![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة بشارة الصوت الحسي للإنجيل الحي
معرفة الله وإدراك مشيئته في حياتنا ![]() أحياناً كثيرة في واقعنا كإنسان، نُريد أن نعرف ما خفي عنا وبخاصة مشيئة الله التي كثيراً ما نقرأ ونتكلم عنها ونكتب، لكننا لا نُدركها أو نعيها وأحياناً كثيرة نحتار فيها، لأننا نتكلم عنها وكأنها شيء مستقل بذاته منفصل عن واقعنا اليومي الذي نعيشه في ضيق الزمان الحاضر بكل مشقاته ومعاناته وكأن الله في كل هذا لا يُبالي، لأنه يُريد أن يتمم مشيئته التي أصبحت عندنا مجهولة، وكأن مشيئة الله شيء يأتي من أعلى لذلك لا يدركه الأدنى، لأننا بدون ان ندري نُسقط على الله حالنا الضعيف ونظنه أنه المتعالي الجالس في سمائه عليه أن يُملي إملاء إرادته التي ينبغي أن تتم ويتلقفها الإنسان صاغراً بلا حول له ولا قوة، لذلك كثيرون يرون – بقصور الرؤيا – أن الله شخص قاسي يعمل لصالح ذاته ولا يعبأ به كإنسان، لأن الإنسان ينظر لله نظرة خيال واسع، يبني فكره في مخيلته عنه ويريد أن تكون هي إلهه الخاص، الذي يحقق له مآربه ويعمل لصالحه في حدود رؤيته الشخصية لصالح نفسه... والمشكلة هنا أنه لا يدرك أن الله شخص يُقام معه شركة، لأن أحياناً كثيرة نُقيم مع خيالنا شركة ونُسميها شركة مع الله !!! وهذه هي سقطة الإنسان الحقيقية، هو صنع تمثال نحته بخياله الخاص - مثل الطفل - عن الله، لذلك يتوه دائماً في متاهات الأسئلة الكثيرة التي تدور حول أين هو الله من الواقع الذي أعيشه الآن، ويبدأ يتهم الله باتهامات كثيرة، وفيها كلها معذور لأنه يتكلم عن إله خياله الخاص الذي لم يسعفه ولم يقدم له العون !!! فبكون الإنسان يُريد أن يفهم الله ويعرف ما الحكمة فيما يراه يحدث من حوله، أو ما هي مشيئة الله الحقيقية التي يحتار فيها، وغير قادر على تحديدها بدقة، لأنه يظن – خطأ – أن مشيئة الله هي الحروب وموت الناس وكل ما يحدث من شرور الذي يطلق عليها البعض خطأ أنها بسماح من الله، مع أن الله غير مجرب بالشرور ولا منه الخطية ولا سمح بالقتل ولا غيرها من أي نوع من أنواع الشرّ الذي استفحل بسبب كبرياء الإنسان وطمعه الذي لا ينتهي قط... عموماً طلب الفهم والمعرفة مشروع وواجب أن يفهم كل واحد طريق الحياة ومشيئة الله لأنها تُعلن في وقتها الحسن، لأننا كلنا نحتاج أن لا نحيا في الظلام لأن الإيمان الحقيقي ليس قفزة في الظلام بلا فهم ولا وعي أو إدراك لكن كل شيء إلى ميعاد، لأن بكثرة الصلاة والصبر تحت يد الله القوية تبدأ تنكشف مشيئة الله للإنسان وتظهر حكمته الفائقة لتُدرك في القلب بوعي لمن يرغب أن يحيا في جو الشركة الشخصي الواقعي الحي والمقدس مع الله في النور، وليس مع الله الوهمي الذي اتخيله وأُريده يحقق ما اتمناه في هذا العالم، لأن هنا لا أعرفه كشخص بل اعرفه تمثال في فكري اسقط عليه حاجتي أنا واحلم به برومانسية... لذلك يا إخوتي علينا أن ندرك ونعي أن الله شخص حي وليس مجرد إله الكتب والمراجع والقواميس وكثرة المعارف، كما يظن البعض [ أقرأ واعرف فتخلص ]، فكلنا عرفنا إله الكتب والمراجع والدراسات القديمة والحديثة، عرفنا إله الأنبياء والرسل والقديسين، ولا زال ينقصنا أن نعرفه إلهي أنا، أعرفه شخص الله الحاضر في زماني أنا وقريب مني في مكاني هُنا، شخص الله الذي اسمع صوته، أرى ملامح وجهه وأعيان نوره الخاص حتى أخرج من محضره وأقول لقد وجدت الله أو بمعنى أدق لقد وجدني الله والتقاني...
ولا تتخلوا عن الطلبة لا ليلاً ولا نهاراً لأن السعي الحقيقي الجاد هو أن نرى بهاء نور مجد الآب في وجه يسوع على مستوى الخبرة الشخصية، وحينئذٍ فقط سترفع الغمة من النفس وينزاح الستار الذي اخفى عنا حكمة الله فتبنى ثقتنا فيه على رؤية بإعلان، حتى أنه مهما ما حدث لن يتزعزع إيماننا لأننا رأينا وعاينا مجده، فكيف ما يحدث من حولنا يزعزع إيماننا، فأن كان الله معنا على مستوى الواقع الملموس في حياتنا فمن الذي علينا، بل لن نخاف من دينونة ولا موت لأن فينا الحياة، حياة الله التي ابتعلت الموت، لذلك حينما يقترب الموت منا نجد قيامة يسوع انفتحت وابتلعته فينا فنجد انفسنا انتقلنا للحياة وعبرنا على الموت لأنه صار مداس بالسلطان الذي نلناه من الله بالإيمان، وهو سلطان أولاد الله بشهادة الروح نفسه في قلوبنا أننا أولاد أمه مقدسة كهنوت ملوكي، رعية مع القديسين وأهل بيت الله... فهذا الكلام الذي أكتبه إليكم اليوم هو بشارة الصوت الحسي للإنجيل الحي، فكلمة الله صوت حي يُسمع، ولا تصدقوا أن كلمة الله تقرأ وتدرس في حبرها على الورق ومخطوطاتها وترجماتها (بالرغم من أهميه ذلك)، أو في حروفها وألفاظها ومعانيها في الجامعات والمدارس اللاهوتية والكورسات الدفاعية، بل هي صوت حي حسي يتجه نحو آذان قلوبنا ويحتاج أن تكون آذاننا رادار تلتقط صوت الحياة، والقلب يحتاج أن يكون كبيراً يستشعر قوة المحبة المتدفقة منها كنهر جارف يزيل المعوقات ويحفر مجرى من الحب الفائق في النفس حتى يفيض منها بقوة فائقة، حتى أن كل من يراها ويتعرف عليها يقول حقاً الله في هذا المكان، أنه هيكل الله بالحقيقة... يا إخوتي إنني اليوم أخاطب شوق قلب كل واحد فيكم، لأني أرى وأشعر أن كثيرين يتحرك شوقهم بلهفة وتهتز أوتار قلوبهم أمام ما يقرؤونه الآن، لذلك أتوسل إليكم أن تنطرحوا عند قدمي المخلص في مخدع قلبكم لترفعوا صلاة مستديمة عن حاجة شديدة الآن، وتطلبوا معونة القوة العُليا لتستحوذ عليكم بقوتها وترفعكم لعلو المجد الفائق الذي لمحضر الله، فتنفتح عيون أذهان قلبكم على مجده المستتر عنكم زمان هذا مقداره، وان تفتح آذانكم على الصوت الحي لتسري فيكم حياة الله نفسه، أرجوكم اتركوا كتبكم إلى حين، وصخب المناقشات والجدل، بل وصخب الردود وكثرة الخدمات ولو قليلاً، لكي تواجهوا حقيقة خداع المعرفة الوهمية التي نظن كلنا أننا عرفناها عن الله، لأن الله يُعرف شخص حي في وسطنا، نور مشرق في قلوبنا، شمس برّ شفاء النفس:
|
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيها الأزواج: إن كنتم خداماً للإنجيل ولديكم دعوة إلهية |
بسط اليد إلى الفم هو التناغم بين الصوت والممارسة |
امجد بشارة |
دعوة للتأمل فى شخصية مسيحنا الحى |
الجسد الحي والجسد الميت |