في نهاية الثورة .. ولم يكن لهم دور مؤثر وكان الجيش المصري هو العمود الفقري لهذا الحدث التاريخي في مصر كعادته بعد أن تخلي عن صف مبارك ووقف في صفوف الشعب.

و بالرغم من عدم مشاركة الجماعة بشكل فعال في الثورة الا انهم من خلال شبكة الاتصال القوية الخاصة بهم ونفوذهم المالي استطاعوا الاستحواذ على أكبر نسبة في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة بنسبة 45% ويليهم حزب النور السلفي بنسبة 22%.

ومثلما قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان في مقابلته مع الباحث إن الجماعة تعهدت بعدم خوض الانتخابات ولكنهم كلفوا مرسي بالرئاسة بعدما لم يجدوا مرشحا جيدا وخافوا من سقوط الدولة في ايدي النظام القديم من جديد، ولكن الباحث يؤكد أن فوز مرسي لم يكن بسبب التأييد الواسع للجماعة ولكن كان نتيجة العداء الموجود لدي المصريين من النظام السابق وممثله شفيق.

وطبقا لما رآه الباحث سيطرت الجماعة فجأة على السلطة التنفيذية والتشريعية وبدأوا في بسط نفوذهم على جميع مؤسسات الدولة ولم يستطيعوا تحقيق اي من مطالب يناير .. بل تسببوا في الفرقة وساد مبدأ استقطاب المواطنين للجماعة واعطيت كل المزايا للحزب الحاكم، كما أن تهمة ازدراء الاديان ظهرت بشكل مكثف مع عدم ملاحظتها بهذ الشكل قبل الثورة.

من جانبه أكد الباحث أن إصدار مرسي للإعلان الدستوري كان بداية النهاية حيث أنه اعطي لنفسه سلطات تفوق القضاء وكانت مصر بذلك في طريقها إلى دكتاتورية أخرى .. وبسبب سلوك مرسي غير الرئاسي بالمرة تسبب في ازدياد العنف الطائفي تجاه المسيحيين والمسلمين الشيعة ونشبت اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه مما جعل المصريين يشعرون بالاغتراب ولكن داخل بلادهم .. موضحا أن المسيحيين كانوا هم "كبش الفدا" عقب عزل مرسي.

و في نفس السياق يري الباحث أن رغبة المصريين في القضاء على الجماعة واعضائها من جذورها بهذا الشكل أمر مزعج، كما أن العديد من وسائل الإعلام بدأت في تأييد الجيش بشكل كامل دون السماح بانتقاد اي من تصرفاته، كما أكد أن الجماعة لن تسقط وانها ستعود من جديد طالما أن لديها الأموال التي تجذب بها الفقراء وانها ستكون مصدرا لزعزعة الاستقرار في مصر.

و اخيرا يقول الباحث إن ثورة 30 يونيو لم تكن استكمالا لثورة يناير كما يزعم البعض ولكنها خطوة للوراء، حيث أن الاقتصاد ما زال راكدا، وتزداد معاناة قطاع السياحة يوما بعد يوم، حيث أن الأمر سيستغرق سنوات لاعادة ثقة السياح، كما أن تدهور الحالة الأمنية ادي لسحب العديد من الاستثمارات من مصر والتي لا يتوقع عودتها بسهولة من جديد.