![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمــــــــة الله
![]() كما أن الإنسان يفتح شرفة منزله كل يوم ليجعل الشمس تدخل فتنير المكان كله وتقتل الميكروبات وتجعل البيت كله صحة وعافية، هكذا المسيحي يعمل دائماً على أن يأتي يومياً وبدوام لشمس البرّ الحقيقي لكي يطهر قلبه ويغسله وينير كل خفايا قلبه ويطرد منه كل روح شرير يتوارى داخله ليغتصب نفسه ويحتلها، ويمد يده لكل جزء في كيانه لكي يعطيه العافية والقوة السماوية، لأن حينما يصير الإنسان مهملاً متكاسلاً عن الوقوف أمام الملك القدوس والطبيب الحقيقي للنفس، فأن البرودة تدخل قلبة والخطية تجد المكان متاح لها لأن الظلمة بدأت تدخل هذه النفس المهملة، حتى أن الأعداء يجدون الساحة خالية مظلمة فينتهزون ستار الظلمة لكي يتسللون إلى ملكات النفس ومراكزها الاستراتيجية وهي الذهن والقلب والحواس، فيعبثوا بها مرة أخرى لتقع فريسة لهم، فيصير آخرها أشر من قبل أن تبدأ توبتها وشركتها مع الله الحي، فالعدو خبيث ماكر ينتظر أن تغفو النفس وتهمل فينقض عليها ليحكمها مرة أخرى، لذلك دورنا الحقيقي هو دور الوقاية لأنفسنا لكي لا يعود لنا المرض مرة أخرى، أو الأعداء بعدما طُردوا من داخل نفوسنا يعودون إلينا ويفسدون أنفسنا بالتمام، لذلك يا إخوتي علينا: 1– المواظبة على قراءة كلمة الله بروح الصلاة = نقاء القلب وفحصه في النور. 1 - قراءة كلمة الحياةحينما خلق الله الإنسان أعطاه كل حاجة الجسد لكي يكون قادراً على أن يحيا وفق الطبيعة التي خلق عليها، وهذا لكي ينمو ويصير في صحة وقوة، لذلك نجد أنه منذ ساعة الولادة والطفل يبدأ بأن يتغذى حسب ما يتناسب معه لكي يكون قادراً على الحياة والنمو، وليس ذلك فقط بل يحتاج للهواء النقي والبيئة النظيفة لكي يحيا صحيحاً مُعافاً، وهكذا الإنسان الذي وُلِدَ من الله، لا يستطيع ان يعيش وينمو أن لم يحصل على الهواء والطعام والشراب والتقويم والتأديب المناسب له، لذلك أول شيء يتعرف عليه الإنسان المولود من الله هو كلمة الله، لأن كلمة الله ليست مجرد كلام مكتوب بحبر على ورق، يحتاج لعقل يحفظه، لكن كلمة الله تختلف عن كلام الناس، وبشارة الحياة بالإنجيل ليست كلام مكتوب، لأن الرب قال بفمه الطاهر: [ أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به ] (يوحنا 15: 3)، ويقول أيضاً: [ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ] (يوحنا 6: 63). فلكي نحيا في بيئة نظيفة وننال قوة نقاوة القلب فتهرب منا الخطية وينغلق العقل أمام الشرّ ولا يتعامل معه فلا يكون له تأثير على النفس ولا على أعضاء الجسد، ينبغي أن نصغي لكلمة الله، ونسمع من خلالها صوت الرب الحسي في آذان قلبنا الداخلي، فنطيع كلمته، لأن لو عندنا نية الطاعة للكلمة فأن النعمة تحل وتعطينا قوة كلمة الله لتسكن فينا بقوة فنعمل بها تلقائياً: [ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة مُعلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب ] (كولوسي 3: 16) فطبيعة كلمة الله مطهرة ومُنيرة لعيني الذهن، لأن الرب بكلمته ينقي ويُشفي مُحبيه وكل طالبي وجهه باتضاع وعن حاجة حقيقية بصدق وأمانة قلب، وذلك بكونه نصيرٌ قدير وسند قوي يُقيم النفس ويحميها من السقوط ان استسلمت له ووثقت فيه، فهو بكلمته يُنعش النفس ويمنح الصحة والحياة والبركة، لأن كلمة الله قوية فعالة تخترق أعماق النفس من الداخل وقادرة على التجديد والتغيير بفاعليه، أن قُرِأت باحتياج قلب وإيمان حي مع الصلاة، لذلك لا يظن أحد أن من خلال حكمته أو قدرته يستطيع أن يُغير قلبه أو يُجدد ذاته، ممكن يفعل هذا على المستوى الاجتماعي، إذ يقنع نفسه أنه قادر على التغيير وأن يتعامل مع المجتمع إيجابياً، ويحيا وفق معايير الأخلاق الإنسانية الطبيعية، لكنه لن يكون قادر أن يتغير على صورة الله من ذاته أو بإقناع نفسه بنفسه أنه صار ابناً لله في الابن الوحيد، بل يحتاج قوة خاصة ترسم ملامح صورة شخص ربنا يسوع في قلبه، وكلمة الله وحدها هي فقط القادرة على نحت صورة الله فيه بقوتها الخاصة. لذلك قراءة الكلمة بدون صلاة قلبية مرفوعة بإيمان حي طالب قوة الله، فأنها لن تكون إلا بمثابة معلومة أو فكرة، أو ربما لمن يسمعها بأمانة ووعي، مجرد تبكيت من الله أو صوت لله الحي موجه نحوه، لكنه لا يتفاعل مع صوت الله على مستوى الواقع المُعاش، لأن التفاعل الحقيقي مع كلمة الله وصوته الظاهر فيها لا يكون إلا بمخاطبة الله الحي، أي بالصلاة، لأن من لا يُصلي فيا إما لم يسمع بعد صوت الله ولم تُدرب أذنه الداخلية على طبقة رنين صوت الله الحسي، وذلك مثل الطفل الأصم الذي لا يستطيع ان يتعامل مع والديه لأنه لا يستطيع أن يسمعهم أو يدرك ما يقولانه... أو ربما من يسمع الكلمة يهرب منها بسبب تمسكه بما يخالف وصية الله، أو أنه غير متفاعل معها ولا يُريد أن يتم فيه قوة التغيير وتجديد النفس، أو أنه يبحث عن شيء آخر من خلال الكلمة، علم أو فكرة جديدة يقولها للناس أو مجرد بحثن بمعنى أوضح أنه لا يقرأ كلمة الله لكنه يقرأ كتاب علم أو معرفة، أو بغرض أنه يكون معلم أو أي شيء آخر...
واعملوا يا إخوتي أن كلمة الله ينبغي أن تُقبل كما هي بإيمان حي عامل بالمحبة، لأن أن لم يكن عندنا استعداد للطاعة والخضوع لما يقوله الله بإيمان وثقة في تدبير محبته، فأننا لن نستفيد شيئاً قط، بل قد تصير الكلمة نفسها مجرد معلومة وفكرة للجدل والنقاش أو الأبحاث وتقديم الدراسات للناس غير مصحوبة بالقوة التي تطهر وتغير النفس، وبذلك نخسر فاعليتها وعملها، بل قد يصنع قائلها الشر ولا يستفاد بها شيئاً حتى أنه يظن أن كل ما نقوله خيال يستحيل يتم في الواقع العملي لأنه يقرأ الكلمة باستمرار ودوام، ويبحث فيها بدقة ويخدم بها بقوة، ولكنه لم يتذوق يوماً فاعليتها، لذلك يحيا في وهم إيمان باطل ظناً منه انه يخدم الله ويعمل أعمال البرّ ويتمم كل ما يُرضي الله، مع أنه بعيد تماماً عن الشركة والحياة في المسيح:
_____________________________ |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
![]() |
![]() [ ينبوع الحكمة كلمة الله في العُلى ومسالكها الوصايا الأزلية ] (سيراخ 1: 5)
جمييييييييييييل |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور
|
||||
![]() |
![]() |
|