21 - 09 - 2013, 12:08 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
في حواره مع الفجر..الأنبا مكاريوس: المنيا تحولت من عروس الصعيد إلى أرملة الجنوب
عانت المنيا كثيرا خلال الفترة الماضية من البلطجة والإرهاب وجماعات العنف المسلح ولكن كان لسكانها الأقباط النصيب الأكبر من التضحيات التى بذلوها من أجل الوطن نزولا على مقولة البابا تواضروس"حرق الكنائس ثمن لبناء الديمقراطية و ندفعه بحب" فقد تحمل أقباط الصعيد على وجه الخصوص كافة الوان الأنتقام الممنهج ضدهم من قبل الإخوان ومؤيديهم ..لم يردوا على احراق كنائسهم وأقتحام منازلهم ومتاجرهم وأختطاف فتياتهم سوى بالصلاة.
(الفجر) التقت بالأنبا مكاريوس "أسقف عام المنيا" للوقوف على حقيقة ما يحدث في المحافظة من أعمال عنف ضد الأقباط وأسباب تحولها الى أحدى أكبر البؤر الأرهابية ,وتفسيره لصمت الأدارة الأمريكية على أحراق الكنائس وحقيقة أتخاذه قرارا بالصلاة داخل الكنائس المحترقة بالرغم من تحذيرات الجهات الأمنية له.
ومن جانبه قال الأنبا مكاريوس,أسقف عام كنائس المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس : المنيا تعد من أعرق المدن الأثرية فى مصر ويوجد بها نسبة كبيرة من الأثار الفرعونية كما أنها تحظى بأغلبية قبطية مقارنة بوجة قبلى بشكل عام, حيث أن نسبة سكانها من الأقباط تتجاوز ال40% من أجمالى عدد السكان الأصلى أو ما يقرب من 2 مليون مسيحى ومع زيادة الضغوط المعيشية وأرتفاع معدل البطالة نتيجة أهمال الحكومات المتعاقبة ..أصبحت بيئة خصبة للأرهابيين وتجار الدين الذين نجحوا فى أستقطاب البسطاء و تحولت من (عروس الصعيد) الى (أرملة الجنوب) .
وأستطرد قائلا:"نصف الأعتداءات على كنائس ومنشأت الأقباط التى قام بها الأخوان وأنصارهم يوم 14 أغسطس عقب فض أعتصامات( الشرعية) تمت فى المنيا,حيث أنهم أحرقوا حوالى 34 كنيسة ومبنى خدمات فى قرى تابعة للمحافظة ولعل أنعدام التواجد الأمنى وقتها كان الثغرة التى مكنت المتشددين من تنفيذ مخططهم الى تمثل فى أحراق الكنائس وأقتحام المتاجر والمنازل المملوكة للأقباط وقد كلفنا اللجنة القانونية التابعة للمطرانية بأتخاذ الأجراءات القانونية اللازمة وتحرير محاضر رسمية ضد عناصر بعينها بالأضافة الى عمل حصر شامل للتلفيات وتكلفتها الفعلية".
وحول أسباب أزدياد نسب الحوادث الطائفية فى المنيا والصعيد بشكل خاص أوضح مكاريوس أن الجماعات الأسلامية تتخذ من الصعيد معقلا لها نظرا لضعف القبضة الأمنية وأختلاف التركيبة الديموغرافية للسكان عن الحضر لاسيما وأنها تعتمد على التكتلات والعصبيات القبلية ومن هنا يسهل حشدهم وتوجيههم,فالأخوان أرادوا بهذه الأعتداءات أحراج الحكومة أمام المجتمع الدولى من جهة ومعاقبة الأقباط لمشاركتهم فى ثورة 30 يونيو من جهة أخرى لذلك لجأوا لبعض ائمة المساجد المتشددين لتحريض العامة على الأقباط بطريقة همجية وغير متعقلة.
وأضاف لقد أتخذت قرارا حساسا بالصلاة داخل كنيسة الأنبا موسى عقب أحراقها مباشرة بالرغم من تحذيرات الجهات الأمنية لى من أجل تحطيم حاجز الخوف النفسى الذى أصاب الأقباط جراء هذه الأعتداءات المتكررة وأعلمهم أن الكنيسة ليست مجرد جدارا أو أسوارا لكنها (جماعة المؤمنين المجتمعة على أسم المسيح ) كما أردت أن إيصال رسالة الى الأخوان ومواليهم بأننا لا نهاب الموت وسوف نتمسك بحقنا فى الصلاة حتى أخر يوم فى حياتنا وبالفعل نجحت التجربة وتوافدت بعدها حشود المصلين على كنائسهم المحترقة يصلون خلف راعيهم الروحى دون رهبة أو خوف.
وواصل..بعدها أستدعانى اللواء أسامة متولى (مدير أمن المنيا) الحالى وناقش معى أوضاع الأقباط وأتفقنا على تصور كامل لخطة تأمين كنائس المحافظة عقب ترميمها تتمثل فى تكثيف دوريات الحراسة عليها ..وعلى أثرها أتخذ قرارا بأزالة الحواجز الحديدية التى تم وضعها بمعرفة مديرية الأمن حتى تتدفق جموع الأهالى فى شايين المحافظة ويتم قطع الطريق على المجرمين ولا يستطيعون أحتلال الشوارع والميادين .
وعن تزايد جرائم الأسلمة الجبرية و أختطاف القبطيات فى المنيا أوضح أن المطرانية تتلقى ما بين ثلاثة وأربعة أستغاثات من أهالى قبطيات فى الفترة الأخيرة وبالبحث والتحرى تبين لنا وجود جماعات أسلامية متطرفة تقوم بأستقطاب الفتيات نظير أموال تصلهم من بعض الدول العربية الداعمة لهم بمباركة من بعض ضباط الأمن الذين يعملون على تسهيل مهمة الأختطاف ويرفضون تحرير محاضر للمبلغين من أسر الفتيات ولكن بعد سقوط الأخوان نأمل فى أن تطهر القيادة الأمنية الجهاز بالكامل من المخالفين والموالين للأخوان.
وعن صمت الأدارة الأمريكية على أحراق الكنائس أكد مكاريوس أن الأدارة الأمريكية لم تهتم يوما بشئون الأقباط أو حقوقهم لكنها كانت تستخدمهم كورقة رابحة خلال العهود السابقة لأيهام المجتمع الدولى بأنها حامية حقوق الأنسان فى الشرق الأوسط من ناحية ولتبرير تدخلها في شئون مصر الداخلية من أجل تحقيق مصالحها من جهة أخرى كما أن فشل أوباما فى أعادة مرسى وجماعته للحكم أجبر الأدارة الأمريكية على تبديل مسارها والتقليل من حدة لهجتها تجاة مصر .
وأضاف مكاريوس أنه يأمل أن يحقق الدستور الجديد أمال وطموحات كافة أطياف المجتمع ومن هنا يطمح الأقباط فى دستورا يساوى بين المواطنين و يعلى من مبادىء المواطنة ولا يفاضل بين شخص وأخر على أساس الدين الى جانب ضرورة النص على أطلاق حرية ممارسة الشعائر الدينية والمجاهرة بها دون قيود.
بينما ينبغى نزع الصلاحيات المطلقة للرئيس حتى لا نكرس لصناعة (الفرعون) أو الديكتاتور مرة أخرى ولتصبح مصر دولة مؤسسات ..فالشرق يؤسس لدولة الزعامات فى حين يؤسس الغرب لدولة المؤسسات وهذا هو سر تقدمة.
الفجر
|