رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«فَهُوَ (الروح القدس) لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.» (يوحنا 13:16، 14) عندما قال الرب يسوع أن الروح القدس لا يتكلّم من نفسه، لم يكن قصده أن الروح القدس لن يشير أبداً إلى نفسه. بل بالحري، أن الروح القدس لن يتكلّم بسُلطته هو أو مستقلاً عن الله الآب. وهذا نابع من الكلمات التالية: «...كل ما يسمع يتكلّم به.» أي لن يتكلّم بمبادرة منه. لكن بعد قول هذا ينبغي أن نضيف أن الروح القدس لا يتكلّم عادة من نفسه. إحدى ميزات عمل الروح القدس هي تمجيد المسيح. قال يسوع، «ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.» وهذا يعني أنه في كل مرّة نسمع خدمة تمجّد الرب يسوع المسيح، نَعلم بالتأكيد أنها من وحي الروح القدس. ومن ناحية أخرى، عندما نسمع رسائل تمجّد المتكلّم بدل تمجيد الرب، نَعلم بالتأكيد أن الروح قد أُحزِن. لا يمكننا أن نشهد لعظمة يسوع وعظمة المتكلّم في نفس الوقت. «أعظم التعليم الروحاني يتحلّى باستمرار تقديم المسيح. هذا هو ثِقل عمل التعليم. لا يمكن للروح القدس أن يمكث على لا شيء بل على المسيح. يُسر بالحديث عنه. يفرح بتقديم فتنته وميزاته. وهكذا حين يخدم شخص بقوة روح الله، يكون أغلب الكلام عن المسيح بدل أي أمر آخر في خدمته. هنالك مكان صغير جداً لمنطق ولفكر الإنسان...هدف الروح الوحيد...يكون دوما وأبداً تقديم يسوع» (س. ه. ماكنتوش). وفي نفس الموضوع يمكننا القول أن العالم الإنجيلي يجب أن يعيد النظر في تعريف المتكلّمين بتلاوة إنجازاتهم العلمية المسرفة وبدرجات الشرف اللاهوتية. ليس واقعياً أن ترفع إنساناً إلى علو السماء ثم تتوقّع منه أن يعظ بقوة الروح القدس. هنالك امتحان لاختبار المواد المكتوبة إذا كانت تمجّد الرب يسوع. أتذكّر قراءة كتاب عن شخص وعمل الروح القدس. وقد اعتقدت في البداية أنه من الغرابة أن المؤلّف يمكث طويلاً في تعداد ميزات سلوك المسيح بدل الكلام عن الروح القدس. لكن تحقّقت أن هذه المقدمة كانت نظرة حقيقية لشخص وعمل الروح. كتب إليوت جيم في مذكّراته، «لو كان البشر ممتلئين بالروح، لا يقوموا بتأليف الكتب في ذاك الموضوع، بل عن الشخص الذي جاء الروح ليظهره. هدف الله أن يعمل مع المسيح، وليس ملء الروح.» |
|