أنا لست أرجوك لكي تبقى معي إذ أنت إبني إنما لك الاختيار
فاذهب بعيداً حيثما شئت ولكن أنا سوف أبقى ههنا في الانتظار
لن أشتكي برد الشتاءِ إذا قسى لن أكتوي من حر أو شمس النهار
حتى وإن أنكرت حبي طالباً أن تنطلق من حضني لاذاً بالفرار
لا لم تكن ابني فقط بل كنت لي كل الحياة بيومها وبأمسها
والآن تلتمس الرحيل كأنما تسهل مفارقة النفوس أجسادها
أنظر لعينيك فأبصر عزمها وتروح عيناي تغالب دمعها
اذ كيف أمنع عنك شر التجربة اذا كنت أنت تحبها وتريدها
لكن سيأتي عليك يوم يا بني فيه ستستجدي وتلتمس الصديق
ويضيق عيشك حتى تأتي نادماً ولسوف ترجع أخذاً نفس الطريق
لكن قلبك لن يكون كعهده إذ سوف تحمل في الحشا جرحاً سحيق
أما أنا سأظل منتظراً هنا باللهفة الأولى وبالشوق العميق