كلمة أب موجودة من العهد القديم، وإن كانت بالمعنى المجازي. كما الأب يعطي ابنه الحياة، هكذا أعطى الرب شعبه الحياة، واختاره ليحقق فيه وعده ويتمّمفيه عهده. هالكلمات من سفر الخروج وهيك شوي شوي صار كل فرد من أبناء شعب الله يشعر بأنه ابن لله " إن تركني أبي وأمي، فالرب يقبلني"(مزمور27)
أما في العهد الجديد فتأخذ الأبوة معناها الشامل، لأن حدثاً جديداً قد حصل: المسيح الذي هو ابن الله وفيه أصبحنا نحن أبناء الله (أفسس2/18). ندعوه أباً كما دعاه هو ليلة موته "أبا يا أبتِ... اصرف عني هذه الكأس"(مرقس14/36)
أبا هذه الكلمة لم يجرؤ أحد ان يلتفظ بها، نستعملها نحن اليوم في مخاطبتنا لله " لأن الله الذي لما تم الزمان أرسل ابنه مولوداً من امرأة........ أرسل روح ابنه إلى قلوبنا، الروح الذي ينادي أبا . يا أبتِ فلسنا بعد عبيداً بل أبناء، وأن كنا أبناء فنحن ورثة بفضل الله" ( غلاطية4/4-7).
مأساتنا يا أخوتي : أننا لا نعي دوماً هذه العلاقة التي تربطنا بالله، ننسى هذا الإنتماء البنوي لله بواسطة المسيح:" انظروا أيّ محبة خصنا بها الأب لندعى أبناء الله وإننا نحن كذلك"(يوحنا3/1). هذه هي العلاقة العامودية التي تربط كل انسان على وجه هذه البسيطة بالله: كلُ منا عليه أن يشعر أنه ابن الله. وهذه أيضاً هي العلاقة الأفقية التي تربطنا بعضنا ببعض كأخوة بالمسيح يسوع، إذا كان الله أبانا فنحن أخوة.
والآن لنحاول أن نتأمل في بعض الأسئلة من وحي صلاة الأبانا
من هو الآب بالنسبة لي؟ ما هي فكرتي عنه؟ هل لدي أفكار مسبقة خاطئة عنه، بسبب ربما تربيتي أو مخاوفي أو حتى جهلي؟ هل ما أعرفه عن الله ينطبق مع ما أعلنه يسوع؟
هل أعرف أنني ذو قيمة ثمينة في عيني الرب؟ هل أفتخر أني ابن الله؟ هل أجد في هذه البنوة معنى لحياتي؟ وبالتالي هل هذه المعرفة تجعل مني شخصاً منفتحاً على الآخرين؟ هل أعي معنى أني أخ لجميع البشر؟
بتمنى أن نكون صرنا بجو الصلاة اللي بتساعدنا نفهم معنى حياتنا على ضوء كلمة الله لهون بيكون خلص تأملنا بكلمة أبانا بتركم بعناية الرب أبانا الذي بالسماوات.....