رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ كنت في رحلة من نيويورك إلى إحدى البلاد الصغيرة لإقامة إكليل في عام 1972م، لأحد أبنائنا. ما أن ركبت الطائرة حتى وجدت شابًا في أواخر العشرينات يجري نحوي ثم يرتمي على صدري وهو يبكي. في محبة تحدثت معه وتعرفت عليه، إنه من بلاد المغرب، وله عدة سنوات متغرب في أمريكا. قال لي: "لقد رأيتك فاشتقت أن أتحدث معك... إني اشتم فيك رائحة الشرق الذي أحنّ إليه. أراك تمثل بلدي وأسرتي..." استأذن الشاب من الجالس بجواري ليتبادلا كرسيهما، وصار يتحدث معي طوال فترة الرحلة! هكذا ونحن في رحلة هذه الحياة نحتاج أن نجد كائنًا يحمل سمات موطننا السماوي، نتحدث معه ونشعر أننا مع أحد أفراد أسرتنا، حتى يحل الموعد وننطلق إلى وطننا الدائم السماوي. لقد جاء مسيحنا إلى عالمنا، وحلّ بيننا كواحدٍ منّا، نلتقي به ونتحدث معه، فينزع عنّا ما يدعونه homesickness، إذ لا تستريح نفوسنا حتى تنطلق وتوجد في مكان استقرارها الدائم! + إلهي... تئن نفسي مع كل نسمة من نسمات حياتي، إنها لن تستريح حتى تستقر في موطنها! لتلتقي بي، وأنا بك أرني وجهك، واسمعني صوتك، فتنطلق نفسي إليك، وتحن للوجود في أحضانك أبديًّا! |
|