رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول بولس الرسول: " إذًا إن كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوَّذا الكل قد صار جديدًا " (كورنثوس الثانية 5 : 17). قام إلهنا من الموت، وأجلسنا معه في السماويات، فوق الحزن، فوق الكآبة، فوق الأرواح الشريرة، نعم نحن فوق. بلدنا وأرضنا فوق. عائلة مُؤمنين مرسلين في بلد مُعيَّن، وبعد فترة أرادت العودة للراحة لفترة، فلم يستقبلهم أحد في المطار. وفي الوقت نفسه، كان هناك سفير دولة مُعيَّنة في المطار عائدًا إلى بلده، وكانت الوفود مُتجمِّعة لاستقباله، فحزنت تلكَ العائلة لأنَّ أحدًا لم يكن في ٱستقبالها عند رجوعها إلى بلدها، لكن الرب قال لها: لم ترجعوا بعد إلى البيت. فمهما قالوا الناس لي.. فأنا لن أتأثَّر لأنَّ مكافأتي هيَ منك أنت يا رب.. لا تحزن ولا تخر قواك.. فأنتَ لم ترجع إلى البيت بعد لكي تُكافئ على ما تقوم به لامتداد الملكوت.. لكن في الوقت المناسب وعندما تعود إلى البيت ستسمع الرب يقول لكَ: نعمًّا أيها العبد الصالح.. ٱدخل إلى فرح سيدك. لنقرأ من رسالة العبرانيين الإصحاح الحادي عشر: يُخبرنا هذا الإصحاح عن رجالات الله.. رجالات الإيمان: العدد 8 يقول: " بالإيمان إبراهيم لمَّا دُعِيَ أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدًا أن يأخذه ميراثًا، فخرج وهوَ لا يعلم إلى أين يأتي ". لا تخف أن تترك المألوف.. ان تترك مكان الأمان المُزيف وتمشي بالإيمان، لا تخف أن تترك السفينة لأن ثباتك ليس في الأرض التي تقف عليها ولكن في الرب. كل مصادر الأمان ليست آمنة، ولكن كلمة الرب هي التي تجعلها ثابتة وآمنة. الرب يكلمك لكي تترك شيئًا أو أن تقول شيئًا وأنت خائف. لا تخف أن تترك تمامًا كما فعل إبراهيم. إبراهيم ترك أرضه لأنه رأى بالإيمان المدينة التي هيَ السماء. يقول سفر الرؤيا: أنَّ المدينة المقدسة أورشليم الجديدة، نازلة من عند الله، مُزيَّنة كما لعروس، مُزيَّنة لرجلها.. المؤمنون.. هُم من سيكونون هذه المدينة، ولن يكون هناك وجع ولا لعنة فيما بعد. إلى هذه المدينة كان ينظر إبراهيم. هذا الملكوت السماوي قد جلبه الرب يسوع الى الأرض. نحن نعيش بفرح الرب يسوع، ونحن ننظر إلى المدينة السماوية. نعود إلى رسالة العبرانيين 11 : 11 " بالإيمان سارة نفسها أيضًا أخذت قدرة على إنشاء نسل، وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقًا ". عندما ولدت سارة إسحاق بالإيمان، تتكلَّم الكلمة عن إيمان إبراهيم وسارة في تحقيق المواعيد، ولم تتحدث الكلمة عن أغلاطهم، هناك رجال لله ٱرتكبوا الكثير من الخطايا، لكن الرب لا يذكرها كي نتعزى ونتعظ من أعمالهم الحسنة، وسلوكهم الذي يمجد الله. الله لا يذكر سقطاتك. لا يعود يذكر أغلاطك أبدًا. في الإيمان مات هؤلاء أجمعون، وحسبوا أنفسهم نزلاء وغرباء، لأنهم كانوا يبتغون وطنًا أفضل، أي سماويًا. عيونهم لم تكن على الواقع الذي حولهم. نسل إبراهيم الذي بيسوع هوَ نحن. وإبراهيم رأى المدينة السماوية، رأى هذه الكنيسة العظيمة التي من نسله. فلو ذكروا الأرض التي أتوا منها، لكانت لهم فرصة للرجوع. عندما تنظر إلى الوراء ستشتاق إلى الأرض التي جئت منها.. هل تحن إلى تلك الأعمال ولا تستطيع أن تفعلها لأنك أصبحتَ مؤمنًا؟ أم تحسب كل شيء نفاية من أجل فضل معرفة الرب يسوع؟ هل أنت مثل ٱمرأة لوط عندما نظرت إلى ورائها بحسرة؟ قال آساف: أرى الأشرار وهم يتنعمون بكل الخيرات والبركات فغضبت، الى أن رأى مصيرهم النهائي. (مزمور 73). لا تنظر إلى الناس حواليك، الذي يملكون الثروات، ولا تتحسَّر.. لأنك أغنى منهم.. لأنك ٱبن الله الوارث الحياة الأبدية. أخـرج الرب شعبهُ من أرض مصر بيوم واحد، لكنهُ أبقاهم في البرية أربعين سنة لكي يُخرج مصر من قلوبهم !!! لا تقل: الماضي كانَ أفضل، لأنه لم تكن عليّ حروب. لم تكن تتعرض لحروب، لأنَّكَ كنت تحيا في العالم، كنت تحيا في أرض إبليس، وهوَ كان يُعطيك ويتساهل معك لكي لا يخسرك ولكي تبقى في مملكته، لكن عندما قررت السير مع يسوع والانتقال من الظلمة إلى النور، بدأ إبليس الحرب عليك، لكن السؤال هوَ ماذا تختار؟ أن تعيش حياة سهلة وفيها متعة العالم لتنتهي في بحيرة النار والكبريت؟ أم تفضل أن يكون لكَ تضحيات على هذه الأرض لكي تحيا حياة المجد في السماء لاحقًا. فإذا كان الرب يوبخك، ينبغي أن تعرف أنَّ هدفهُ هو قداستك، لأنه دون قداسة لن يرى أحد وجه الرب. لنترك كل ثقل ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله، ربنا يسوع المسيح، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، ٱحتملَ الصليب مستهينًا بالخزي.. قوُّوا الأيادي المسترخية والركب المخلعة.. قاوموا وتشددوا.. قاوموا روح العالم.. قاوموا الحقد وعدم الغفران.. قاوموا الخوف.. قاوموا الخطيئة.. الرب يسوع مر ّ بهذه الصعوبات لكي تأخذ أنتَ القوة وتقوم بالأمر نفسه. يقول الكتاب : هناك طريق ضيِّق وهناك طريق واسع.. ٱحترزوا من الأنبياء الكذبة لأنهم ذئاب خاطفة. هناك أنبياء كذبة يردونك إلى الوراء.. فتصدق أكاذيبهم. عندما تُجرح مشاعرك، ليس سهلاً أن تُسامح وأن تغفر، وفي الأوقات الصعبة ليسَ سهلاً أن تتمسك بالرب، ولكن بقوة الروح القدس تقدر أن تفعل ذلك. نقِّ الطريق الضيق والوعر، لأن الكتاب يقول: وهم غلبوه بدم الحمل وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتَّى الموت. هل أنتَ من الذين لا يُحبُّون حياتهم حتَّى الموت؟ أنت متمسك بالأرض وبما فيها؟ إذا كان موقف قلبك هكذا، ينبغي أن تتوب اليوم. لم يحبوا حياتهم حتى الموت. نحن نجذب الناس إلى يسوع، عندما نُخبرهم عن البركات التي سيمنحها لهم إذا قبلوه. وهذا صحيح.. لكن في زمن الكنيسة الأولى، الناس كانوا يموتون وتأكلهم الأسود في سبيل الرب يسوع. وموسى حسب عار المسيح أفضل من خزائن مصر من أجل معرفة الرب. رسالة العبرانيين 11 : 33 - 38 تقول: " الذين بالإيمان قهروا ممالك، صنعوا برًّا، نالوا مواعيد، سدُّوا أفواه أسود، أطفأوا قوة النار، نجوا من حد السيف، تقوُّوا من ضعف، صاروا أشداء في الحرب، هزموا جيوش غرباء... وآخرون تجربوا في هزء وجلد، ثمَّ في قيود أيضًا وحبس، رُجموا، نُشروا، جُرِّبوا، ماتوا قتلاً بالسيف، طافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين مكروبين مذلين، وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم، تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض ". مؤمنون قهروا ممالك.. سدُّو أفواه أسود.. نجوا من حد السيف... نعم.. الرب سيشجعك وسينصرك وسيباركك بكل تأكيد.. لكن لنرى أيضًا ماذا فعل مؤمنون آخرون.. إخوة لنا بالإيمان: تجربوا في هزء وجلد.. رجموا نشروا طافوا بجلود غنم ولم يكن العالم مستحقًا لهم. هكذا يراهم الرب. لم ينالوا الموعد لكي لا يكملوا بدوننا. بالإيمان أيضًا ٱحتملوا كل تلكَ الأمور. إسأل نفسك لماذا أنا مع الرب؟ هل لأنه هوَ الطريق والحق والحياة؟ هل لأنه كلمة الحياة الأبدية؟ هل هناك أصنام في داخلنا؟ هل نحن مثل الشعب الذي في الصحراء، لا ينظر إلى المواعيد، بل الى الواقع الذي كانوا فيه؟ يقول الرب يسوع: من أحب نفسه يخسرها، ومن يخسر نفسه من أجلي يربحها. لا تنظر إلى المواعيد، بل عش للرب وهو سيعطيك كل المواعيد. ابراهيم حسب أن الله قادر أن يُقيم من الأموات، لذلك قدَّمَ إسحاق ٱبنه للرب بطاعة كاملة. ولكن هل حسب رأيك أنَّهُ لم يفكر ولو للحظة واحدة، أن ٱبنه قد لا يقوم من الموت؟ ألم يشكّ مثل أي شخص منا؟ هل إذا لم يتحقَّق الوعد الذي تعيش من أجله، ستبقى مع الرب؟ هل إذا ٱكتشف أحدنا أنَّ من تزوجنا كانَ بسبب المال لن ينجرح؟ هل أنت مع الرب مهما كانت الظروف؟ في السرَّاء والضرَّاء؟ في أول إيماني كنت أسأل الرب، هل تُحبني يا رب؟ وكنتَ أسمع الرب يقول لي: نعم أحبك.. فلقد متُّ لأجلك. فكنت أفرح.. ولكن كنت أنتظر شيئًا آخر بعد.. وكأنَّ الذي عمله الرب من أجلي ليس كافيًا، وخجلت من نفسي حينها. لقد أعطانا كل شيء، مات لأجلنا ونحن لا نؤمن أنه قادر أن يُسدد لنا كل ٱحتياج.. عندما نتكلم عن أرض الموعد.. فهل تُفكِّر فقط بالمواعيد؟ ما هي أرض الموعد بالنسبة لك؟ هل هي فقط البركات؟ أم هيَ النفوس الضائعة في لبنان وقد أتت إلى الرب؟ الناس الضائعة الضالة والمحتاجة إلى محبة الرب يسوع؟ لا أريد أن أضع عليك ثقل، ولكن أريد أن أنبهك إلى ما يفعله إبليس بك، هوَ يُريد أن يجرّك إلى التركيز على نفسك ووضعك والمواعيد التي تريد تحقيقها. ولكن هناك رؤية للكنيسة.. رؤية لخلاص النفوس. إبليس يحاول إدخال الخطيئة إلى حياتك، يُريدك أن تنظر إلى مصر، إلى النواقص التي في حياتك التي لا تتمتع بها، النظرة إلى الوراء ستُطفئك. إنسَ الماضي.. أنسَ ما وراء وٱنظر إلى ما هوَ قدَّام.. هناك أُناس ينتظرونكم لكي توصلوا إليهم كلمة الخلاص والحياة الأبدية.. هذه هي المهمة الأساسية التي أوكلنا الرب بها. نُشاهد في بعض الأفلام السينمائية، أنَّ الأبطال يُنفِّذون مهتمهم مهما كانت الصعبوات والتضحيات والتحديات والمخاطر.. وهكذا نحن.. ينبغي أن نُنفِّذ المهمة التي أُوكلت إلينا، مهما كانت التضحيات والتحديات والمخاطر.. قُم ونفِّذ مهمتك، حتَّى لو كنتَ مجروحًا ومُصابًا.. وحتَّى لو كنتَ في ضيق.. الرب صالح.. والرب حكيم.. أقدر أن أثق به مهما حدث. لقد مررت في ظروف تعيسة في حياتي.. لكن في هذه جميعها يعظم ٱنتصارنا بالذي أحبنا. كل فترة صعبة كنت أخرج منها أقوى كي أكون للرب، كي أستشرس للرب. لا خوف ولا خجل.. أريد أن أرضي إلهي. العلاقة الحميمة مع الرب تنمو أكثر أيام الصعوبات، لتضع فيك عزيمة أكبر. والرب سيبقى وراءك قائلاً لك: " أترك إسحاق. لا تتعلق بشيء في هذه الحياة ". ثم سيقول لك: " ماذا تريد مني؟ ٱسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك ". عندما تُسلِّم كل شيء لهُ، سيُعطيك كل شيء. ستتفاجأ بالذي سيحدث معك. عندما تقول له لا أهمية لهذا الاسحاق الذي كنت تطلبه منه، سيُعطيك إياه، سيُعطيك كل شيء. تلذَّذ بالرب فيُعطيك سؤل قلبك.. ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال احد.. هوَ ما وعدنا به الرب. يقول سفر الرؤيا 3 : 7 " وٱكتب إلـى مـلاك الكنيسة التـي فـي فيلادلفيا، هـذا يقولـه القـدوس الحـق الـذي لهُ مفتـاح داود، الذي يفتـح ولا أحـد يُغلق، ويُغلق ولا أحد يفتح ". عندما تتمسكون بكلامي أكثر وأكثر، سأفتح الباب أمامكم ولن يستطيع أحد أن يغلقه. سيسجد الأعداء أمام أرجلكم. كل الذين لهم مظاهر التقوى سيرون كيف سيبارك الرب هذه الكنيسة، والذين يعيشون التقليد المزيف سيعترفون أن للرب عمل حقيقي في هذه الكنيسة. تمسك بما عندك لكي لا يأخذ أحد إكليلك.. سيأتي الرب بحضوره المجيد وبالمطار الغزيرة.. ولكن تمسك بما عندك.. ولا تدع العالم يعود إلى حياتك. من يغلب سأجعله عمودًا في بيت إلهي. العمود يرمز للأشخاص المميزين.. لقواد الجيش الذي يحققون ٱنتصارات عظيمة.. وذلكَ لتمجيد أعمالهم العظيمة.. وهكذا أنتم أعمدة ثابتة في بيت إلهي. الله سيذكر كل ما قمتم بهِ من أجل خدمة الملكوت، هناك مكافآت من الرب لكَ، سيكتب الرب على هذا العمود التعب الذي بذلته لبنيان كنيسته. وسيكتب ٱسم يسوع عليك.. آمين. |
29 - 05 - 2012, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
|