تشير الاحصاءات العلمية الي أن 70 في المائة من مجتمع النحل انقرض خلال السنتين الاخيرتين في الولايات المتحدة، في حين بلغت الخسارة في بريطانيا نحو 60 في المائة.
ونفس الظروف الكارثية حصلت في الاجزاء اليابسة من اوروبا، فقد اعلنت مراكز البحث الحيواني والبيئي عن موت اعداد غفيرة من النحل في سويسرا والمانيا وبولندا.
وحسب العديد من العلماء، فان السبب في ذلك هو وباء يدعي CCD اي Colony Collaps Disorder الذي انتشر في بعض بلدان العالم، وبالاخص في اوروبا، واحد مظاهره يكمن في فقدان العاملات من النحل لبوصلة اتجاه العودة الي خلاياها الاصلية، مما يؤدي ذلك الي ضياعها ومن ثم تعرضها للموت الجماعي.
وقد اشار جو غايل، احد مربي النحل البريطانيين، الي انه فقد نحو 17 خلية من مجموع خلايا النحل البالغة عددها 40 خلية كان يملكها، بسبب ضياع العاملات التي لم تعد الي تلك الاوكار.
و ضمن دراسة علمية اجريت من قبل مجموعة من العلماء الالمان في جامعة كوبلن، اشارت الي ان التليفونات النقالة تقطع علي النحل حاسة قراءة خارطة العودة الي اماكنها الاصلية، وتؤدي ايضا الي تدمير خلاياها العصبية، مما يتسبب بموتها تدريجيا في مناطق بعيدة دون ان يكون لها مأوي او بيت يحتضنها.
وفي نهاية المطاف، فقد وجد العلماء ان وباء CCD ينتشر قبل كل شيء في المناطق التي تستخدم فيها الهواتف النقالة بصورة مكثفة.
و قدم العالم الامريكي جورج كارلو الذي يعمل لحساب الحكومة الامريكية دراسة حول تأثيرات الهاتف النقال علي البيئة، مشيرا الي ان زملاءه في الطاقم العلمي الالماني قد شخصوا المشكلة، مما يقود الي نتائج ايجابية، ويحذر قائلا انا متأكد من أن هذه الامكانية التي تحدث عنها العلماء الالمان هي امكانية واقعية .
ومن المعروف أن الهاتف النقال يرسل بكميات محدودة من الاشعاعات او الاشارات الماغنوكهربائية التي لم يتوصل العلم بعد الي معرفة نتائجها السلبية علي حياة المواطنين، وان كان بعض العلماء يتوقعون ان تؤدي هذه الاشعاعات ربما الي الاصابة بأمراض السرطان المختلفة.
فالعلماء السويسريون يشيرون الي ان الهاتف النقال يمكن ان يقتل خلايا الدماغ بمرور الزمن، لذلك فان نتائج الاضرار الصحية في استخدام هذا الجهاز لا تظهر بصورة مفاجئة في بداية الاستعمال، وإنما تظهر ربما بعد أربعين عاما.