رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إستفانوس واستشهاده تلاحقت الأحداث سريعاً في حياة إستفانوس فلم تمض فترة طويلة في خدمته حتى ذاع صيته، ودوت محاوراته وتعاليمه بين المجامع المختلفة، كان صوتاً للحق عالياً، كل هذا دفع أعداء الحق ورجال الباطل لأن يتفكروا كيف يقتلوه، وكانت المؤامرة الكبرى، "فَقَامُوا وَخَطَفُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى الْمَجْمَعِ" (أعمال 6 : 12). وهناك قدموه لمحاكمة أقل ما توصف به أنها محاكمة غير عادلة، فالشهود زور، والحقائق مزورة، والآذان صماء عن أن تسمع دفاعه العادل، وكان الموت هو الأمر المتوقع. وهكذا لم يصدر حكماً بالموت على إستفانوس، بل "هَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ" (أعمال 7 : 57 - 58). كان موت إستفانوس اغتيالاً همجياً، فلم يكن في سلطة اليهود الحكم بالقتل على أحد لأنهم في ذلك الوقت كانوا محتلّين من الرومان أصحاب الأمر والسلطة، وهذا ما حدث مع السيد المسيح فحين قدموه إلى بيلاطس ليحاكمه ويصدر أمراً بقتله "قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَداً" (يوحنا 18 : 31). كان اليهود يعرفون هذا الأمر جيداً، لكن البغضة التي ملأت قلوبهم تجاه تعاليمه وحنقهم عليه كانت هي الأعلى صوتاً، وحكماً، كانت هي السوط والسيف الذي يغتال الحق وأصحابه. مات إستفانوس رجماً بالحجارة، لكنه في هذه الأثناء، لم يفقد سلامه وطمأنينته، لم يفقد ملئه بالروح، فكما عاش ممتلئاً بالروح مات كذلك، لقد رفع عينيه إلى السماء فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين العظمة في الأعالي، وقبل أن يلفظ أنفاسه "جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ" (أعمال 7: 60). كانت أخر كلمات إستفانوس هي الغفران لأعدائه وقاتليه، فكما فعل سيده هكذا هو فعل. حقاً لقد أسكتت البغضة والضغينة وعدم المعرفة صوت المحبة والإعلان بفم إستفانوس وقتلته، لكنه وإن مات سيتكلم بعد |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إستفانوس وشهادته |
إستفانوس وسر عظمته |
إستفانوس وحياته |
إستفانوس من هو؟ |
شخصية إستفانوس |